عيد الفلاح.. تحية فخر واعتزاز للأيادي الزراعية المصرية
منذ آلاف السنين أشتهرت مصر بالزراعة نظرًا لتمتعها بطقس جميل صافي صيفا وشتاءً، وجريان شريان نيلها العظيم الذي يروي أرضها بالماء والحياة، وخصوبة أرضها، مما جعلت مزارعيها يتربعون على قائمة مزارعين العالم، ولذلك تحتفل مصر الطيبة بالأيدي الزراعية تحت مسمى عيد الفلاح المصري
هناك برديات كثيرة وجدت مع أجدادنا الفراعنة. وكثير من الآثار التي دلت على المصري الفرعوني بالزراعة وحصاد القطن وزراعة القمح، فالفلاح المصري يحيا منذ القدم.
وتوالى على الفلاح المصري عبر الزمن مرحلة من الاستعباد والقهر. مع ذلك عنف أصحاب الأطيان والأملاك الزراعية من الأمراء والملوك. والجهل والأهمال وسيطرة أصحاب النفوذ من الأثرياء.
عيد الفلاح
جاءت ثورة 23 يوليو، التي أعلن حينها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقف قهر الفلاح واستعباده، وإعلان قانون الإصلاح الزراعي.
يُعد قانون الإصلاح الزراعي أول قانون يضع حقوقا كانت مفقودة منذ القدم. لهذا الشخص العظيم وهو الفلاح المصري وكان ذلك في 9 من سبتمبر عام 1952.
ومنذ ذلك التاريخ، اعتاد المصري الاحتفال والاحتفاء بالفلاح. هذا الرجل النشيط الذي لا يمل من الاستيقاظ صباحا كل يوم كي يكد ويتعب ويهتم بأرضه.
يزرع الفلاح المصري ويحصد في بقاع أراضي المحروسة. غير مباليًا بحرارة الشمس المرتفعة على بشرته السمراء، وجبينه الملئ بعرق العمل والجد.
قانون الاصلاح الزراعي
اليوم نحتفل بالعام السبعين على مرور قانون الاصلاح الزراعي. وهو عيد الفلاح المصري الذي منحه القانون حقوق وامتيازات كان ينادي بها قبل تلك الثورة العظيم.
ثورة 23 يوليو 1952 التي أوقفت الأمراء والملوك عما كانوا يمارسوه قبل ذلك من ظلم وقهر واستعباد، وأكل خيرات مصر العظيمة.
ثم نادت ثورة 23 يوليو، بوقف الاقطاعين وانشاء الجمعيات الزراعية، وتوزيع 700 ألف فدان على صغار الفلاحين، بحد أقصى 5 أفدنة زراعية.
من حينها، أصبح الفلاح المصري الأصيل لأول مرة مالك أرضه، لا عبد فيها، أصبحت الأيدي الزراعية لها صوت وقوة وكلمة عليا لم تكن موجودة قبل ذلك.
لابد من الاحتفال والإحتفاء جميعا ومشاركة مظاهر الفرحة بفلاحي مصر أصحاب فضل في الاهتمام بالغذاء وحصاد القطن والقمح، الذي لولاهما لم تكن هناك حياة.
لابد في عيد الفلاح المصري نتجه إلى البقع الزراعية لنشاهد ما يقوم به لاسعادنا، ونشجع ابناؤنا على القيام بزيارات إلى الأراضي الزراعية، وتقديم كل ألوان الشكر لأصحابها أو من يقوم بزراعتها.
والتمتع بالمساحات الخضراء وكافة الخضروات الناصجة والفواكه، وقضاء يوم جميل بين الأراضي الزراعيه، كي ندرك مدي المكانه التي يتمتع بها الفلاح المصري داخل قلب كل مصري.
المزارع المصري
في عيد الفلاح المصري الذي يزرع لنا كافة الخضروات والفواكه، ويربي الماشية التي نأكلها، ونقوم بشراء الملابس من القطن المصري، اشياء كثيرة في حياتنا اليومية يقوم بها المزارع المصري.
ومن حسن حظ فلاحي مصر تطور الزراعة والاهتمام بالبقعة الزراعية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن هذه المميزات:
- وقف ضريبة الأطيان الزراعية لمدة 6 أعوام.
- تبطين الترع.
- زيادة مساحة الرقعة الزراعية.
- القيام بمشروع تخزين الغلال.
- تدشين المشروع القومي لانتاج التقاوي.
فضلًا عن ما تولية المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير الريف المصري، وإنشاء مشروعات الري الحديث، وما يوليه ايضا البنك الزراعي المصري من قروض ومساعدات للمزارعين.
هذا الاهتمام النابع من الدولة المصرية للعمل على زيادة المساحات الزراعية، وتسهيل أمور الزراعة وتطويرها لحدوث نهضة زراعية كبرى، وإحداث ثورة في عالم الزراعة، واحياء ما فقدناه في السابق من قلة الإمكانيات الزراعية الحديثة.
على الرغم ما نشهده من تطور ونهضة زراعية. إلا أن هناك بعض المطالب التي ينادي بها مزارعي مصر في عيد الفلاح المصري الـ 70. منها، انشاء صندوق التكافل الزراعي، وزيادة نسبة تمثيله في المجالس النيابية، والاهتمام بالمدارس الزراعية.
وردًا على هذه المطالب، قامت الحكومة المصرية بتطوير التعليم الزراعي وإقرار قانون النقابة المهنية. بجانب ذلك القيام بعمل بعثات دولية للزراعين لتبادل واكتساب الخبرات الزراعية.
ومن النواحي الفنية، أهتمت الدولة بدعم وتشجيع الفن للفلاح المصري. مع ذلك لا ننكر دور السينما في تصوير حال الفلاح في الماضي كفيلم “الأرض” وفيلم “شئ من الخوف“.
كما أهتمت الدراما المصرية بتسليط الضوء على حياة الفلاح المصري وتجسيد معاناته في أعمال. مثل، مسلسل “الوتد” و”الوسية” و”البراري” و”الحامول“.
ما هو واجبنا تجاه الفلاح
وفي هذا الصدد، لابد من تصوير حال الفلاح المصري اليوم. مع ذلك إلقاء الضوء على حياته ومعيشتة والصعوبات التي يواجهها في وقتنا الحالي.
إن الفن هو الرسالة السامية التي بها تتطور الأمم، ونحن بحاجة إلى الفن لتوضيح الصورة الصحيحة. وليست الخيالية تجاه الفلاح وأرضه والبيئة التي ينمو فيها.
بدلا من سخرية البعض. واظهارهم واقع خيالي بعيد كل البعد عن حياة الفلاح المصري من أجل رفعة دوره ومكانته.
كتبه| رشا إبراهيم