مقالات وآراء

ميريت رستم تكتب.. بورسعيد مدينة الصمود ورمز البطولة وسيدة السواحل

تاريخ النضال في بورسعيد، هو تاريخ الكرامة والصمود،
أرض الأبطال، حيث كتب الشعب فصول البطولة والمجد.

منذ وقت الاستعمار، كانت بورسعيد حصنًا لا يهتز،
حيث البواسل قاوموا، فارتفعت رايات النصر والكرامة على جبين الأرض.

وفي 1956، صمدت بورسعيد أمام العدوان، رغم القصف، ورغم الجحيم، وتوحدت القلوب في لحظة واحدة، لتثبت للعالم أن شعبَها لا يُهزم، ولا يستسلم.

بورسعيد يا لؤلؤةً في بحر الجنوب، ويا درة على البحر تسطع في كل زاويةٍ ذكرى المجد تلمع، ومن مينائك العتيق تشع، وأهلك في الأزمات تبدع.

وفي عيون الأعداء تلمع
صامدةً انتي أمام رياح الأزمات، عامره أرضُكِ بالذكريات العظام، وشهداءك كتبوا التاريخ بأحرف من دمائهم،
صوت نضالك في آذاننا، لا يهدأ ولا يغمض.

بورسعيد، يا درة مصر الباسلة، تاريخك مجد لا يمحوه الزمان، فيكِ سطرَ الأبطال أروع البطولات، وعلى أرضك قامت أعظم الثورات.

فيكِ انطلقت شرارة النضال، ومنكِ بدأت أحلام الحرية،
تحت سمائكِ ارتفعت رايات المقاومة، منذ قناة السويس كانت البداية، حيث كتبتِ أروع صفحات المجد في تاريخه.

أبناءُكِ هم أسود البحر، وهم فرسان الجهاد على اليابسة،
هم من واجهوا الاستعمار، ووقفوا في وجه الغزاة بعزمٍ لا ينكسر، فمن أرضكِ أطلّت صرخة المقاومة، وبصمودك أرسلوا رسائل التحرير في الآفاق.

وقف أهلك بثبات، وحاربوا بأرواحهم دفاعًا عن الكرامة، ورغم القصف، ورغم الألم، الحق دوماً ينتصر على الظلم.

وفي آخر كل حرب، تظل الأماني تنبع، وتشرق شمس الأمل، وتهدأ الأرض من لهيب السُّقم، فتاريخ الحروب يعيد نفسه،
لكنه يعلمنا أن الأمل أبدا لا ينهار.

بورسعيد، تاريخا لن ينسى، فهي في قلب كل مصري، باقية شامخة، وفي قلوب الأحرار، تبقى الحكايا، وعن بطولاتٍ لا تُنسى، وعن نصرٍ لطالما كان رمزًا للأجيال، فكانت معركة القناة رمزًا للشجاعة والأمان.

شوارع بورسعيد، تشهد على تاريخ النضال، كل زاويةٍ تحمل ذكرى شهداء المعركة،
أبطال سقطوا بدمائهم ليحيا الوطن، معلنين أن الحق لا يموت، وسوف يبقى التاريخ شاهدًا على صمودك الأبدي.

فتاريخك حكاية من نورٍ وعزمِ، فيكِ نشأَ رجال بُنيت على أيديهم الأمجاد، وبهم تحققت الآمال، ورُسمت الأبعاد، حيث البحر يلملم أحلام الأبطال ما بين أمواجه الطامحة.

من محمد مهران، فارس في ساحة المعركة، صمد في وجه العدوان، وفي قلبه نصر لا ينهزم. وكان رمزًا للشجاعة، ودرعا للوطن.

وفي ساحات الحربِ، نجد يسرى عماره ذو قلب لا يخشى الأهوال، سطر اسمه في صفحات المجد، وشهدت له أيدٍ مرفوعة بالبطولات. أما اللواء مصطفى حافظ، مهندس النصر في مقاومة العدوان، والملهم لقوة الإرادة، والرؤية والنضال.

وأخيرًا اللواء سمير فرج هو حكاية تروى، من أبطال مصر، ومسيرته منارة تضاء، وتاريخه عريق، وقوته في قلبه تتوهج. من بوابة بورسعيد انطلق، وفي الساحة الميدانية صدق بعزيمة وشرف لا يخبو.

ومن هنا بدأت الحكاية من أرض بورسعيد، حيث كان حلم أن يكون للوطن عز وكرامة لا تطال. تاريخك يا بورسعيد ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو فخر واعتزاز، ونضال مستمر، وفي كل ابنٍ من أبنائكِ، نجد وطنًا لا ينهار.

بقلم| الدكتورة ميريت رستم