وقفات مع قصة سيدنا يوسف عليه السلام
تعد وقفات مع قصة سيدنا يوسف عليه السلام من أجمل قصص القرآن الكريم عامة وقصص الأنبياء خاصًة، حيث وردت قصة يوسف في القرآن الكريم، وتحمل نفس الاسم وهي سورة يوسف.
وقفات مع قصة سيدنا يوسف عليه السلام
هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. وكان لنبي الله يعقوب أبو سيدنا يوسف 12 ولدًا من الذكور.
يتمتع يوسف عليه السلام بجمال الوجه وحسن الخلق. كان هو الأبن المفضل عند والده والقريب من قلبه، مما تسبب ذلك الحب في حقد إخوته عليه.
عندما بلغ سيدنا يوسف سن السابعة عشر رأى في المنام أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر له ساجدين. حين استيقظ من نومه، قص على والده عما رآه.
وقال له كما ذكر في القرآن الكريم: (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
أدرك وقتها سيدنا يعقوب أن ابنه سيكون له شأن عظيم. بجانب ذلك زاد خوفه عليه أكثر لدرجة إنه قال ليوسف ألا يخبر إخوته بتلك الرؤيا، لأنه يعرف كره أخوة يوسف له.
إقرأ المزيد| وقفات مع قصة نبي الله أيوب عليه السلام
لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين
لم يسلم سيدنا يوسف من مكر إخوته له. حيث اجتمعوا ذات يوم ليدبروا له مؤامرة، واقترح أحدهم أن يقتلوا يوسف، واقترح آخر أن يذهبوا بيوسف إلى أرض بعيدة يعيش فيها كي ينساه أباه.
بعد ذلك من نقاش وتدابير إخوة يوسف، قرورا أن يلقوا بيوسف في بئر ويكون في مكان تمر به القوافل.
بالفعل ذهبوا إخوات “يوسف” إلى والدهم وقالوا له: “قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَ۫نَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنَٰصِحُونَ”.
حينها أدرك سيدنا يعقوب بالخطر على يوسف وقال لهم أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون. لكنهم ردوا على أباهم وقالوا له كيف يأكله الذئب ونحن عصبة.
بالفعل أخذوا يوسف ورموه في البئر وذهبوا إلى أباهم. ثم قالوا له ذهبنا نستبق وتركنا يوسف فأكله الذئب وجاؤا بقميص يوسف إلى أبيه غير ممزق. أحس أباهم أن روايتهم كاذبة وأن هناك مؤامرة دبرت ليوسف.
بجانب ذلك لبث سيدنا يوسف في البئر حتى مرت إحدى القوافل التي كانت تقصد مصر، واحسوا بالعطش. ثم ذهب أحدهم وألقى بالدلو في البئر. حينها تمسك يوسف بالدلو ورآه الرجل وأخرجه من البئر ليقرر أن يعرضه للبيع في سوق الرقيق بمصر، وبالفعل تم عرضه للبيع.
إقرأ المزيد| وقفات مع قصة سيدنا يونس
سيدنا يوسف وزليخة
ذهب عزيز مصر (وهو لقب يشبه لقب رئيس الوزراء حاليا)، إلى السوق. عندما رأي يوسف أعجب به واشتراه.
ثم ذهب به إلى زوجته (زليخة)، وقال لها أحسني إليه واحسني تربيته عسى أن نتخذه ولدًا. لأن الله قد منعهم من نعمة الإنجاب.
بعد ذلك كبر يوسف في بيت العزيز وأصبح شابا في غاية الفتنة والجمال. لدرجة جعلت زليخة تقع في حبه وتراوده عن نفسها.
في إحدى الأيام خرج العزيز خارج البيت وقامت زليخة بإقفال الأبواب وراودت يوسف عن نفسها وقالت له هيت لك.
قال لها يوسف معاذ الله أن أخون من رباني في بيتنه. ثم سارع إلى الخروج من البيت، وفي هذه اللحظة جاء زوجها وعندما رأته أخبرته كذبا أن يوسف هو من أرادها.
لجأ زوجها (عزيز مصر) إلى طفل صغير للشهادة. انطقه الله بالحق كما جاء في القرآن (وشهد شاهد من أهلها).
قال الطفل إذا كان قميص يوسف قد قطع من الخلف فهو صادق وهي الكاذبة، أما إذا كان قطع من الأمام فهو كاذب وهي الصادقة. هنا عرف زوجها أنها هي الكاذبة وقال لها: هذا من كيدكن إن كيدكن عظيم.
أصبحت حكاية يوسف مع امرأة العزيز يتحاكي عنها كل النسوة في المدينة ساخرين من زليخة. عندما علمت بما يقولون أعدت لهم مقاعد مريحة وتفاح.
ثم جهزت لهم سكاكين يقطعن بها التفاح. هذا دليل على رقي وتقدم الحضارة المصرية القديمة واستعمالهم السكاكين في تناول الطعام.
أمرت زليخة يوسف بالخروج على النسوة وعندما شاهدوه فتنوا من شدة جماله، وقطعن أيديهم. بعد هذه الواقعة وضع يوسف في السجن كي لا يثير الفتنة بين نساء المدينة.
سجن يوسف
دخل السجن مع يوسف فتيان كان أحدهم يعمل ساقي. رأى أحدهم رؤيا، وعندما قصها على يوسف استطاع يوسف أن يفسرها له. ثم خرج الساقي من السجن ليعمل عند الملك.
أخبره يوسف أن يذكره عند الملك كي يخرج من سجنه الذي وضع فيه ظلمًا. ونسي الفتى ما طلبه منه يوسف.
مع ذلك في يوم من الأيام رأى الملك رؤيا وطلب تفسيرها، حينها تذكر الساقي سيدنا يوسف وذهب إليه يطلب منه تفسيرًا لرؤية الملك.
فسر يوسف الرؤيا وقال له إن البلاد ستمر بسبع سنين عجاف يقل فيهم الطعام. لكن سيكون هناك سبع سنوات يأتي فيها الخير.
عندما علم الملك بتفسبر الرؤيا أمر بأن يخرج يوسف من السجن وقال له تمنى عليَ يا يوسف. قال يوسف للملك إجعلني آمين على خزائن البلاد.
بعد ذلك استطاع يوسف أن يآمن البلاد من المجاعة، وكثر الوافدون إلى مصر يطلبون المساعدة، ومنهم أخوة يوسف.
بنيامين ابن يعقوب
دخلوا أخوة يوسف عليه يطلبون منه المساعدة، عرفهم يوسف ولكنهم لم يعرفوه بسبب تغيير ملامحه. قال لهم لي شرط عندكم كي أقدم لكم المساعدة، وهو أن تأتوا بأخاكم الذي يجلس بجوار أبيكم.
ذهبوا إلى أباهم يطلبون منهم أن يأخذوا أخاهم “بنيامين” معهم إلى مصر. بجانب ذلك قال لهم يعقوب لقد أمنتكم على يوسف قبله، وأخاف أن ائتمنكم على بنيامين.
قالوا الإخوة لأبيهم له لا تخاف يا أبانا. بعدها طلب سيدنا يعقوب منهم أن لايدخلوا من باب واحد إلى المدينة وأن يدخلوا من أبواب متفرقة.
عندما ذهبوا إلى يوسف، جلس يوسف مع أخاه بنيامين بمفرده يخبره ماذا فعل معه إخوته في الماضي. وقام بوضع سواع الملك (شعار الملك)، في رحال اخوه، وعندما رأوه إخوته قالوا نحن منه بارئون.
ظل بنيامين مع يوسف، وقال لهم يوسف اذهبوا بقميصي هذا إلى أبيكم يرتد له بصره. بالفعل عاد بصر يعقوب النبي بسبب رائحة يوسف على القميص.
عرف يعقوب أن يوسف مازال حي، وذهبوا جميعًا إلى يوسف. لتتحقق بذلك نبؤة سيدنا يوسف عليه السلام.
كتبه| سعاد حسن