نداء عادل تكتب.. انقلاب الحوثي وآفاق العرب
التحليل السياسي للواقع اليمني الراهن، بعد ما حدث من جماعة “أنصار الله”، المحسوبة على التيار “الشيعي”، والمدعومة من طرف إيران، في إطار سعي الأخيرة لمد نفوذها في المنطقة، يعد بداية الفصل الأخير في المسرحية اليمنية، بعدما مكن الغطاء الدولي المتمردين من الانتشار، وفرض سيطرتهم على الدولة الاستراتيجية، المطلّة على مضيق باب المندب، والمحاذية للدولة (السنية) الأكبر والأقوى في المنطقة (السعودية).
اليمن اليوم أمام 3 سيناريوهات، تتمثل في رئيس من المحسوبين على نظام المخلوع علي عبدالله صالح، أو حكومة ائتلافية، أو انقضاض المتمردين على السلطة.
وبالطبع لانغفل ها هنا أن “الحوثيين” في اليمن، أقرب في أسلوبهم التنظيمي وفكرهم السياسي من جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر.
على الرغم من اختلاف المنهج الديني، فالحوثيين تمكنوا من السيطرة على صنعاء بسلاح إيراني، وكما فشل “الإخوان” في حكم مصر، سيفشل الحوثيون في السيطرة على اليمن.
وفي السياق نفسه، الصراع لن يتوقف عند هذا الحد، مع احتمال انفصال جنوب اليمن عن صنعاء، والسعي الإيراني إلى تقويض الدولة اليمنية، بغية فرض سيطرتها “المقنعة” على مضيق باب المندب، في خطوة نحو دعم نفوذها في المنطقة السنية.
بعد فشل المشروع “الإخواني”، وانقسام السودان إلى دولتين، وبعد جيبوتي والصومال عن المعركة السياسية العربية، وانتشار النفوذ الاستثماري الإسرائيلي فيها.
وعلى الرغم من خروج اليمن من الشرعية الدولية، عقب استقالة الرئيس هادي، والحكومة، التي لم يقلبها البرلمان اليمني بعد، تستمر الحرب الأميركية في المنطقة.
التي تسعى إلى تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة، وساهمت في امتداد نفوذ “الحوثيين”، على حساب “القاعدة”، في الدولة العربية، التي كانت منذ إعلان جمهوريتها الأولى محط أطماع عدة.
السياسة الراهنة في المنطقة، تعزز سيناريو التدخل المصري السعودي في الأزمات الراهنة، ولا ننسى دور مصر في اليمن سابقًا، والسعودية بالتأكيد لن تسمح ببقاء خنجر إيراني في ظهرها اليمني.
كما تحاول مصر اليوم جمع شتات المعارضة السورية للتوصل إلى حل سياسي، بغية إنهاء الدمار القائم هناك، لتتفرغ لمكافحة التطرف المعلن وغير المعلن، على الساحتين الداخلية والخارجية.
أتوقع قريبًا تدخلاً خليجيًا عسكريًا في اليمن، يضع الأمور في نصابها الصحيح، ربما على حساب الصراع البارد بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة، فالسياسة هي فن الممكن.
المشكلة أن العرب لم يتعلموا إدارته بالطريقة المثلى، نحن في منطقة المطامع فيها كبيرة لأسباب عدة، لا تقف عند النفط، واجتماعنا على الدين يعيد إلينا وهج الحضارة.
وهو ما تسعى كل القوى بداية من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران لتقويضه، لنظل المنطقة الأكثر استهلاكًا وإنفاقًا لمنتجاتهم، الفكرة في السؤال من أين نبدأ طريق العودة إلينا؟
انقلاب الحوثي وآفاق العرب
بقلم| نداء عادل