نلتقي في وادي النيل
طالما كان الشعب المصري والسوداني شعب واحدًا، باختلاف الحقبات الزمنية واختلاف الحكومات وعلى مر الزمان، والدلائل التي تشير إلى هذا كثيرة جدًا، منها التقارب الثقافي والاجتماعي وتقارب العادات اليومية المصرية السودانية، مما يجعل في بعض الأحيان من الصعب تمييز أصول بعضها.
المحبة المتبادلة بين الشعبين منذ الأزل لن يستطيع موقف شخصي أو رأي من زعزعتها، وهنا استعير مثل متداول بين الشعبين (مصارين البطن بتتخانق أو بتتاشكل)، بمعنى أنه مهما حدث فلن تخرج إلى الخارج وتفسد، ولن تعدو سوا نقاشات محدودة.
هنا علينا استخدام العلاجات، وهي التسامح والمغفرة والتسامي والتغاضي على هفوات شخصية مقصودة أو غير مقصودة.
نقرأ ونشاهد على منصات التواصل الاجتماعي (مشاكسات) بين بعض مكونات الشعبين حتى يخيل إليك أنها حرب ضروس، وتجعلك التعليقات تصعق من كم التعليقات السلبية التي لا تمثل إلا صاحبها.
وفي المقابل وعلى أرض الواقع تجد الشعبين منفتحين على فكرة التعارف والتعريف لخفايا بعض الأمور الحياتية للشعبين ممثلين بهذا قوله عز وجل: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).
هذا التعارف قد يواجه عقبات وصعوبات في الاندماج ليوائم بعضه بعضًا، ولا يصح إلا الصحيح، ولن ينتج عنه إلا زيادة في المعرفة وزيادة رباط المحبة، وستعلو المحبة الأزلية وتقوى الروابط الشعبية التى امتدت حد التصاهر.
أخيرًا لاتدعوننا ننقاد إلى هوس البعض في الاصطياد في الماء العكر، وخلق خلافات وهمية لاتوجد إلا في مخيلتهم، وادي النيل لن تقطعة صحراء الجفاء.
نلتقي في وادي النيل
بقلم: الإعلامية تسابيح أحمد