منارة الإسلام

الصحابية فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب.. صحابيات في الإسلام

تصطحبكم بوابة القاهرة مع سيدة جليلة جادت على كل من عاش في كنفها، فإنها من ربت وتولت رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم، بعد وفاة أمه، إنها الهاشمية أم الخليفة، الصحابية فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب وزوجة أبي طالب عم النبي.

الصحابية فاطمة بنت أسد

كما نعلم أن سيدنا محمد ولد يتيما وعاش في كنف جده عبد المطلب، بعد وفاة أبيه؛ حتى صار عمره 8 سنوات. وبعد وفاة جده تولى رعايته عمه أبي طالب.

حينها ذهب به إلى زوجته الحنون قائلا: “يا فاطمة هذا محمد ابن أخي وهو أعز من نفسي ومالي”. فقالت بحنان: “توصيني في ولدي يا أبو طالب“.

إقرأ أيضا| الصحابية نسيبة بنت كعب

تلك هي مشاعر الأم التي عوض الله بها النبي عن شعور اليتم، أنها الأم فاطمة بنت أسد، تلك المرأة التي أحسنت كل الأدوار في حياتها، فكانت نعم الزوجة لزوجها، ونعم الأم لأبنائها.

علي الرغم إنه كان لديها من الأولاد والبنات الكثير، لكن عندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو طفل إلى بيتها اهتمت به اهتمامًا كبيرا، وأعطته من رعايتها له أكثر من ابنائها.

هذه الرعاية والحب الجم التي قدمتها الصحابية فاطمة بنت أسد لسيدنا محمد، جعلها تملك به قلب الطفل الصغير. الذي لم ينسى لها جميل صنيعها معه طيلة حياته.

السيدة فاطمة لم تكن حريصة فقط على تربية النبي في بيتها، بل كانت تهتم بأدق تفاصيله من اهتمام بمأكله، وملبسه، ومشربه.

كانت تلبسه أجمل الثياب وتعطره بأحلى العطور، وكانت تعطي له من وقتها الكثير. لذا فهذا الحب العظيم لم يذهب هباءً، فقد كان الرسول لا يناديها إلا بأمي.

ومن عطاء الله عليها، إنه كتب لها الهداية والدخول في الإسلام، على الرغم من وفاة زوجها أبو طالب كافرا، فزادها الإسلام خلقاً وإحسانا.

بالإضافة إلى ذلك طغى عليها خلق سيد المرسلين وخاتم النبيين، الذي استحوذ عليها. فعُرف عنها، الحنان والعطف، والحياء والعفة، كما أنها أصبحت من المهاجرين الأوائل.

لم تتزوج السيدة “فاطمة” بعد موت زوجها أبي طالب، وعاشت لتربي أبنائها على الإسلام. هذه المهام الكبيرة التي تولتها فكانت خير ولاية لها.

أم علي بن أبي طالب

ولا تنسي أن النبي محمد قام بتسمية ابنته فاطمة على اسم أمه ومربيته فاطمة بنت أسد، والتي تصادف موت أمها السيدة خديجة ايضاً. فأصبحت فاطمة بنت أسد أم لها بعد زواجها من ابنها علي بن أبي طالب.

ويذكر التاريخ أحد مواقفها مع النبي، حينما سمعته يتحدث عن يوم القيامة. ويقول (يبعث الناس يوم القيامة عراة) فمن حياؤها. وقالت “واسوأتاه”، فالنبي هون عليها الموقف ودعا لها الله أن تبعث كاسية يوم القيامة.

وبعد كل هذه الحياة والحب والحنان الذي لاقاه رسول الله معها، لم يكن فراقها بالأمر اليسير على النبي. فقد كان ألم شديد يعتصر النبي.

وفاة فاطمة بنت اسد

عندما ماتت فاطمة بنت اسد، حينها دخل عليها يبكي صل الله عليه وسلم. ويقول: رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعي حتى أشبع، ولم تريدي شيء غير وجه الله.

حتى أن النبي خلع قميصه وكفنها به، وأنزلها إلى القبر بنفسه، وخرج وعينه تفيض من الدمع عليها. حتي إن الصحابة قد تعجبوا من صنيعه الذي لم يفعله النبي مع أحد من قبل.

قدر من المعروف أراد النبي أن يرده لمن وهبته عطفا وحنانا بلا حدود وبلا مقابل، فأي حب في هذا الزمان نجد هذا، ومن كفاطمة بنت أسد.

نحن لاشيء أمام هؤلاء الذين وضعوا الدنيا تحت أقدامهم؛ فرفعهم الله إليه لجنة عرضها كعرض السماء والأرض.

كتبه| شيماء كمال

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *