نباح الغربان
نباح الغربان – لعلنا لا نجافي الحقيقة، ولا نعاكس الواقع الآن وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية، فنجد رموز عامة تحارب الأهداف التي تسعي إليها القيادة السياسة ويغتصبون حقوق وأموال عمدًا دون حق، لكي يثيروا الناس ضدها.
ونخلص من قصة لتبدأ أخرى دون مراعاة للظروف البيئية المحيطة بمن يطبق عليهم القرار، ومع سبق الإصرار والتعمد لتشويه مجهود أربعة سنوات، من الجهد والشقاء وتكاتف القيادة السياسية الكادحة والشعب.
لكن فعلًا الصورة الكاملة دائمًا عند صانع القرار الذي يملك آليات التقدير الفعلي للموقف والأدوات التنفيذية بمسارات محددة في ظل سياسة الشفافية المطلقة، وطرح البدائل الواقعية والحيادية، في خضم هذا الوضع المتأزم، وإتاحة الفرصة لتعدد غربان الشر.
أرى إنه ومن أجل إدامة السيطرة والأمن الداخلي على هذا ضرورة الإحترافية في تهيئة الرأي العام، لتقبل القرارات الصعبة، وخاصةً أن الغالبية العظمى على قدر كبير من الوعي الوطني.
ناهيك عن عدم قدرة البعض على مواجة التسلسل التصاعدي في الأسعار، لمواجة وضع الدولة الإقتصادي من معدومي الدخل، المرتزقة، نافخ الكير كما قلنا ذلك سلفًا.
ذلك لآن هذا التوجه سيخلق خفافيش المرحلة ذو ألف وجه، لذا فإن نتاج ثقافة الأمس والمحصلة النهائية لقرارات عشوائية إرتجالية المستفيد منها هو صاحب القرار.
حتى لو خالف الأهداف السامية للقرارات السيادية والأنظمة الحكومية والإنسانية، والتحول من إضافة للدولة إلى عائق، يثقل كاهلها ويعوق مسيرتها لتحقيق إستراتجية الإصلاح والتحديث ومواكبة العالم الخارجي والدولي.
ما أخشاه الآن هو أن يكون هذا العالم مجرد مسرحية تألقت فيها العوامل الثقافية والظروف الواقعية في كتابة السيناريو لها، وأبطالها يؤدون أدوارهم من وحي الخيال أو المدينة الفاضلة.
وتتحول المسرحية تدريجيًا إلى حيز الواقع، يُصدقة الأبطال ويطالبون القيادات السياسية بالوصفة السحرية لفك طلاسم الفقر، والجهل وارث سنوات.
وإتاحة الفرصة لخروج الأفاعي من الجحور والإصطياد في الماء العكر، لمساندة المطحونين والغلابة والتغني بشعارات واهية طمست دول كثيرة وتفرقت شعوبها.
وهناك مايسمى بالبدائل الفئوية والعامة، فهذا حق الوطن لتفادي هذا الأمر، فلابد من عودة الأبن الضال إلى وطنه، وزجه إلى أرض الواقع.
فهو حين يدرك أن له دور محدد سيؤديه بإتقان ويتفاعل مع أقرانه، تاركا قناع المصلحة الشخصية والأقنعة المزيفة.
وقتها فقط نملك الأداة للوصول إلى التعايش السلمي، وتترجم المبادئ النظرية إلى واقع يترجم بحروف من نور لتكون بداية لعهد جديد محدد المعالم.
بقلم| هبه مصطفى محمد