الآثار النفسية الناجمة عن فيروس كورونا
مما لاشك فيه أن فيروس كورونا المستجد أصبح حديث الساعة، منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019، كانت جميع دول العالم تتابع عن كثب احصائيات كورونا في الصين تحت وطيدة الخوف والترقب، وبعد ذلك بدأ كورونا يغزو العالم لينجم عنه آثار نفسية واجتماعية واقتصادية طاحنة.
الآثار النفسية والاجتماعية لفيروس كورونا
تسبب فيروس كورونا كثيرًا من الآثار النفسية والاجتماعية بسبب مشاهدة تدهور الحالات الصحية وخاصة في إيطاليا فقد كانت تسجل إيطاليا يوميا اعداد بالآف، وفي الولايات المتحدة الأمريكية أصبح الوضع خارج السيطرة، وأصبحت أمريكا تسجل ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات.
وفي مصر ظلت نسب أعداد الإصابة مستقرة حتى الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، وفي الأسبوع الثاني بدأت الأعداد تتزايد، وبدأ مستخدمي السوشيال ميديا يتداولون فيديوهات خاصة بمصابي الفيروس، وانتشرت قصص الوفيات التي تهتز لها الأبدان، فهناك قصة ابن توفي بالفيروس لحق به آباه في نفس الأسبوع وقصة أخرى لثلاثة أشقاء توفو في نفس الأسبوع وقصص لأهالي يمتنعون عن استلام جثث ذويهم خوفا من العدوى، وغيرها من المشاهد الصعبة التي اصبحت متكررة في جيمع دول العالم.
ومن جانب آخر تكاتف الجميع في نشر التوعية واستخدام السوشيال ميديا وسيلة لذلك، وظهرت الكثير من المبادرات لمساعدة ومساندة الأسر في التكاتف الاجتماعي وغيرها، ولكن جيمع هذه المشاهد تركت لنا جميعا آثار نفسية واجتماعية.
وأصبحت بذلك الأخبار تؤثر بشكل سلبي على سلوكيات المواطنين تجعلهم يتبعون سلوكيات على غير عاداتهم، ومع مرور الوقت أصبح البيان اليومي الذي تصدره وزارة الصحة والسكان هو محل اهتمام الجميع، فالكل ينتظره كما ينتظر الطالب نتيجة الامتحان.
منهم من يعتقد أن قلة عدد المصابين والمتوفين هي رسالة طمأنينة له تجعله يشعر أن الخطر يبعد عنه ومنهم من يتابع في خوف شديد أن يكون يوما ما رقم في بيان.
ومع تزايد الأعداد في الفترة الأخيرة، لجأ البعض إلى تجنب الأخبار والاحصائيات الخاصة بفيروس كورونا، حتى لا يصاب بالوهم والاكتئاب، أما البعض الآخر تهافت على شراء الأدوية التي تستخدمها وزارة الصحة في بروتوكول علاج مصابي كورونا معتقد أن وجود الأدوية في منزله تجعله بعيد عن بؤرة الخطر، والبعض الآخر حول منزله إلى مخزن للسلع الغذائية.
اتفقنا أم اختلفنا مع كل هذه السلوكيات، ولكن يجب علينا أن نتخلص من الخوف المرضي الذي أصبح مصاب به الجميع، وما علينا سوى أن نتبع الإجراءات الاحترازية والوقائية ولا نبالغ في سلوكيات الخوف التي يمكن أن تحولنا إلى مرضى بالوهم، وقد يؤدى هذا بنا إلى الموت البطئ سواء كان نفسيا أو جسديا.
بقلم-سعاد حسن