الناقد مصطفى بكير يكتب: الخروج المهين
تُعد استقالة اتحاد كرة القدم المصري عقب الخروج المهين لمنتخب مصر من دور الـ16 لكأس أمم أفريقيا المقام على أرضنا ووسط جماهيرنا بالفعل الحسن.
إستقالة تأخرت كثيرًا وكان الأولى بهم أن يتقدموا بها جماعية وليست فردية بعد الخروج من كأس العالم الأخير في روسيا.
لن نتكلم عن الفساد المالي لأنه بلا شك سيكون محل تحقيق العديد من الجهات السيادية، ولكننا نتكلم عن الفساد الإداري وسوء المنظومة الرياضية وإتباع مبدأ المحسوبية.
أول أسباب الخروج المبكر كان إختيار المدرب المكسيكي خافيير أجييري التي تحوم عليه شبهات الفساد والتلاعب بالنتائج وتنظر ضده قضايا حاليًا في أوربا، بالإضافة إلى أنه لا يمتلك سيرة ذاتية تليق بأن ينول شرف تدريب المنتخب المصري رغم أنه الأعلى أجر بين كل مدربي المنتخبات الأفريقية المشاركة بأجر يصل إلى 108 ألف يورو شهرياً.
ومن أسباب الخروج ايضًا الجهاز المعاون المكون من الكابتن هاني رمزي الذي لم يصنع شئ في التدريب سوى الفشل المتكرر، وكان قد خرج سابقاً مع منتخب مصر للناشئين تحت 17 سنه من كأس العالم التي أُقيمت بمصر عام 2009.
ثم نأتي لمدرب حراس المرمى والذي كان يجب أن يستبعد مع جهاز المدرب السابق هكتور كوبر، وأخيرًا المهندس إيهاب لهيطه المسئول الأول عن الفشل الإداري والتسيب الذي حدث في معسكر المنتخب في روسيا بكأس العالم، ثم يأتي الإختيار السئ لقائمة المنتخب الممتلئة بالمجاملات وترك عناصر هامة كانت من الممكن أن تحدث الفارق.
أي مشاهد عادي شاهد أداء المنتخب منذ المباراة الإفتتاحية كان على يقين أن الخروج سيكون وشيكًا وأننا لن نستطيع الإقتراب من الأدوار النهائية، ولكن الخروج المفاجئ السريع من دور الـ16 قد أصاب الشعب المصري بالحزن الشديد.
يعتبر هذا الفريق هو أحد أقل اللاعبين كفاءة على مر تاريخ الكرة المصرية ولم يشفع لهم وجود محمد صلاح أو رجوله طارق حامد ويقظة الحارس أحمد الشناوي من تقديم مستوى مشرف يُرضي الجماهير الغفيرة التي احتشدت بآلاف أملاً في صعود منتخبها.
لقد افسدوا بتخاذلهم النجاح المنقطع النظير الذي كان متوقعًا، خاصةً من التنظيم المُبهر للبطولة والملاعب الأكثر من رائعة، ونتمنى أن تكون هذه المحنة هي بداية جديدة لإصلاح منظومة الكرة المصرية.