فيروس كورونا خطر يحصد الأرواح ويهدد العلاقات الأسرية
بعد أن إجتاح فيروس كورونا العالم بداية من أواخر عام 2019، في مدينة وهان الصينية، بدأ يحصد الكثير من الأرواح، ويهدد العلاقات الأسرية.
ففي آخر تحديثات منظمة الصحة العالمية، حصدت كورونا الكثير من الآلاف حول العالم، ومع شدة انتشار الوباء في جميع دول العالم، بدأت الدول تلجأ إلى كثير من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشاره، وكان الإجراء الوقائي الرئيسي هو حظر التجوال، والتخفيف من العمالة وخاصة بين السيدات.
ومن هنا بدأ يظهر الكثير من المشاكل الزوجية والخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة، توقعت الزوجة أن وجود الزوج في المنزل مدة طويلة سيجعلها تقضي أوقاتا سعيدة، والبعض منهم اعتقد أنها فرصة للتسوق وتبادل الزيارات، وهذا على عكس الواقع تماما، فالزوج أصبح يعاني من اضطرابات مادية ونفسية، نظرًا لبقائه في البيت مدة طويلة على غير العادة وهذا ليس من الطبيعي بالنسبة له فمكانه الطبيعي كان العمل الذي يعتبر مصدر رزقة.
الزوج أصبح شاغله الأساسي تعويض خسائرة المادية بسبب فقده للعمل، في حين أن الزوجة تحتاج إلى متطلبات البيت لأنها هي المسؤلة عن إدارة شؤونه، وبدأ الصراع يزيد بينهم وبدأت المشاكل والتوترات التي بعدها وصل إلى حد الانفصال أو ترك منزل الزوجية.
أما عن الأبناء، فكانت المشاكل مختلفة حسب المرحلة العمرية، الأبناء فى مرحلة الطفولة يرغبون دائما في الذهاب إلى المتنزهات وأماكن اللعب، وهذا يتنافي تماما مع ظروف حظر التجوال والحد من الحركة، مما جعلهم يمارسون العنف فيما بينهم، كثير من المنازعات التي تنتهي بضرب أحدهم للآخر، وفي ظل ذلك نجد الأب والأم في كثير من المواقف عاجزين عن حل خلافات الأبناء.
أما الأبناء في مرحلة الشباب، أصبحوا أكثر عزلة ولجأ الكثير منهم إلى التواجد على منصات التواصل الاجتماعي بشكل أكبر، أي أنهم أصبحوا حاضرين غائبين، والبعض الآخر أصبح يتناول الطعام بشكل مبالغ فيه تعويضا عن الحالة النفسية التي يمر بها.
والسؤال هنا، هل أصبحت الأسر غير قادرة على تحمل تحديد إقامتهم معا بشكل أطول، وهل يمكن أن يكون هناك بدائل أو برامج توعية من قبل الجهات المختصة التي تعتني بالشأن الأسري، ومن قبل وسائل الإعلام، تقوم فيها بطرح حلول بديلة يمكن أن يتم فيها استغلال الوقت الذي يقضونه معا بشكل أفضل مما يحد من التوتر والمشاكل الأسرية فيما بينهم.
سؤال يطرح نفسه للمناقشة حتى لايصبح فيروس كورونا خطر يحصد الأرواح والعلاقات الأسرية.
بقلم-سعاد حسن