ضغط الأهل على البنت في الزواج.. تجارب وحكايات بسبب الموروثات المجتمعية
تجارب وحكايات نسردها لمتابعي موقع بوابة القاهرة من خلف الأبواب المغلقة؛ لنفتح الملف المسكوت عنه والذي تعاني منه الكثير من الفتيات والسيدات بسبب الموروثات المجتمعية، لذلك ستتناول التجارب حكي عن ضغط الأهل على البنت في الزواج وأيضًا نتائج إجبار الفتاة على الزواج بمن لا ترغب به.
ضغط الأهل على البنت في الزواج
حكاية دينا هي حكاية ليست جديدة في تفاصيلها ولكنها جديدة في نهايتها. التي أبت فيها أن ترضخ لنظرة المجتمع وقهر الأسرة. مع ذلك لقنت الجميع درسًا لن ينسوه عن ضغط الأهل على البنت في الزواج ونتائج ذلك.
شاركت دينا “بوابة القاهرة” حكايتها. حتى تثبت للجمبع أن الفتاة على الرغم من أنها توافق على شروط وضعت أمامها عنوة. إلا أنها بالفعل قادرة أن تواجه وترفض كل الموروثات المجتمعية التي تظل تضعها في دائرة الوصم والعار.
تقول: “الحكاية إبتدت لما أجبروني إني أوافق على إنسان مابيجمعنيش بيني وبينه أي حاجة. حيث صمم أهلى أن أكتب كتابي عليه عشان أتكتف وأخاف من لقب “المطلقة”.
هكذا قالت دينا التي قصتها تشبه في تفاصيلها قصة آلاف الفتيات اللاتي يرغمن على الخطوبة والزواج لمجرد تخطيهم سن العشرينات.
رغم ذلك رفضت بكل ثقة الخطبة منذ سن الـ18 عامًا أملا في أن تجد الشخص المناسب. لكنها عندما تخطت الـ29 كل الأفواه تشدقت بمقولة “القطر فاتك ودي آخر فرصة“.
انت السند والضهر والحب الكبير
على الرغم من تعليمها واستقلاليتها. إلا أنها فتاة وفي هذا الزمن ما زالت هناك بعض الموروثات التي تجد أن السند والضهر متمثلا في كيان الرجل. حتى وإن كان غير مناسب لعقلية وظروف وتفكير تلك الفتاة.
حيث قالت: أنا طبيبة صيدلية وعلى الرغم من ذلك وافقت على الخطبة من شخص لا تجمعني به أي إهتمامات ولا توافق في وجهات النظر. لكن تشبث أبي برأيه ولحظة ضعف جعلتني أوافق على الخطوبة “ليه لا أجرب“.
“يابنتي مش هتخسري حاجة الخطوبة دي فترة تعارف إدي نفسك فرصة يمكن تفهموا بعض”. كان هذا رأي كل المحيطين من دينا.
بعد ذلك، بالفعل وافقت على الخطبة كحال معظم الفتيات، رغم أنها لا تعلم أنه لا يوجد ما يجمع بينها وبينه أي صلة. لكنها انساقت وراء كل جمل الغزل في الخطيب المتقدم “شكله ابن ناس وجاهز ومن عيلة محترمة”.
جملة جعلتها تخوض التجربة، وتتناسى أنه تقدم لخطبة 4 فتيات آخريات، ولكن لم تستمر الخطبة بناء على رفضه هو.
إقرأ المزيد| نصائح للمقبلين على الزواج للبنات والرجال
نتائج إجبار الفتاة على الزواج بمن لا ترغب به
وعن نتائج إجبار الفتاة على الزواج بمن لا ترغب به تكشف لنا باقي الحكاية النتائج غير المتوقعة:
“من بره هلا هلا والإنسان المحترم إلا قدام الناس بيتحول لمجرد شخص لا يري من المرأة غير الجسد والنهدين ومحاولات استمالة لمجرد الدبلة إلا في صوباعي”.
كانت عثرة في طريق قبول دينا لهذا الشخص، حيث وجدت نفسها رافضة ممارساته التي أسمتها بالـ”حيوانية”. لأنها لم تصبح زوجته ولا حلال له حتى يحدثها ويطلب منها تلك الأفعال المشينة.
الحلال والحرام
ثم بلهجة الخجل قالت “جسدي ملك لي ولن أسمح له بإمتلاكه لمجرد أنه خطيبي. حتى الحب لم يكن موجود فكيف يستهويني هذا العذر على القبول بمعانقتي أو حتى القبلة التي يراها بسيطة. وكيف يرى أنها حق له وهو لم يصبح زوجي وحينما أفقد نفسي معه أكون تلك الخاطئة التي انجرفت وراء غريزتها“.
وبضحكة ساخرة واستهانة بحجة الخطيب المبجل. قالت دينا: “العجيب في الأمر أنه عندما رفضت استمالاته قال لي أنه يختبرني وأني حظيت بالحب والإحترام الذي يسمح لي بالحفاظ على لقب الزوجة المصونة للزوج المبجل”.
بالإضافة إلى ذلك أوضحت دينا أن خطيبها قال لها: “ده اختبار وكويس إنك موقعتيش فيه لأن كل اللي سبقوكي عملت معاهم كل حاجة لدرجة إنهم مابقوش شغف بالنسبالي عشان كده سبتهم”.
كالصاعقة نزل تبريره على مسامعها “إذا فأنت صائد فتيات وثقن بك بحجة زوج المستقبل وأنت تتلذذ بهن دون أي حياء”. لم أجد حينها ردًا غير أني خلعت دبلته المصونة والحاملة كل أوجاع الفتيات اللاتي سبقوني وقذفتها في وجهه غير مبالية.
ثم استدعيت أهلي وقلت لهم “البيه بيخش بيوت الناس يتلذذ ببناتهم ويخرج ويسيب كل واحدة في ألمها عشان عارف أنها مش هتنطق. أنا مش للاستمتاع واتفضل من غير مطرود”.
كان رد فعل حاسم لم أرى وجهه. وعلى الرغم أن أهلي لم ينطقا بكلمة واحدة في هذا الموقف إلا أن المعاملة السيئة كانت من “حظي ونصيبي“.
العنوسة فى مصر
تستكمل دينا “واجهت عامًا مريرًا بسبب فكرة أني عانس في المجتمع الذكوري. ثم أكثر ما كان يؤلمني هن بعض الفتيات اللاتي علموهن فضلًا أن الأنثى للزواج وأن الفتاة التي تخطب جميع صديقاتها يغاروا منها فسمعت لقب عنوستي بأذني وخسرت نصف الصديقات”.
ثم قالت: إلى أن جاءت التجربة الحاسمة؛ عندما حلف أبي على أمي يمينًا بالطلاق منه، إذا لم أوافق على هذا الزوج الجاهز. ولكي يقطعا علي أي طريق للعودة طلبوا بكتب الكتاب لأني “معقدة ومحدش يستحملني ولو طلب مني بوسة أو مسكة إيد هفركش الجوازة”.
هكذا وصفت نفسها في عيون الأهل الذين أرغموها على الزواج من رجل كبير في السن الذي يكبرها بـ10 سنوات بل وأنه مطلق ولكنه “لقطة“.
مع ذلك قالت: تغاضيت عن أنه مطلق وتغاضيت عن السن وعن عدم الحب وأشياء كثيرة رغبة في الفرصة الأخيرة وحتى لا تصير أمي في الشارع.
لكن عندما بدأ الحساب عن دخلي وعملي وأني لابد أن أساهم في مصروف البيت. وحتى رفضه كتابة مؤخر صداق محترم لي. كمثل باقي الفتيات.
ناهيك عن ضرورة أن نقسم مصاريف الفرح بيني وبينه. وأني أقبل بأن أتزوج على غرفة نوم زوجته السابقة لأنه لا يستطيع أن يحضر أخرى. وإذا لم أوافق فعلي أنا بأن أحضر الغرفة وبعض تلك الأشياء التي وجدها أهلي مقبولة فأنا “عانس”.
إقرأ المزيد| الزواج عن حب أم جواز الصالونات
الزواج بالغصب
علمت حينها بأن الحياة معه جحيم ولكني قبلت بكتب الكتاب حتى لا تصير أمي المطلقة في سن الخمسين. مع ذلك تحت كل الضغوط وافقت.
على الرغم من كل تلك المعاناة وحتى الوصول إلى المرحلة النهائية والزواج. أبت دينا أن تصبح الزوجة لهذا الرجل وتخيلت حياتها معه وطلاقها منه بعد حين. فالأمر لديها واضح ولكن لا يعني الآخرين.
لذلك تقول وهي مبتسمة وعلى ملامحها علامات النصر: “يوم الزفاف كنت فعلا حاسة أني تلك الأنثى التي تحمل كفنها بيديها. وكأن أهلي والمجتمع يثأرون كوني إمرأة ولمعت أمامي فكرة الاستقلال”.
ثم تستكمل كلامها فتقول: “وبما أني أودع حياتي لبيت هذا الرجل لأودعها للنهاية. لكن بنفس راضية وكغيري لم أفكر في الانتحار بل الهروب الجميل كان مخرجي”.
إقرأ المزيد| زواج القاصرات في مصر
الهروب من الزواج
ثم تركت كل الأهل والأحبة ينتظرون لدى الكوافير وتحججت بأني نسيت شيئا لابد أن أحضره من المنزل. بعد ذلك ذهبت وأخذت كل متعلقاتي. وأحمد الله أني كنت أمتلك مبلغًا من المال لا بأس به هو مدخرات سنوات عملي.
ثم تركت رسالة واحدة لأبيها. تقول فيها: “يا والدي أنا نعمة من الله وأنت لن ترميني في بيت هذا الشخص لمجرد أن تطمأن علي. وحتى لا أصير عانس، يا أبي لا تبحث عني وسوف أعلمك بمكاني فور الوقوف على قدمي، تبا للزواج تبا للمجتمع”. وبالفعل هربت لدى صديقة وتركت العمل حتى لا يعثر عليها أحد.
ثم روت عن هذا الزوج الأثم الذي رفض طلاقي وساوم أهلي بقسيمة الزواج. رفعت ضده قضية نفقة، وبالفعل حكمت لي المحكمة بـ300 جنيها.
على الرغم من أنهم أثبتوا من خلال النادي الذي لم أذهب إليه للفرح. وبالشهود أني لم أحضر الزفاف إلا أني رفعت دعوى بقائمة المنقولات. التي دفعت مبالغ فيها وغير المبالغ التي دفعتها في نادي الزفاف.
بجانب ذلك تقول: لن أتراجع إلا بعد أن أثبت له أني رافضة إني أسلم نفسي لرجل يتمتع بي لمجرد الورقة “القسيمة”. ولكل محاولات الإبتزاز التي مارسها علي بسبب أني من وجهة نظره “عانس“.
كتبه| داليا فكري