أيهما أولى الأم أم الزوجة؟.. اعرف الإجابة من واقع الحياة
أيهما أولى الأم أم الزوجة كلمة السر في معظم المشاكل الأسرية والاجتماعية في مجتمعنا؛ حتى أصبحت مثل السلك الشائك بين طرفين، لا يمكن المرور بينهما بسلام، إلا إذا قطعت اسلاكه بحيث لا يمكن أعادته كما كان.
هكذا وضع مقارنة بين الأم والزوجة، وأيهما تربح في حياة الزوج والابن، هي أشبه بهذا السلك الشائك الذي يقطع كل أواصر الرحم والحب والترابط الأسري. بمجرد ذكر إحداهما للأخرى ورغبتها في تملك الزوج أو الابن لها هي فقط.
أيهما أولى الأم أم الزوجة
الأصل في هذا الخلاف، ما هو إلا مجموعة من المفاهيم الاجتماعية بنيت على الأنانية، وحب التملك، والصراعات النفسية، والأغراض المادية، من كلا الطرفين.
الأم والزوجة كلاهما ترى أنه هذا الرجل المشترك بينهما حق مكتسب لكل منهما. الأم تراه ذلك الإبن الذي تربي عقودا في كنفها، أنفقت عليه هي وأبيه من مالهما.
كرسا حياتهما من أجل تعليمه، وأفراحه وأحزانه، حرموا أنفسهم من أجل أن يحيا هو، لذا فالمثل القائل “أنت ومالك لأبيك”؛ لن تتنازل عن تطبيقه حرفيا.
كيف تأتي امرأة أخرى تشاركني في حب فلذه كبدي، وماله وحياته، وتكون لها كلمة مسموعة. وهي ليست صاحبة فضل عليه، يعني هتاخد الجمل بما حمل! “وربي يا خايبه للغايبة”، كما يقولون.
وبناءً على ذلك، تتدخل الأم في كل كبيرة وصغيرة في حياة الإبن، ماله فيما أنفقه، ماذا تأكلون؟، “أنتم مسرفون” زوجتك تهدر مالك.
بالإضافة إلى ذلك، كيف لاتنفق زوجتك مرتبها في بيتك، وكيف يكون لها ذمة مالية؟. مع ذلك أن كان للأم ابنة متزوجة فاول ما تنصحها به “الراجل ملوش امان، وقرشك سندك”.
ثم تستمر هذه العقدة، وتسير الأم على هذا النهج، ظنأ منها أنها الوحيدة الحريصة على مال ابنها وحياته ومستقبله.
إقرأ أيضا| الطلاق بسبب أم الزوج الظالمة
الزوجة أم الأم
وعلى الجانب الآخر؛ نجد تلك الزوجة التي تركت تحكمات أسرتها، وهرولت نحو الزواج؛ ليكون لها منزل مستقل. تكون هي أميرته وسيدته وشريكة لزوج هي نصفه الآخر في كل أمور حياته.
تنصدم الزوجة بمن تقف لها بالمرصاد، تراقب تصرفاتها ونظافتها وملابسها، وحتى تعليم أولادها في المدارس الفارهة، إلا كله في الآخر بيتساوي وملهوش لأزمة، كل المصاريف دي بمنظور أم الزوج.
وهكذا تهب خماسين المشاكل بلا هوادة بين الطرفين، لا يستطيع الزوج الحيران أن يخمدها، حتى الزوجة تبدأ بالتمرد والاعتراض والتذمر. بدلا من أن تحتوي وتجذب دفة الأمور نحوها، ترمي حبال الاختيار (أنا أو أمك)، والأم تصدر الفرمان، (أنا أو زوجتك).
إقرأ أيضا| كثرة المشاكل الزوجية بدون سبب في رمضان
تجارب من واقع الحياة
تقول (س. ح) اسم مستعار؛ لـ”بوابة القاهرة“، للأم والزوجة لو نظر كل منكما لميزان العدل، سيرى أنه لا مقارنة تعقد ولا اختيار يكون. لأن الأم لها رسالة فرضتها عليها الدنيا والدين، والتي تنتهي بمجرد وصول ابنائها إلى بر الأمان. لا تريد منهم سوي البر والإحسان والتوجه بالنصيحة إذا طلبت منها.
وأضافت: تتمتع الأم بوقتها مع الله، الذي ضاع في زحام الحياة ما بين عمل وتربية ومرض وحزن وفرح ومدارس وجامعات وزواج أبناء. تزور الأصدقاء وتصل رحمها وتتفرغ للعبادة، ماحرمت منه تتمتع به، تعوض ابنائها حب وحنان، قد تكون يوما مقصرة فيه لما فرضته عليها ظروف الحياة والتربية.
واستكملت؛ فهل من المعقول أيتها الأم الفاضلة أن تظلي في دائرة الحياة، عليكي أن تعطيهم الفرصة ليتعلمون في معارك الحياة. وأن تريحي عقلك وقلبك وجوارحك، واديري ظهرك لهم لكن بعين خفيه، راقبيهم ووجهيهم نحو الصواب إذا انحرفوا.
ووجهت (س. ح) اسم مستعار، نصيحة من وجهة نظرها، أعطي لزوجة ابنك المساحة التي اخذتها ابنتك في بيتها، واكتسبي ابنه جديدة لم ترهقي نفسك في ولادتها وتربيتها.
أما عن الزوجة، قالت (س. ح) اسم مستعار: فعلمي أنه كما تدين تدان، أنها امك الثانية ما تفعليه معها اليوم، تجنيه مع ابنائك غدا.
بالإضافة إلى ذلك قالت: اعلمي أنها من وهبت لكي نصفك الآخر، لولاها ما كنتي في كنف رجل احبك وجعلكي زوجته وأميرة منزله؛ فكوني لها ابنة محبه تكن لكي أما حنونا معطاءة.
بجانب ذلك؛ قالت (س. ح) اسم مستعار عن الزوج: أعمل بمقولة لكل مقام مقال، الأم مقامها أم لها مني المودة والرعاية. والزوجة مقامها زوجة، واحرص على المودة والرحمة بينهما.
واختمتت (س. ح) اسم مستعار حديثها: أنت أيها الزوج بيدك أن تبقي السلك الشائك معقودا بالود والحب. أو أن تقطعه بلا رجعة، بأن تجعل كل في مقامه ومسئولياته.
كتبه| شيماء كمال