الصحابية أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الأنصارية.. صحابيات في الإسلام
أهلا بكم وزهرة جديدة من بستان صحابيات في الإسلام، رواها الله ماء السماء، إنها الصحابية أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الأنصارية التي آمنت بما أنزل على نبي الإسلام؛ فلاقت أنواع التعذيب، لكنها صبرت حتى نالت كرامة الله.
الصحابية أم شريك
هي غزية بنت جابر بن حكيم الأنصارية، من بني النجار، وزوجها من أول السابقين للإسلام، فقد هاجر زوجها مع النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم للمدينة.
وبقيت أم شريك تكتم إسلامها لأنها رأت ما يحل بالمسلمين المستضعفين من عذاب من كفار مكة. ولكنها في نفس الوقت أصرت على نصرة دينها بأي ثمن.
كانت تذهب لنساء مكة في بيوتهن سرا، وتدعوهن للاسلام؛ حتى انكشف أمرها ووصل لكفار مكة، وكادوا أن يقتلونها من غيظهم.
لكنهم كانوا على عهد وتحالف مع قومها فلم يستطيعوا أن يتمكنوا منها، ولكنها أصرت على استكمال مسيرتها في الدعوة. حتى جاء إليها أهل زوجها أبو العكر الدوسي، وكانوا على الكفر وسألوها أن كانت على دين زوجها.
فأجابت بكل ثبات: نعم، فقرروا تعذيبها وأخذوها مكان بعيد عن منزلها، وحملوها على جمل، وكانوا في منتصف النهار عندما تسخن الشمس، يقيدوها ثم يطعموها الخبز بالعسل؛ فتشعر بالعطش الشديد، ويمنعون عنها الماء. وذلك حتى ترتد عن دين الإسلام.
قد يهمك قراءة| ما هو ماء ميسيلار واستخداماته
غزية بنت جابر بن حكيم الأنصارية
ظلت الصحابية غزية هكذا ثلاثة أيام، حتى إصابتها حالة من الإغماء. فإذا بها كما ذكر في كتاب الطبقات تري دلو يتدلي من السماء، فيه ماء ينزل على صدرها. فشربت منه نفسا واحدًا ،ثم انتزع منها، فوجدت الدلو معلق بين السماء والأرض.
ومن شدة تعبها لم تستطع أن تقدم عليه؛ ثم نزل لها مرة أخرى فشربت ثم أنتزع مرة أخرى. وظل هكذا حتى أرتوت وأخذت تصب الماء على وجهها وملابسها.
ثم جاء القوم وقالوا من أين اتيتي بالماء؟ قالت هذا رزق الله، رزقني الله آياه فلم يصدقوا. حتى رأو ما تركوه من ماء كما هو لم ينقص منه شيء، فقالوا نشهد أن ربك هو ربنا الذي رزقك هذا الماء، واسلموا جميعًا.
الصحابية ام شريك بصبرها وثباتها سقاها الله من السماء، وقذف في قلوب قومها الرعب بعدما رأو معجزة السماء. فأسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول الله في المدينة.
رحم الله أم شريك التي ضربت أروع الأمثلة في الدعوة إلى الله، تلين أو تتنازل قليلا حتى تنجو من الموت. فأكرمها الله بكرامته التي أسلم بها كل قومها.
غزية بنت جابر بن حكيم الأنصارية التي سقاها الله من فوق سبع سموات. مصداقا لقوله تعالي “فمن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” هذا هو وعد الله الحق لكل عباده.
كتبه| شيماء كمال