غفلة الفيدرالي
اتجهت البنوك المركزية في دول العالم خلال أزمتي كورونا والحرب الأوكرانية الروسية إلى رفع أسعار الفائدة كمحاولة لسحب السيولة من الأسواق؛ ومن ثم السيطرة على التضخم الذي انتاب العالم جراء هاتين الأزمتين.
ولكنها غفلت عن وضع التدابير اللازمة لتجنب الآثار السلبية لرفع أسعار الفائدة، كما غفلت العديد من البنوك المركزية خاصة في دول العالم الثاني والثالث عن مراعاة سيكولوجيات مجتمعاتها وثقافاتها واتبعوا قرارات الفيدرالي.
والجدير بالذكر أن رفع أسعار الفائدة له آثار ايجابية على الاقتصاد كما له آثار سلبية، ومن بين هذه الآثار السلبية رفع معدلات البطالة نتيجة لسحب السيولة من الأسواق.
واستشعر البنك الفيدرالي هذه الأزمة حيث أعلن رئيس البنك جيروم باول، خلال الأيام القليلة الماضية، أن الزيادة المفاجئة في البطالة قد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.
في مصر أنتهج البنك المركزي منهج الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة لسيطرة على التضخم دون مراعاة ثقافة المجتمع فمن المعتقدات المترسخة في ذهن المصريين أن السلعة التي يرتفع سعرها لن يتراجع سعرها مرة أخرى.
هذا الأمر كله أدي لتعرض الإقتصاد المصري للركود التضخمي أي: تعرض السوق لحالة من الركود دون تراجع في الأسعار.
لذا على أي بنك مركزي توخي الحذر في رفع أسعار الفائدة، لآن نشاط السوق مع التضخم خيرا من ركود السوق وزيادة البطالة حتى مع تراجع الأسعار.
بقلم| جاسر خميس