منارة الإسلام

فضائل شهر ذو القعدة.. مواعدة الله تعالى لموسى عليه السلام

كشفت الأحاديث النبوية فضائل شهر ذو القعدة بكونه أول الأشهر الحرم، هو ايضا من أشهر الحج التي قال الله فيها: “الحج أشهر معلومات”.

إن فضل الله عز وجل علينا عظيم، ونعمه علينا لا تعد ولا تحصى، وما ذلك إلا لفضل الله تعالى على أمة النبي “صلى الله عليه وسلم”.

لا تكاد الأمه الإسلامية تخرج من موسم طاعة حتى تدخل في موسم طاعة آخر، كنا بالأمس القريب مع الصيام وشهر رمضان، ثم يتفضل الله علينا بموسم آخر، فهو المنعم المتفضل جل وعلا.

وحول فضائل شهر ذو القعدة يقول سبحانه وتعالى “وربك يخلق مايشاء ويختار”، والاختيار هنا بمعنى الأصطفاء والأجتباء، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى. 

فضل الله سبحانه، بعض الأيام على بعض، وبعض الشهور، واختار منها أربعة حرم قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰ فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ یَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَاۤ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَـٰتِلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ كَاۤفَّةࣰ كَمَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ كَاۤفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ}.

وهي ثلاثة مواليات، ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب، وسميت حرما قيل لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها.

قال علي بن ابي طلحة عن بن عباس “اختص الله تعالى أربعة أشهر جلعهن حرمًا، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيها أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم”.

قال كعب رضي الله عنه: “اختار الله الزمان، فأحبه إلى الله الأشهر الحرم، وقيل إنما سميت حرما لتحريم القتال فيها، وكان ذلك معروفا في الجاهلية”.

وقيل أن سبب تحريمها بين العرب لأجل التمكن من الحج والعمرة، فحرم ذو القعدة للسير فيه إلى الحج، وحرم ذو الحجة لوقوع الحج فيه.

كما حرم شهر المحرم للرجوع فيه من الحج، حتى يأمن الحجاج على أنفسهم من حين يخرجون من بيوتهم إلى أن يرجعوا إليها، وحرم شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة.

فضائل شهر ذو القعدة العديدة

أول الأشهر الحرم هو ذو القعدة، الذي اشتهر بالعديد من الفضائل ومنها، أنه من الأشهر الحرم وأولها المتوالية، وهو ايضا من أشهر الحج.

ومن الفضائل ايضا، عمرة النبي “صلى الله عليه وسلم” كانت في شهر ذو القعدة، وهي عمرة أخرى غير التي أقترنت بحجته، مع أنه “صلى الله عليه وسلم” أحرم بها في ذو القعدة وفعلها في ذو الحجة مع حجته.

وكان النبي، قد اعتمر أربع عمرات وهم، عمرة الحديبية، ولم يتمها بل تحلل منها ورجع، وعمرة القضاء، وعمرة الجعرانة عام الفتح، وقيل أنها كانت في شوال، والمشهور أنها كانت في ذو القعدة، وعمرة حجة الوداع.

ومن فضائل شهر ذو القعدة الأيام التى وعد الله بها موسى عليه السلام، مصداقا لقوله عز وجل: “وواعدنا موسى ثلاثين ليلة”، والثلاثين ليلة هم أيام ذو القعدة.

قال الليث بن سعد عن مجاهد قال في قول الله تعالي “وواعدنا موسى ثلاثين ليلة” قال ذو القعدة “واتممناها بعشر”، قال عشر ذو الحجة.

وأخيرًا وليس آخرًا علينا أن نستغل هذه الأيام المباركة في طاعة الله تعالى، يا من لا يقلع عن أرتكاب الحرام، لا في شهر حلال، ولا في شهر حرام، يا من كل يوم في شر مما قبله متي تستفيق وستتوب من هذا الحرام؟

عليك عزيزي المسلم أن تبادر بالتوبة والعودة، فإن الله يقبل من التائبين ويقبل العاصين، “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم” (الزمر: 53).

بقلم الشيخ| محمد القويسني
إمام وخطيب بالأوقاف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *