التربية الجنسية للأطفال هل تحميهم من مخاطر التحرش الإلكتروني؟
عندما أبحث في أوراقي، انظر جيدًا لقضية بعثرة براءة الأطفال على ردهات الفضاء السيبراني، أو بمصطلح آخر الفضاء الإلكتروني.
تقول (س.س) ” مكنتش أتصور ابنتي ذات الثمان سنوات بهذا، لم أكن أتصور أن هذا يحدث لابنتي الوحيدة، هي علطول معايا مبتفارقنيش، وأنا عاملة كل إجراءات الأمان،أمفيش غير لما تحب تبقى في اوضتها وتلعب بالتابلت، بخلص شوية حاجات في البيت وارجع لها ..”
وتابعت: “كنت بسمع عن التربية الجنسية بس تربية جنسية ازاي لطفلة صغيرة، أنا كنت بعرفها المناطق الحساسة مينفعش حد يشوفها أو يقرب لها وبس”.
تعرضت الطفلة (م.غ) لأغرب محاولة تحرش جنسي عن طريق الإنترنت حيث قام المتحرش (س.ش) بعمل أكونت وهمي على الفيسبوك باسم وصورة طفلة تبلغ من السن 8 سنوات، ثم قام بطلب صداقة الطفلة، وبدأت المحادثات الطفولية بين الطرفين إلى أن تطورت هذه المحادثات إلى “يلا نلعب لعبة علمتها لنا الميس في الاسكول” لم تكن اللعبة إلا تحرش جنسي ولكن من نوع آخر.. “ايه رأيك تلعبي معانا.. الميس قالت لنا نجيب عصاية المساحة ونضعها في المنطقة الحساسة وكل واحدة فينا بتطلع لون، في لون أحمر وأخضر وأزرق.. اللي بيطلع أحمر هو اللي كسبان.. جربي بس لأزم تعمليها في التواليت ومن غير ما حد يأخد باله وتصوري نفسك وتبعتي الصورة علشان تكسبي، وأنا كمان حابعتلك الصورة بتاعتي”.
لم تكن الصورة المرسلة إلا صورة ضحية سابقة وهكذا تتوالى الضحايا، لم يكن المعتدي يكتفي بضحية أو اثنتين أو ثلاثة، ولم يكتفي بعمر واحد إنما لكل طفلة مدخلها، فعندما تكون الضحية أكبر سنا قاربت عمر البلوغ أو وصلته يكون الحوار كالتالي:
“تعرفي علامات البلوغ السبع كذا وكذا، ايه ده أنتي لسه مبلغتيش.. طيب هاتي بقى عصاية المساحة ودخليها جوا.. وذلك لأن نزول الدم علامة على بلوغك، ولأن الطفلة تلك قد تكون سمعت هذه المعلومة من أحد ولتعجلها مرورها بالبلوغ وعدم تفريقها بين دم الدورة الشهرية وبين دم فض غشاء البكاره تكون الكارثة.
أما من وصلت سن البلوغ فتبدأ المبررات، كم مرة تأتي لكي الدورة الشهرية، لا كده كتير، ونفس الطلب في كل مرة، العصا التي تخترق مهبل الطفلة لفض غشاء بكارتها، وللأسف تعتقد الضحية إنها لعبة أو أنها طريقة لتسريع عملية البلوغ أو لتنظيم عمل الدورة الشهرية.
إن التربية الجنسية هي من تحمي الأطفال من براثن التحرش الجنسي بجميع أنواعه حتى الإلكتروني، تحميهم من المعلومات الخاطئة، لم يمنع التصاق الأهل بالأطفال من التحرش الإلكتروني، ولم يُمنع منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من التحرش الإلكتروني.
عندما يكون الطفل لديه ثقافة جنسية ووعي جنسي متناسب مع عمره الزمني وما قد يتعرض له من اعتداءات، وقتها سوف نحمي الأطفال من مخاطر التحرش الجنسي الإلكتروني.
بقلم| غادة الرميلي