العيادة الطبية

ما هي صعوبات التعلم عند الأطفال وطرق العلاج؟.. الدكتورة نادية عباس تجيب

يوصف الشخص الذي يعاني من صعوبات التعلم بأنه يعاني من مشاكل في تطوير معارفه ومهاراته إلى المستوى الطبيعي المتوقع من أقرانه، وغيرهم من نفس العمر، لذا توضح الدكتورة نادية عباس، استاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة المنوفية، ما هي صعوبات التعلم عند الأطفال والتأخر الدراسي وطرق العلاج الحديثة.

ما هي صعوبات التعلم عند الأطفال

أوضحت الدكتورة نادية عباس، أن صعوبات التعلم هي حالة عصبية تؤثر على قدرة الدماغ على إرسال واستقبال ومعالجة المعلومات، لافتة إلى أن الطفل يعاني من صعوبات في القراءة، والكتابة، والتحدث، والاستماع، وفهم المفاهيم الرياضية، وفي الفهم العام.

ونوهت إلى أن صعوبات التعلم تتضمن حفنة من الاضطرابات مثل عسر القراءة، وعسر القراءة، وعسر الحساب، وعسر الكتابة. وقد يتعايش كل نوع من الاضطرابات مع نوع آخر.

وأكدت “عباس” أن صعوبات التعلم لا تنتج عن أمراض جسدية أو عقلية؛ كما أنها لا تدل على أن الطفل ضعيف أو كسول.

موضوعات متعلقة

تعرف على| التأخر اللغوي عند الأطفال وطرق علاجه

أسباب صعوبات التعلم

أكدت دكتورة نادية عباس، أن أسباب صعوبات التعلم ليست محددة، ولكنه هناك عدة عوامل ورآها، وهي كالتالي:

  1. الوراثة: تلعب الوراثة دور قوي في إصابة الطفل بصعوبات التعلم.
  2. تعاطي الأم أثناء فترة الحمل المخدرات أو الكحول، وتعرضها للصدمات الجسدية، وضعف نمو الرحم، وانخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة أو المطولة.
  3. إصابة الطفل بعد الولادة بارتفاع درجة الحرارة أو إصابة الرأس أو سوء التغذية.
  4. البيئة: زيادة التعرض للسموم مثل الرصاص (الموجود في الطلاء والسيراميك ولعب الأطفال وغيرها)
  5. الاعتلال المشترك: الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم معرضون لخطر أعلى من المتوسط ​​لمشاكل الانتباه أو اضطرابات السلوك التخريبي.

ونوهت الدكتورة “نادية” إلى أن بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة يعانون أيضًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وعلى العكس من ذلك، هناك بعض الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعانون من اضطراب في التعلم.

علامات صعوبات التعلم

في التطور الفسيولوجي الطبيعي، من المتوقع أن يكتسب الطفل مجموعة معينة من المهارات المعرفية والحركية الأساسية.

وهذا يعني أن أي تأخير أو فجوة كبيرة في هذا التطور يمكن أن يكون علامة على صعوبات التعلم. لذلك يجب إجراء سلسلة من الاختبارات والتقييمات المدروسة جيدًا والمثبتة قبل تشخيص الحالة.

وفي هذا الصدد؛ أشارت الدكتورة نادية عباس إلى أن 5% من الأطفال في سن المدرسة يتأثرون بصعوبات التعلم. قد يعاني الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم أيضًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ونوهت إلى أن علامات (LD) تختلف قليلاً خلال كل مرحلة من مراحل طفولة الطفل، والتي نسردها بشكل مبسط في السطور التالية:

  • مرحلة ما قبل المدرسة

قد يواجه الطفل بعض هذه الصعوبات في مرحلة ما قبل المدرسة:

  1. تطوير مهارات التحدث في العمر الطبيعي (15-18 شهرًا) حيث يتطور الكلام عادةً عند الأطفال.
  2. نطق الكلمات البسيطة.
  3. التعرف على الحروف والكلمات.
  4. تعلم الأرقام أو القوافي أو الأغاني.
  5. التركيز على المهام.
  6. اتباع القواعد والتوجيهات.
  7. استخدام المهارات الحركية للقيام بالمهام البدنية.
  • مرحلة التعليم الابتدائي

قد يواجه الطفل صعوبة في:

  1. ربط الحروف والأصوات.
  2. التمييز بين الكلمات ذات النطق المتشابه.
  3. القراءة أو التهجئة أو الكتابة بدقة.
  4. التمييز بين اليمين واليسار، على سبيل المثال، الخلط بين 25 و52.
  5. التعرف على الحروف الأبجدية.
  6. استخدام الرموز الرياضية الصحيحة لحل المسائل الحسابية.
  7. تذكر الأرقام أو الحقائق.
  8. تعلم مهارات جديدة؛ قد يكون الطفل أبطأ من الأطفال الآخرين في عمره.
  9. حفظ القصائد أو الإجابات.
  10. التعرف على مفهوم الوقت.
  11. التنسيق بين اليد والعين، وعدم القدرة على قياس المسافة أو السرعة، مما يؤدي إلى وقوع الحوادث.
  12. المهام التي تنطوي على المهارات الحركية الدقيقة: الإمساك بالقلم الرصاص، وربط رباط الحذاء، وتزرير القميص، وما إلى ذلك.
  13. تتبع الممتلكات الخاصة مثل الأدوات المكتبية.
  • مرحلة التعليم الاعدادي

الطفل في هذه المرحلة يواجه صعوبة في:

  1. تهجئة الكلمات المتشابهة.
  2. القراءة بصوت عالٍ، وكتابة الواجبات، وحل المسائل الكلامية في الرياضيات (قد يتجنب الطفل القيام بالمهام التي تنطوي على هذه المهارات).
  3. الكتابة اليدوية (قد يمسك الطفل بقلم الرصاص بإحكام).
  4. حفظ أو تذكر الحقائق.
  5. فهم لغة الجسد وتعبيرات الوجه.
  6. قد يتصرف الطفل بطريقة عدوانية أو متمردة، ويتفاعل مع العاطفة الزائدة.
  • المرحلة الثانوية

وهنا يواجه الطفل صعوبة في:

  1. تهجئة الكلمات بدقة (قد يكتب الطفل نفس الكلمة مع تهجئات مختلفة في مهمة كتابية واحدة)
  2. مهام القراءة والكتابة.
  3. التلخيص وإعادة الصياغة والإجابة على مشاكل التطبيق أو الأسئلة في الاختبارات.
  4. ذاكره ضعيفه.
  5. التكيف مع البيئة المحيطة الجديدة.
  6. فهم المفاهيم المجردة.
  7. التركيز المستمر: قد يفتقر الطفل إلى التركيز في بعض المهام، في حين يركز بشكل مفرط على أخرى.

وأكدت الدكتورة نادية عباس، أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يواجهون صعوبات في بعض مجالات التعلم، إلا أنهم يتمتعون أيضًا بقدرة كبيرة ومهارة وموهبة في مجالات أخرى تهمهم.

واستطردت: في أغلب الأحيان، نركز على الاضطراب ونهمل مواهب الطفل أو مهاراته. لكن من المهم أن يدرك الآباء والمعلمون هذه الإمكانات الخفية وأن يشجعوا الطفل على متابعتها.

تشخيص صعوبات التعلم

أوضحت استاذ علم النفس نادية عباس، أن  تشخيص صعوبات التعلم يعد عملية معقدة. ورغم ذلك يمر بأكثر من خطوة، أولها استبعاد مشاكل الرؤية والسمع والنمو عند الطفل.

بالإضافة إلى ذلك، يتم تحديد صعوبات التعلم باستخدام التقييم التربوي النفسي، والذي يتضمن اختبار التحصيل الأكاديمي إلى جانب قياس القدرة الفكرية.

علاج صعوبات التعلم عند الأطفال

قالت دكتورة نادية عباس إن الكشف المبكر يمكن أن يساعد الطفل على الاستفادة من العلاج. كما أن العلاج يعتمد على اضطراب التعلم.

منوهة أن العلاح يتضمن علاج الدوائي من قبل طبيب المخ والأعصاب، بجانب العلاج التأهيليمن خلال إخصائي أخصائي التخاطب وأمراض النطق واللغة.

وختامًا، يمكن لـ مركز هابي كيدز للتخاطب والتأهيل العمل مع طفل صعوبات التعلم والتأخر الدراسي، مع تقديم توصيات للآباء للمساعدة في حل الصعوبات التي يواجهها الطفل في المنزل.

كتبه| أمل السيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *