مقالات وآراء

محمد نجيب الشافعي يكتب: أما بعد

الشباب هم بناة المستقبل ونواة المجتمع الأساسية، وهم سبب قوة المجتمع ونهضتة، حيث يعدون عنصرًا أساسياً لتقدم الشعوب وتطورها، فالمجتمعات التي تمتلك نسبةً كبيرةً من هذه الفئة تعد من المجتمعات القوية.

السبب في ذلك يعود لحيوية الشباب وطاقتهم، لذا تعد هذه الفئة ركيزةً أساسيةً من ركائز الأمة، وأساس تقدمها وتطورها، كما يعدون بناةُ المجد والحضارة.

للشباب مكانة بارزة وعظيمة في الإسلام في مختلف مجالات بناء الأمة الإسلامية ورقيها، فقد كان لهم دورًا عظيمًا في تاريخ الأمة الإسلامية.

وقد حمل الصحابة رضوان الله عليهم راية الإسلام وهم في سن الشباب مع الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كما يوجد العديد من الأمثلة التي تبرز دور الشباب في الإسلام، فمن الأمثلة التي وردت في القرآن الكريم قصة سيدنا يوسف عليه السلام حين أنزل الله عليه رسالتة وهو شاب.

يوجد لفئة الشباب تحديات كثيرة تواجههم فتحبط من قدراتهم مثل وقت الفراغ الزائد، خاصةً بعد ظهور الثورة التكنولوجية في مجال التواصل والإتصال، فقتلت عنصر الإبداع لدى الشباب واتجهوا نحو إضاعة الوقت في تصفح المواقع الإلكترونية.

وهناك تحدي آخر هو الملل حيث أكد الباحثون في علم النفس أن نسبة الملل والإحباط في فئة الشباب تعد النسبة الأعلى في المجتمعات، والسبب يعود إلى وجود طاقة كبيرة وهائلة لديهم لم يتم إستثمارها وتوجيهها بالطريقة الإيجابية السليمة، فيصدمون بالواقع المصاب بضعف الإمكانيات المادية، مما يؤدي إلى توليد شعور اليأس والإحباط.

ومنذ أزمنة عديدة يُنادي الكثيرون باستثمار طاقتهم وتدريبهم، ولكن لا أحد يستجيب لهم، وإذا كانت الدولة عاجزة في هذا الوقت عن استثمار طاقتهم، فأين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني- من ذلك؟

على العكس، الدول الأوروبية عملت منذ أزمنة عدة أن كل جيل عليه أن يقوم بتدريب شباب الجيل التالي ودعمة وتشجعية لتقدم أوطانهم، وذلك لسبب واحد فقط هو أن الجميع يُفكر بجدية في مصلحة الوطن.

نماذج عديدة صادفتها في معظم الدول الأجنبية، وهي استخدام الثروة الحقيقية لهم وهي الشباب، كذلك الثقة المعطاه لهم والتي لها دور كبير في بناء الشخصية.

الشباب المصري شباب طموح يريد فقط الدعم والتدريب ووضعة على المسار الصحيح، وسوف يُبدع، ولذلك نرى نماذج كثيرة من المصريين خارج الوطن، وتتمتع بقدر كبير من التقدير لما حققوة من نجاح، لأنهم وجدوا من يُدعمهم ويساندهم.

ولهذا سوف يسجل تاريخ مصر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو أول رئيس مصري يضع الشباب ضمن أولوياته، ويخصص مؤتمرًا سنوياً للتحاور معهم والإجابة عن تساؤلاتهم، وهو تقليد مصري نفخر به، لأنه غير قائم في أي من الدول العربية، بمعنى أن تتاح الفرصة للشباب للتحاور وسؤال رئيس الدولة في كل ما يعن لهم.

فإذا كانت مصر عانت في فترات سابقة عدم وجود “الصف الثاني”، في القيادة لأسباب عديدة، فإن الرئيس السيسي منذ أن تسلم الحكم وهو يركز على الشباب ويضع أولوية كبيرة لهم، خاصةً في التحاور معهم والإطلاع على المشكلات التي يواجهونها واستطلاع آرائهم بشأن التحديات التي تواجهها الدولة المصرية وسبل حلها.

وبعد أن سجل التاريخ للرئيس السيسي هذا الإنجاز لابد أن تتكاتف جميع أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والمجتمع في تضافر الجهود التي يبذلها الرئيس من الأهتمام بالشباب في كافة المجالات ودعمة وتدريبة واليقين بأن ذلك هو النواة الأساسية لمستقبل أفضل.

دور كل مسئول البحث عن الشباب المميز ودعمة وتدريبة لمستقبل أفضل لنا جمعيا، وأن نكون على يقين أن تدريب ودعم الشباب واجب وطني ومسئولية سنحاسب عليها.

سنتناول في مقالات قادمة، نماذج مشرفة مصرية في مجالات مختلفة، ومبادرات لتنمية ودعم الشباب، وذلك تحت عنوان ” أما بعد”.

أما بعد

بقلم| المهندس محمد نجيب الشافعي

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *