مقالات وآراء

من الأوضاع المعيشية الصعبة للمسلمين في الغرب

من الأوضاع المعيشية الصعبة للمسلمين في الغرب هي العثرات التي تقف ضد الحريات الشخصية والدينية للمسلمين في الغرب وغيره.

وتتمثل في موجة العداء الموجه ضد المسلمين من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة وأتباعها من البشر، والتي تحاول فرض حصارها وقيودها وهيمنتها على المسلمين خاصة، والمهاجرين عامة، وذلك من خلال سن القوانين التي تحد من حرية المسلمين، والتي تعد انتهاكا خطيرا يخالف كل القوانين والأعراف الدولية.

كما أنها تعد من وسائل تضيق الخناق على طائفة من الناس دون غيرها بسبب شريعتها وعقيدتها الدينية، أي: رفض الآخر وهذه قمة العنصرية!

وعلى إثر ذلك أصبح من المألوف بين أتباع تلك الأحزاب المتطرفة مضايقة المسلمين، خاصة النساء منهم، هذا غير سخرية وتهكم بعض المارقين منهم للمسلمين خاصة والمهاجرين عامة، وهذا لرفض ونبذ الآخر لكونه من المسلمين أو من غيرهم، رغم ما يدعون أنهم مجتمعات الحرية والديمقراطية، وإن كانت تقف عند الحريات الشخصية والدينية للمسلمين، كمراقبة المساجد، والحد من بنائها وتمويلها، والوقوف ضد حجاب المسلمات، والذي هو من صميم الحرية الشخصية إن لم يكن من صميم الحرية الدينية.

موضوعات متعلقة

وذلك لأن الراهبات ترتدينه ولا حرج، واليهوديات ترتدينه ولا شغب، والنساء الغربيات تفعل الواحدة منهن ما تشاء في رأسها وجسدها ولا عويل ولا ضجيج ولا صخب، وكأن العري والوقاحة هما الهدف!

هذا رغم أن المسلمين لم يمنعوا أي غربي من ممارسة عبادته، أو ارتدائه للملابس الممزقة، أو ممارسته للشذوذ في الشوارع وفي المواصلات العامة، وفي الحدائق وفي غيرها.

ولم يمنعوا راغبي العيش مع «الكلاب» من العيش معها رغم ما يثار حولها، ولم يمنعوا غيرهم من عرض أفلام ومجلات الرذيلة، ولم يطالبوا مروجي الشذوذ بإغلاق الأماكن التي رخصوها للواط والسحاق والزنا رغم أنها مدعاة لانتشار الأمراض المميتة وتفشيها في المجتمع، علاوة على أنها تخدش حياء الناس الذين ما زالوا يحتفظون بإنسانيتهم وحيائهم!

وما شجع على ذلك صمت بعض المسلمين الذين رضخوا للخلل رغم أنه أمر جلل! ولأن البعض الآخر من المسلمين لا يعيرون هذه الأمور اهتماما تجدهم قد انسلخوا عن دينهم وأمتهم منذ زمن.

لذا تجد الفرد منهم يرتضي للمسلمين ما يرتضيه لنفسه من بائعات الهوى بعدما سقط في أحضانهن وهوى! ولأن بعض الذين كانوا يحرصون على تمام الدين وعدم نقصانه، تجدهم قد تساهلوا في الأمور التي تفتقد فيها الحياة دفاعا عنها، لأنهم قد تطبعوا بطباع فقدان الغيرة.

والبعض الآخر ممن استهوتهم حياة عبودية الدنيا تناسوا حياة الآخرة! أما الأحرار الذين يحرصون على الدين وعبادته، وحماية المقدسات وصيانتها، وتأدية الشعائر، وتقديس الذي أوجبها، وحماية الأعراض، والحفاظ على شرف الأمة، والمحافظة على الحريات الشخصية يلاقون من التهميش والتحجيم ما يفقد الإنسان الشريف حياته!

ورغم العمل على موت هؤلاء الرجال، فإن الإسلام لن يقضى عليه لموتهم، ولن ينتهي أمره، لأن الله سيخلق من يدافع عن دينه بشرف ورجولة، لا الذي يهوى الحياة الذليلة التي تبقي عليه ذليلا!

وهذا ما يثير اهتمام بعض الأحزاب المتطرفة التي تخاف انتشار الإسلام، لذا تجدهم يفضلون ما يدعو إلى الرذيلة ويمحو الفضيلة، وما يقضي على أي دين يمقت الخلل الذي يقع من هؤلاء البشر.

بقلم| أحمد إبراهيم أحمد مرعوه

باحث رسالة دكتوراه في الدراسات الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *