السودان تشارك بالمهرجان المسرحي لشباب الجنوب بعرض “المرأة والسلطان”
تُشارِك دولة السودان بالمهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب في دورته الثامنة للمرة الثانية على التوالي، وذلك خارج المسابقة الرسمية للمهرجان بعرض المرأة والسلطان.
ووجه المخرج زهير عبد الكريم، الشكر إلى إدارة مهرجان الجنوب على هذه الدعوة، مؤكدًا أن مصر البوابة المفتوحة دائما في كافة المجالات.
وأعرب زهير عبد الكريم عن سعادته بالمشاركة للمرة الثانية بمدينة قنا بالمهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، مضيفا أن الشودان شاركت بعرض المرأة والسلطان الفائز بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته السابعة ضمن مسابقة عروض مسرح الشارع.
وأكد أن المشاركة بمهرجان “مسرح الجنوب” خارج المسابقة الرسمية؛ لأنه يعتبر السودان شركاء وليس مشاركين، فنحن شركاء الحُلم وشركاء النيل وشركاء الهوية والثقافة.
وأوضح أن هذه المشاركة تحمل في طياتها الكثير حيث يعاني السودان من الحرب والدمار وانشقاقات، إلا أن هذه الدورة تعتبر هى الأهم لأننا نمر بظروف صعبة سياسيا على مستوى المنطقة حرب إخواننا في غزة، وحرب السودان، لكن علينا كمسرحيين أن نقول كلمتنا أن نكون دعاه للحياة، لذلك أصريت على المشاركة بالمهرجان لأن المسرح هو فعل ضد الموت ضد القبح، فعل مقاومة للحياة.
وذكر أن “المرأة والسلطان” مأخوذ من كتاب التاريخ السوداني ويتحدث عن مملكة سنار القديمة، مضيفا أن الرواية الأصلية للشيخ إسماعيل “صاحب الربابة” وهو من الشيوخ الوارعين في مملكة سنار القديمة الذي درس في بداية الأزهر الشريف، لذلك هناك تأثر كبير بالرواق السناري في الأزهر الشريف.
وأضاف أن النص في خصوصيته يتحدث عن العشق الروحي بين الرجل والمرأة من خلال ذلك الشيخ الورع الذي يعشق إمرأة، فيظن أهل “سنار” أن هذا عشق جسدي، بل هو عشق يتجاوز حدود الوعاء الجسدي، المسرحية تغوص في سؤال عن حاجة الإنسان الروحية حيث أن الحاجة الروحية هى الأبقى والأقوى، هى الأحق في الحياة ومشروعيتها.
نحاول أن نشير إلى التصوف في الحب لنصل إلى النقاء الصوفي، لنصل للصمود، أن نعشق كل كائنات الله بما فيهم المرأة.
وأضاف لـ”بوابة القاهرة” أن العرض يتناول الصراع الأخلاقي والسلطوي الذي يولد بين من هم ضد هذا الحب وبين العاشقين اللذين يدافعان عن حبهما الروحاني يتحرك العرض في فضاءات الروح ليقول: ليس البشر أجسادا تَمُر بتجربة روحية وإنما أرواح تمر بتجربة جسدية، ليكن الحب المطلق للحياة هو محفز ملهم للأمل.
وعن العرض يقول زهير: وصلتنا الكثير من الدعوات من المهرجانات الدولية ولكن بسبب الحرب يصعب علينا التحرك، معظم فريق العمل قادمين من الحرب.
وأضاف أنا في محاولاتي كمخرج وبصفتي أمين عام لأتحاد الفنانين السودانيين بمصر والذي يتبع اتحاد فنانين العرب، هذه إحدى مهماتي أن ينشط الفنان السوداني في مصر باعتبار مصر احدي دول الإشعاع ودول الفنون فهي بيت العرب كمان نقول دوما.
مصر لها دورا كبيرا في الأثر الثقافي بالوطن العربي لذلك كنت حريص على تواجد الفنانين السودانيين بمصر بعد تلك الغياب وتلك القطيعة، لذلك حاولت أنا ومن معي من أصدقائي الفنانين أن نُنْشِأ اتحاد الفنانين السودانيين واستعد للمشاركة في العديد من المهرجانات في مصر حيث تربطنا بمصر تاريخ وثقافة بل يربطنا دم مشترك ونسب.
وعن هذه الدورة يقول زهير أن المهرجان في هذه الدورة يضم الكثير من الفرق المشاركة بمختلف الدول والثقافات من الهند والبحرين وتونس والجزائر والمغرب وأسبانيا وغيرهم.
عرض “المرأة والسلطان” من إنتاج فرقة الورشة المستمرة لتطوير فنون، وبطولة، انتصار محجوب، نزار جمعة، حرم بشير، إيهاب محمود، ومشاركة المغنية ملاك زين، وإخراج زهير عبدالكريم.
كتبه| هاجر سلامة