الصحابية أم حكيم بنت الحارث بن هشام.. صحابيات في الإسلام
استكمالا لسلسلة صحابيات في الإسلام تصطحبكم بوابة القاهرة إلى واحدة من الصحابيات اللاتي تمتعن بالشجاعة والإقدام، فخالها هو سيف الله المسلول خالد بن الوليد، إنها الصحابية أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة زوجة عكرمة بن أبي جهل وهي صحابية قتلت سبعة من الروم فتعالوا نتعرف عليها.
الصحابية أم حكيم بنت الحارث
عمها أبا جهل عمرو بن هشام، وأخوتها مالك بن الحارث، وعبد الرحمن بن الحارث. قبل إسلامها كانت من أشد المعادين للإسلام هي وزوجها عكرمة بن أبي جهل.
الذي كان من يقود المعارك ضد الإسلام، وأم حكيم زوجته نفسها شاركت في غزوة أحد ضد المسلمين.
قصة إسلام أم حكيم لا تختلف كثيرًا عن قصة إسلام الصحابية هند بنت عتبة، فبعد فتح مكة أسلمت أم حكيم هي ووالدها وبايعت النبي على الإسلام.
لكن زوجها عكرمة بن أبي جهل كان لا يزال على كفره، بل وهرب إلى اليمن خوفا من المسلمين والنبي، وكيف لا يخاف وهو ابن أبي جهل الذي طالما حارب رسول الله وأصحابه.
إسلام عكرمة بن أبي جهل
إلا أن أم حكيم رضي الله عنها طلبت له العفو والأمان من النبي عليه الصلاة والسلام، فأمنه النبي والمسلمون.
خرجت أم حكيم تبحث عن زوجها، بعد أن ذهب إلى اليمن، ولحقت به وأعادته هذه المرة وقلبه مليء بالإيمان والإسلام، بعدما ركبت وراءه البحر لابعد مكان.
وظلت تبحث عنه طويلا، فما أن وجدته، حتى أخبرته عن عفو النبي عنه، وأخذت تحدثه عن النبي الكريم، وعفوه وصفحه عن أهل مكة.
وبذلك نجحت أم حكيم بزرع البذور الطيبة في نفس زوجها وعادت به إلى رسول الله. ليعلن إسلامه بين يديه، ويصبح إسلامه، نورًا جديدًا يشع في سماء الإسلام.
كاد أن يضيع في ظلمات الجهل والوثنية؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم، فتح له ذراعيه ليكون ولائه لله والإسلام.
ومن إحسان الرسول له، طلب من الصحابة ألا يسبوا آباه أبي جهل، لأنه قد آتي مهاجرًا مسلما، وطلب منهم إن يحترموا مشاعره، ولا يذكروا بسوء. تلك هي مشاعر النبوة الفياضة، المليئة بالتسامح والعفو، حتى مع أعداء الإسلام.
فتحول عكرمة إلى ينبوع حب وإيمان صادق للإسلام، خاضه على أرض المعارك، دفاعا عن الإسلام؛ ليستشهد في سبيل الله، بحسن خاتمة وحسن إسلام.
وها هو زوج أم حكيم شهيدا، لاحقًا أبيها، وكانت هي أيضا خير خلف لخير سلف. فقد شاركت في معركة اليرموك تداوي الجرحي، وتدفع المرتدين عن ساحة المعركة.
زواج أم حكيم من خالد بن سعيد بن العاص
وبعد أن أكملت أم حكيم عدتها من عكرمة، تقدم لخطبتها اثنان من كبار قادة المسلمين. هما يزيد بن أبي سفيان، وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهما.
وافقت أم حكيم على الزواج من خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه. وتم زواجهم أثناء فتوحات الشام وتحريرها من الروم. ونصبت لهم خيمة على قنطرة نهر سمي بإسمها فيما بعد.
لكن هذا الزواج لم يدم إلا ليلة واحدة؛ فقد أقبلت جيوش الروم، فخرج زوجها يقاتل بشجاعة. حتى استشهد في سبيل الله.
الصحابية التي قتلت سبعة من الروم
لما علمت أم حكيم باستشهاد زوجها على يد الروم، وياله من ألم شديد. حينها اقتلعت عمود خيمتها التي تزوجت فيها ليلة واحدة.
ثم أرتدت ملابس الحداد، وخرجت تقاتل الروم حتى قتلت منهم سبعة؛ وذلك انتقاما لزوجها ولنصرة دينها. هكذا هن المشاهدات المسلمات، عرسهن في ساحات المعارك، وفي الصباح جهاد في سبيل الله.
زواج أم حكيم من عمر بن الخطاب
بعد استشهاد ثاني أزواجها تقدم للزواج منها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتزوجها، ولم تعش معه إلا فترة قصيرة. فقد توفيت بعد ولادتها لابنتها فاطمة بنت عمر بن الخطاب.
عرفت أم حكيم بأنها زوجة لثلاثة من الشهداء، وذلك لاستشهاد سيدنا عمر بن الخطاب فيما بعد. وهكذا كانت رحلتنا مع أم حكيم المؤمنة صانعة الأبطال.
الصحابية الوفية المخلصة أم حكيم من صحابيات في الإسلام أنقذت زوجها من الضلال إلى الإسلام. وقاتلت بنفسها أعداء الله فجزاها الله عن دينها خير الجزاء.
اللهم اجعل من بناتنا ونسائنا ممن يستمعن القول فيتبعن أحسنه. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه| شيماء كمال