تهامي منتصر يكتب: الحياة دون الشعراوي صحراء بلا ماء
تلقيت خبر وفاة مولانا الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، وكنت بصحبة رئيس مجمع الخالدين د. شوقي ضيف، على ضفة نهر النيل، وقبلها بشهرين فقط كنت احتسي قدحًا من الشاي في صالون مولانا ببيته العامر، وبين هاتين الصورتين ذكريات.
يوقفني عن سردها مباشرة هذا الحمق والاستحمار الذي يتجلي في هجوم وحيد حامد، وآخرين من أفراخ الشيطان، الذين صمتوا دهرًا في حياته، فلما لقى الشيخ محمد متولي الشعراوي ربه رفعوا عقيرتهم وسيوفهم على سيرة الشيخ النقية العطرة، التي لا يعرف حلاوتها إلا من كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد.
ولم تكن هذه الجرأة الحمقاء أولها فقد دأبت مجلة الشيوعيين حظيرة الأقلام النجسة على مهاجمة مولانا.. فقلت له: ليتنا نملك صحيفة فنرد الصاع صاعين يامولانا، فقال لي: دعك من هؤلاء وهؤلاء فقد هاجموا النبي “صلي الله عليه وسلم” وأجبروه على الخروج من مكة.. الحمد لله الذي أورثني بعضًا من ميراث النبوة.
وتمضي الذكريات مع مولانا، حتي كلفني الكاتب إبراهيم سعدة بعمل سلسلة كتب عن خواطر الشعراوي في السنة على نهج خواطره في القرآن الكريم، فالتقينا في بيته بحضور د. سمير عبدالرازق مدير عام أخبار اليوم، وسفير السودان لدي مصر، وبعد مباحثات واتفاق مرض شيخنا، ثم لقى ربه راضيًا مرضيا.
رحل إمام الدعاة وترك حياتنا صحراء خالية من الفكر السليم والعلم النافع والروحانيات السماوية حتى بتنا نشكو الجوع والعطش لخواطره الإيمانية الملهمة.
بقلم| تهامي منتصر
كاتب ومفكر إسلامي