حفل توقيع “هل أنت بخير”.. بوابة القاهرة تكشف الجوانب الشخصية والفكرية لـ نبيل جديد
أقام البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون احتفالية لتوقيع كتاب للمجموعة القصصية الجديدة “هل أنت بخير” وهي إحدى بصمات الكاتب والمبدع الفلسفي نبيل جديد.
وخلال حفل توقيع “هل أنت بخير” عرف الكاتب على الحاضرين من الكتاب والشعراء والفنانين من المهتمين بالثقافة بمنتجه الإبداعي، ورافق هذا التعريف الفنانة جبرائيل سيمنس بقراءة لأحد قصص المجموعة باللغه الألمانية.
والمجموعة القصصية “هل أنت بخير” صادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع عمان الأردن، وهي استكمالا للملف الإبداعي الذي نهض به الكاتب منذ ثلاثون عاما، قدم فيه رؤيته الخاصة، وترى فيها كيف تماهت الذات مع التجربة لتنتج نصوصا جمالية.
وصدر للكاتب نبيل جديد، ثلاثة مجموعات سابقة، هي (الرقص فوق الأسطحة عام 1977، الأولاد عام 1982، القوزليعام 1985)، وفي عام 2014 أسس منتدى البناء الثقافي.
وفي نهاية الحفل بدأت عملية توقيع الكتاب وسط حفاوة الحاضرين، معربين عن سعادتهم بهذا الحدث الذي يضاف إلى سلسلة نجاحاتة.
وخلال هذا الصرح الأدبي، حاورت “بوابة القاهرة” نبيل جاد والذي كشف اليوم القناع عن جانب آخر من جوانب شخصيتة الفكرية المتعددة المواهب والابداعات عندما أبدع في إزالة جفاف الحقائق الفلسفية عن طريق مزج الأسطورة والخيال فأضفى بهذه الإلتفاته الذكية عناصر الطرافة والإمتاع المؤنس على هذا المؤلف.
عند قراءة المجموعة القصصية تستوقفك جزالة الألفاظ فيها وعمق لمعانيها فتشعر إنك أمام عملاق من عمالقة الأدب للقصة القصيرة والقصيرة جدًا.. وإليكم نص الحوار.
نبيل جديد إلى أين ينتمي؟
تباهى أحد أصدقائي بإنتمائه إلى حلب، وآخر بكونه طرطوسيا، وثالث اقتصاره على أدلب بكل قفزات حياته، أما أنا فكانت ولادتي في قرية صغيرة جبلية منسية (المتن) اللاذقية.
ودخلت الإبتدائية في عمق الصحراء السورية في قرية صغيرة منسية (شاغر بازار) في الحسكة، ثم أكلت كل من (القامشلي واعزاز وعفرين وتل رفعت وصافيتا) عمر المرحلة الابتدائية.
وفي “رأس النبع” البانياسي الساحلي دخلت الإعدادية، ومن “ابن خلدون” في الشيخ ضاهر اللاذقية تحصلت على الثانوية.
وأخذت من عمري حلب عامين متواليين فأودعتها أصدقاء وذكريات، لتتقاسمني “الحمرات الحموية” و”فيروزة الحمصية”، بينما زهرة شبابي وكهولتي أودعتهما “دمشق” لكنني لم أنسى سنوات “الضمير” ومثلها في “الكسوة”.
ولن يغيب عن ذاكرتي عام كامل في (السويداء)، هؤلاء من عشت معهم وأخذت منهم وأعطيتهم، لا أتكلم عن رحلة أو زيارة أو أغنية، بل أفتت زمني واجمعه من ذكريات الفصول والأمكنة، فـ إلى أين انتمي؟ وإلى من انتمي؟ أليس إلى كل سوريا وكل السوريين؟.
لماذا اختيار عنوان “هل أنت بخير”
حتما ليس سؤالا عن الحال فعلا، مع أنه الأكثر انتشارًا بكل لغات العالم؛ بل هو ربما سؤال العارف بالحال؛ أو سؤال استنكاري للحال، أو لعله سؤال سخرية من الحال.
هذا السؤال الذي اعتدنا أن نجيب عليه بسرعة ونحن ندعي أن حالنا جيد، أدعو القارئ من خلاله للاجابة المتأنية عنه: هل نحن فعلا بخير؟، خاصة في العالم الثالث: هل نحن بخير.
هل أنت بخير، هي مجموعة مغامرات قصصية تتضمن قصصا عادية الطول وقصصا أخرى قصيرة جدا، وبالمجمل يبدو فيها الإيجاز والتركيز والتكثيف دون حشو أو تضييع للقارئ عن الحدث الرئيسي.
تستطيعين قراءة كل قصة وترك الكتاب جانبا للتفكير فيما طرح من مشكلات واسئلة، يهمني كثيرًا أن يتساءل القارئ، إن إثارة التساؤل هو أحد أول مهامي، عندما أدفع القارئ للتفكير أعتقد أنني أديت مهمتي.
فيينا| دعاء أبو سعدة