منارة الإسلام

الصحابية أم حرام بنت ملحان شهيدة البحر.. صحابيات في الإسلام

اليوم سنرتقي في صحابيات في الإسلام بسيرة الصحابيات من شبه الجزيرة العربية إلى شواطىء أوروبا، حيث تركب المرأة العربية البحار، وتقود السفن، وهي أول إمرأة عربية ركبت البحر، إنها الصحابية أم حرام بنت ملحان الأنصارية شهيدة البحر، فتعالوا نتعرف على قصتها.

الصحابية أم حرام بنت ملحان

تصطحبكم بوابة القاهرة مع قصة أم حرام بنت ملحان الأنصارية شهيدة البحر وهي من محارم رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الأم، وعرفت بالتقوى والورع.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يحبها لإيمانها وقربها من الله. وكانت أول صحابية شهيدة في البحر، ولقد بدأت قصتها مع البحر، برؤية رآها رسول الله في المنام.

حيث كان وقتها “النبي” في بيت أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت، فنام النبي واستيقظ وهو يضحك. فسألته “ما الذي يضحكك يا رسول الله”. قال النبي: رأيت أناس من أمتى عرضوا عليا غزاة في سبيل الله، وكانوا يركبون ثبج هذا البحر ملوكا.

وعندما سمعت أم حرام هذه الرؤيا لم تمر عليها مرور الكرام، فوجدت في نفسها رغبة وشوق أن تكون من هؤلاء. فقالت للنبي:”ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من هؤلاء” فدعا لها النبي بذلك.

ثم نام الرسول مرة أخري؛ فرى نفس الرؤيا مرة أخرى ويحكيها ثانية لأم حرام، وتطلب منه مرة أخرى أن يدعو لها الله لتكون منهم. فالنبي يبشرها بل أنتي من الأولين، فكانت بالفعل من الأولين، ولكن كيف أصبحت أم حرام من الأولين؟

لقد كانت فكرة خوض الحروب والفتوحات الإسلامية عن طريق البحر، في خلافة عمر بن الخطاب أمر صعب ومعقد. ذلك لعدم خبرة المسلمين في ركوب البحر واستخدام السفن.

حتى عندما عرض الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، هذه الفكرة على سيدنا عمر رفضها؛ خوفا على المسلمين من هذا الأم.

شهيدة البحر

ثم مرت الأيام وجاء عهد سيدنا عثمان بن عفان حيث سمح لمعاوية وقتها ركوب البحر، بعد أن قال له معاوية “نحن في الشام نسمع نباح الكلاب في قبرص، ونخشى يا أمير المؤمنين من هجوم الروم علينا“.

حينئذ أمره سيدنا عثمان أن يفتح باب التطوع للمسلمين من الرجال والنساء؛ لخوض البحر. ذلك تحقيقا لما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم، من عبور المسلمين البحر.

في هذا الوقت كانت أم حرام إمرأة عجوز بلغت من العمر أرذله، فطلبت من معاوية أن تكون معهم وبصحبتها فاختة زوجة الصحابي معاوية.

بالفعل وصل المسلمين لقبرص وهزموا الروم وخضع أهلها تحت حكم الخلافة الإسلامية. وعند عودتهم بعد النصر المبين، سقطت أم حرام من على دابتها فماتت.

دفنت الصحابية هناك في مدينة لارنكا في جزيرة قبرص في أوروبا، وقبرها علامة من علامات جزيرة قبرص هناك إلى الآن.

ويعد ذلك مثال حي أمام العالم على الوجود العربي الإسلامي في الغرب منذ زمن. فقبر أم حرام بني بجواره مسجد سموه هلا سلطان، أو كما يطلقون عليه قبر المرأة الصالحة.

ويعد القبر حتى الآن مزارًا لكل من يزور جزيرة قبرص، وعلامة من علامات الإسلام وبصمة من بصمات المرأة العربية الإسلامية.

ربط أحد المؤرخين ما بين استشهاد الصحابي أبو أيوب الأنصاري، الذي مات على أسوار القسطنطنية ودفن في إسطنبول. وما بين قبر أم حرام في جزيرة قبرص.

حيث أن كلاهما دفنا في أوروبا، حتى يشهد التاريخ على دور المرأة والرجل معا في المشاركة في الفتوحات الإسلامية.

إنها أم حرام بنت ملحان التي صدقت نيتها فأعطاها الله ما تمنت. إنها واحدة من نساءنا الخالدات وما سطرته في صفحات التاريخ، من نضال وحب للشهادة والكفاح من أجل الإسلام.

كتبه| شيماء كمال

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *