محمد ثروت: كثرة الاكتشافات الأثرية وراء تحول المتحف المصري لمخزن متحفي
تكمن أهمية المتاحف على معلومات تاريخية وحضارية تساعد المواطنين والباحثين على فهم تاريخ أمتهم، فهي نوافذ ثقافية تطل على الأمس، ومفتاحاً لثقافة المجتمع.
تضم المتاحف المعروضات والأشياء الثمينة لحمايتها، وعرضها، والاطلاع عليها، وهي أحد وسائل الإتصال، التي تعرض ثقافة وتاريخ وآثار وتقاليد حياة الشعوب، وتُظهر المتاحف علاقة الحاضر بالماضي.
والمتاحف في العلم الحديث أصبحت مركزاً علمياً مهماً يُسهم في نشر وإبراز المعرفة، والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات، وهي شعار ثقافي وحضاري لأي دولة تحافظ على هويتها وتاريخها الذي يشمل الكثير من موروث الأجداد الذي يحوي كافة أشكال حياتهم السابقة.
فمصر تتميز بآثار ليس لها مثيل في العالم، فهي تعمل بإستمرار على مواكبة التقدم والتكنولوجيا الحديثة في المتاحف للمحافظة على تلك الآثار ومنها المتحف المصري الكبير الذي من المقرر له أن يُفتتح جزئياً عام 2020.
ويقول الدكتور محمد ثروت الشريف، مدرس قسم الترميم بكلية الفنون الجميلة بمحافظة المنيا والمتخصص في الدراسات المتحفية، لـ“بوابة القاهرة“، عن المتحف المصري بالتحرير وعن الغد الذي سيؤول إليه: إن كل وقت له مستجدات فلأبد من مواكبة ما يدور من حولنا فيه خاصة ًمع كثرة الأكتشافات الأثرية في الآونة الأخيرة فكان لابد من إنشاء البديل للمتحف المصري.
وأشار “ثروت” إلى أنه يجب أختيار بديل آخر يراعي مقاييس ومعايير المتاحف الحديثة، التي من أهمها المواصفات الفنية والإنشائية.
ونوه إلى أن المتحف المصري بالتحرير لا يراعي اشتراطات إنشاء المتاحف في البعد عن التكدس السكاني والملوثات البيئية، فمنطقة التحرير تعج بالسيارات وعوادمها وهي مصدر كبير لتلف الآثار على المدى البعيد.
وتابع، أن هناك علم في مجال ترميم الآثار يسمى إعادة تأهيل المباني الأثرية، وفي حالة نقل الآثار بشكل كامل للمتحف المصري الكبير، فمن الممكن استغلال المتحف المصري بالتحرير بشكل مميز وعمل إعادة تأهيل للمبنى بشكل علمي.
وعن تحول المتحف لمخزن أوضح أن السبب الرئيسي هو كثرة الأكتشافات الأثرية وعدم توقع كم الآثار الهائل المكتشف منذ إنشاء المتحف المصري.
كما أشار إلى أن المخزن المتحفي غير مؤهل لاحتواء هذا الكم من الآثار، وهذا ما تم مراعته في المتحف المصري الكبير، لذلك يجب الإسراع في افتتاح المتحف الكبير.
وأوضح أن العرض المتحفي لابد فيه من اتباع الأساليب العلمية الحديثة و أنا لا أريد التخمين بشكل غير محدد لماذا ظهرت في الآونة الأخيرة تجاوزت كثيرة في مجال العرض المتحفي؟ ربما لنقص الامكانيات المادية؟ وإذا كانت هذه هي المشكلة فلابد من حلها على وجهه السرعة، وذلك لآن قطاع الآثار هو مصدر هام من الدخل القومي.
وأشار إلى ضرورة وجود قطاع للتدريب على الأعمال المتحفية، يتم فيه اختيار كوادر مدربة ومهيئة للعلوم والدراسات المتحفية لأن المتحف يضم متخصصين في مجالات شتئ ليتكاتفوا مع بعضهم البعض لحماية الأثر.
فمعمل الترميم على سبيل المثال لابد وأن يضم مرممين متخصصين في علوم وفنون الترميم بتنوع خامات الآثار وكل متخصص في مجاله، وايضا يكون متكاتف مع كيميائي متخصص في أحدث مواد الترميم المستخدمة.
وهناك القطاع الفني بداخل المتاحف ومعامل الترميم هو القائم على أعمال التوثيق للآثار من مرحلة الرسم والتسجيل والتصوير حتى إدخال بياناتها على الكمبيوتر لحفظها بشكل ديجيتال وهذا دور كليات الفنون الجميلة في قطاع الآثار.
وعن تأهيل مخازن المتاحف طالب “ثروت” قطاع المتاحف بضرورة مواكبة كم الاكتشافات الأثرية والعمل على توفير الاشتراطات الحديثة للعرض والتخزين في جميع المتاحف المصرية.
وأشاد محمد ثروت بنظرة الأمل الذي سيبثها المتحف الكبير عند افتتاحه، وذلك لمراعاته الاشتراطات التخزينية.
كتبه| سلمى حسن