فنانات مصريات تألقت بسماء براج في حوار لـ «بوابة القاهرة»
الفن التشكيلي هو بمثابة حوار دفين وترجمة للأحاسيس بتعبير صادق يمزج بين التأمل والتفكير والحركة إلى أن تولد الفكرة مع مراعاة الموضوعية وأبرزها في أفكار تتخبط بدواخل فنانات مصريات ترعرعوا في كنف الفن والألوان واستوحا فنهم من محيط واقعهم باستخدام رؤيتهم ومنهجهم المصري الأصيل من وحي الأصالة على مر السنين بداية من العصر الفرعوني إلى عصرنا الحاضر جسدا واقعنا بإحساس تشكيلي عظيم.
اعتمدوا طرق مختلفة في صياغة أعمالهم الفنية ومعالجتها، مما أدى إلى ظهور مدرسة فنية خاصة بهم، ولوحاتهم تنطوي على فكرة يرسلوها عبر ريشتهم وألوانهم هي واضحة للعيان والمشاهد يتلقاها ويفسرها بأحاسيس كثيرة، عنوانهم حب وعشق مصر وألوان مصر.
وفي سماء براج السفارة المصرية استضافت معرضهم ألوان مصر في نسخة التاسعة تحت رعاية السفير سعيد هندام سفير مصر في براج.
والفنانات الرائعات هم: فريدة درويش، ودينا فهمى، وفريدة القوني، ورشا غالب، وكانت واجهته لأظهار المرأة المصرية المثقفة الواعية المبدعة.
والفنانات إستطاعت بلوحاتهم تسليط الضوء على معالم مصر والمرأة المصرية لها نصيب كبير في لوحاتهم، إلى جانب حفل عشاء في منزل السفير أقيم على شرفهم.
وبين الخيال والواقع والحب في عالم الفن التشكيلي قصة يرونها لنا في حوار شيق ومتميز مع فنانات جميلات لـ”بوابة القاهرة“.
كيف بدأت حياتكم المهنية كفنانات؟
في البداية ابتدأنا دخول عالم الفن كهواة في مرسم فريدة درويش تعلمنا الفن وحولنا المادة فوق السطوح فتدب فيها الحياة فادركنا التعبير واستوعبنا الإجابة على تساؤلات قدرة الأداء الفني في التأثير المباشر على الآخرين.
ثم قمنا بعمل معارض في القاهرة في دار الأوبرا والمكتبة الموسيقية والهناجر والقنصلية الإيطالية ومنها الانطلاق إلى باريس.
من أين تستمدون إلهامكم في الرسم؟
نحن نستمد إلهامنا من كل ماهو مصري عندما نرسم لوحاتنا ندرك أن الموضوعات التي غالبا ما تظهر للمشاهد هي الطبيعة والقرية والحضارة والآثار المصرية على مر التاريخ الفرعوني والروماني القبطي، والمرأة عندنا هي رمز الشجاعة والحنان والفخر وغريزة الأم، ولذلك عنوان معارضنا ألوان مصر.
البعض يرفض ظهور المرأة في المجالات الإبداعية فكيف تواجهين ذلك؟
في الحقيقة لا نستطيع أن نجبر أحد على التنوير الفكري ولن يشكلوا عائقا حين يكون العزم والأصرار من سمات المواقف الصعبة.
ومثل ما هنالك رفض هنالك العكس أيضا الفئة المؤيدة داعمة معنويا حتما ونحن نعتبر أنفسنا سفيرات للفن والمرأة المصرية المعاصرة وهي الأم والزوجة والفنانة التي تفرض نفسها على الساحة الفنية بقدراتها وإبداعاتها الثقافية.
ماذا تعني العائلة لكم؟
العائلة هي الإهتمام الأول بالنسبة لنا هي نبع الطاقة الذي نستمد منه قواتنا والأزواج من يدعمونا ويشجعونا ويتفهمونا والعملية تحتاج إلى تنظيم في الوقت.
فالتوافق موجود ومنظم وكل شيء يسير بانسيابية دقيقة يتعاونون معنا في سفرنا جزاء علينا وجزاء على الزوج والأبناء وأولادنا يفتخرون بينا ويعتبروننا مثلهم الأعلى.
هل تلمسون تأثير فنكم على المحيط الأسري؟
مافيش شك أن حب الفن مغروس في العائلة عموما وأن الأولاد يحتازو دائما بالأهل وياخذوهم قدوة ويتشجعوا لما يشوفوا الأم فتحة الألوان وبترسم.
هما كمان بيرسموا وروسوماتهم بتنال اعجاب الأب والأم والتشجيع، وكل طفل فنان حتى نعلمه عكس ذلك عيني بالفطرة والأطفال عندهم الموهبة وأحنا دورنا كأمهات بنقلها.
هل تعتقدون أن الفن التشكيلي يتراجع من مكانه؟
بالطبع الفن التشكيلي بيتقدم للأمام باستمرار وحاليا يوجد طفرة في الفن وكم مواهب تكتشف يوميا في مصر والوطن العربي عموما ومن بينهم سيدات عدد لابأث فيه والمرآة المصرية لها أساليب مختلفة في تباين التقنية المستخدمة.
وفي أساليب التعبير كل فنان وفنانة له الطابع الخاص به، ونتمنى أنه يفضل دائما في الصدارة ما نسميه القوة الناعمة التي تقرب الشعوب من بعض وبتعمل جسور تواصل وتحفز الحس الفني والذوق عموما.
هل وصلت الفنانات التشكليات المصريات إلى المكانة التي تليق بها؟
في الحقيقة أن الفنانات التشكليات وصلنا إلى مكان يليق بهم منذ عشرات السنين ولدينا رائدات في الفن المعاصر المصري أمثال الفنانة حورية فهيم، والفنانة أنجي افلاطون، والفنانة جاذبية سري.
وهؤلاء الرموز وصلنا إلى مكان عالي في الفن في مصر وعالميا ونحن نحاول تكملة مسيرتهم ونفضل رافعين الراية.
هل العالمية متاحة أمام الفنانين المصريين للانطلاق؟
أننا نفرض أنفسنا على تقنية اعمال الوصول بالجهد والعمل الفني المبدع وبالتالي اعتقد أن المسالك مفتوحة بدليل أننا أتيحت لنا الفرصة للانطلاق إلى العالمية عن طريق سفاراتنا ومكاتبنا الثقافية في الخارج.
في باريس البداية عام 2016 كانت تحت إشراف الدكتورة نيفين خالد والدكتورة غادة عبد الباري والمعرض لاقى نجاح وتمثيل سياسي ودبلوماسي ومصري كبير.
ولاقى صدا واسع وفي برلين كان المستشار الثقافي دكتور أحمد غنيم وبرعاية معالي السفير بدر عبد العاطي وفي مدريد ساعدنا استاذ دكتور باسم صالح المستشار الثقافي.
كما تلقينا دعم في ثلاث أماكن هي فيينا وبودايست وأخيرا براج من الدكتور عمرو الأتربي المستشار الثقافي ومدير مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية بفيينا والمشرف على الدارسين بالمجر والتشيك وسلوفينيا وسلوفاكيا.
وفي المجر تحت رعاية السفير أشرف الموافي، وبراج تحت رعاية السفير سعيد هندام، وفي روما كانت تحت إشراف الملحق الثقافي هاجر سيف النصر برعاية السفير هشام بدر، ونحن مهدنا الطريق إلى فنانين وفنانات أخرين لكن الأمر محتاج أن الناس تقدر الفن وتعطية حقه.
هل لكم طقوس خاصة في الرسم؟
إحنا بنرسم في مجموعة والطقوس عبارة عن الالتزام بالأيام المحددة أسبوعيا للرسم ونختار الموسيقى حسب رغبة الجميع ونأخذ رأي بعض في اللوحات المرسومة والجو بهجة وسرور أثناء الرسم.
التشيك|دعاء أبو سعدة