الصحابية نسيبة بنت كعب أم عمارة رضي الله عنها.. صحابيات في الإسلام
تعتبر هذه الصحابية من كريمات ومجاهدات الإسلام، عانت آلام جسدية ونفسية من جراح المعارك التي شاركت فيها، وانفطر قلبها من فراق أحبابها، هي تلك المرأة التي دافعت بجسدها عن النبي في ذاك الوقت الذي فر فيه الرجال، لذا تصطحبكم بوابة القاهرة مع الصحابية نسيبة بنت كعب أم عمارة رضي الله عنها من سلسلة صحابيات في الإسلام.
الصحابية نسيبة بنت كعب
من قبيلة الخزرج وهي من أول القبائل التي سكنت المدينة. تزوجت قبل الإسلام من يزيد بن عاصم الأنصاري، وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وبدر وأحد.
كانت نسيبة بنت كعب الملقبة باسم أم عمارة من أوائل أهل المدينة دخولاً في الإسلام. ولما هاجر النبي محمد إلى المدينة المنورة، كانت من الحريصات على نشر الإسلام.
إقرأ أيضا| الصحابية أسماء بنت يزيد
قصة أم عمارة في غزوة أحد
شاركت في غزوة أحد مع زوجها وابنيها، لتسقى الجرحى وتداويهم أثناء المعركة. وعندما انهزم المسلمون في غزوة أحد أسرعت بكل ما تملك من مشاعر وقوة نحو رسول الله؛ لتدافع عنه، فقاتلت هي وزوجها وابنائها دفاعًا عن النبي محمد.
ونتيجة ذلك فقد جُرحت ثلاثة عشر جُرحاً، ما بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فدعا لهم النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يكونوا رفقائه في الجنة.
لقد تعرضت أم عمارة لجراح كبيرة في غزوة أحد، لذا فقد أرسل الرسول صل الله عليه وعلى آله وسلم- أخاها عبد الله بن كعب؛ ليُطمئن على أخته أم عمارة، وظلت تتعالج من هذا الجرح عامًا كاملا.
شاركت أيضا في حرب بني قريظة وغزوة خيبر، وحضرت صلح الحديبية. كل مكان كان للنبي فيه غزوة أو معاهدة أو صلح أو بيعة أو فتح، كانت أم عمارة من النساء التي تسعى وراءه.
حرب الردة
وبعد فتح مكة، قامت معركة بين المسلمين وقبيلة هوازن في حنين، وفر معظم المسلمون بعد أن نصبت هوازن كمين لهم. فوقفت أم عمارة وفي يدها سيف، تضرب به يميناً ويساراً وقفت تقاتل.
ثم عاد المسلمون للقتال لمّا رأوا ثبات النبي محمد وأم عمارة. تلك المرأة التي أعادت المسلمين لساحة المعركة في غزوة حنين.
وبعد وفاة النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- أرتدت بعض القبائل عن الإسلام. فقرر أبو بكر الصديق قتالهم؛فدارت معارك الردة في كل مكان يتواجد فيه المرتدين عن دين الإسلام.
وفي حرب الردة ظهر المعدن الأصيل لأم عمارة. لم تختبر الحرب جراحها الجسدية فقط، وإنما اختبرت أيضًا جراحها النفسية. فقد فقدت ولدها، حيث قتله مسيلمة الكذاب، وقطع اعضائه حتي مات.
عندما علمت نسيبة أم عمارة قالت إنها كانت تعد ابنها لهذا اليوم وربته على حب الله ورسوله والجهاد في سبيل الله. ونذرت ألا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة.
معركة اليمامة
حينما حانت اللحظة لذلك الأمر في معركة اليمامة،خرجت أم عمارة مع ابنها “عبد الله”. وقتل ابنها مسيلمة الكذاب وبذلك فقد أخذ ثأر أخيه.
قطعت يد الصحابية نسيبة بنت كعب أم عمارة في معركة اليمامة، وهي تحارب مع المسلمين. ثم ماتت بعد أن سبقتها هذه اليد إلى الجنة.
عرفت نسيبة أم عمارة بالإخلاص لدينها والدفاع عنه بروحها وقلبها ونفسها، فعلت مالم يفعله الكثير من الرجال، كانت تخترق صفوف، وتحارب كما الرجال.
إنه تاريخ للمرأة العربية، ورد قوي على من يريد أن يجعل النساء في غيبات الجب. صدق ما قاله عنها الإمام الذهبى بأنها “الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية“.
كتبه| شيماء كمال