علا حسن تكتب.. الإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الغبي
قال الله تعالى: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِ ﴾، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : “كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ”.
تعتبر الإشاعة عامل أساسي من عوامل الحرب النفسية، وتعتبر من أخطر الآفات التي تهدد المجتمعات وتماسكها.
الإشاعة هي عبارة عن معلومة مغلوطة، لإحداث البلبلة وعدم الاستقرار في المجتمع وتعمل على اضطرابة وتؤثر على استقراره وتماسك جبهته الداخلية ونشر الخوف والقلق يين أفراد المجتمع ولها دور كبير في تحطيم الروح المعنوية للمجتمع والنيل منها، وادخال الشك بين أفراده، ويسود المجتمع الفوضي والانفلات الأمني.
وذلك من خلال التشكيك في سياسة الدولة والتشكيك كذلك في المسؤولين انفسهم والتشكيك ايضًا في قيم وأهداف المجتمع ورموزه وكذلك التشكيك في الجيش والشرطة لكسر روح الإرادة في الجندي وقتل روحه المعنوية المرتفعة.
إن للإشاعة قدرة على تفتيت وحدة صف المجتمع ولو لم يتم التعامل معها بوعي وعلم ستحل محل الحقائق في اذهان أفراد المجتمع.
تتعرض بلدنا بعد يناير 2011 لحرب من نوع جديد، هى حرب الشائعات حيث يستغل أهل الشر مواقع التواصل الإجتماعي فى نشر شائعات عديدة ومتنوعة لتحقيق عدة أهداف، منها بث حالة من الإحباط بين المواطنين، ونشر الذعر وإثارة البلبلة.
ومنها الإشاعات الأخيرة التي لا يصدقها عقل من وجود «بيض بلاستيك» صيني خطير على صحة الإنسان فى الأسواق المصرية والأرز الصينى البلاستيك، و قيام الحكومة بإضافة مادة على رغيف الخبز لخفض الخصوبة والحد من الكثافة السكانية، ورغم عدم معقولية هذه الشائعة فإنها استمرت في الإنتشار، وكذلك شائعة نقص السلع التموينية وارتفاع أسعارها.
ولمواجهة حرب الشائعات فلابد أن يتعاون المجتمع من خلال مؤسساته من الإعلام والتعليم ودور العبادة والمجتمع المدني، من أجل العمل على رفع درجة الوعي المجتمعي ونشر ثقافة المعرفة خاصة بين الشباب، حتى لا يقع فريسة لحالة الشك والتشكيك التى يتلقاها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي.
كما أن على الجهات والوزارات ومؤسسات الدولة متابعة شبكة الإنترنت، والرد أولا بأول على أي شائعة تنتشر وعدم التأخر في الرد وترك فراغ للاشاعه لتحل محل الحقيقة وكذلك عند إصدار أي مسئول أي قرار أو تصريح فلابد أن يتسم بالبساطه والسهولة وعدم الغموض.
لأنه كلما اتسمت الحقائق بشئ من الغموض ادى ذلك لرواج الشائعة وكذلك تفنيد الشائعات وتوضيح المغلوط منها ومواجهته بالحقائق الصحيحة والرسمية لأن المجتمع المصري شهد مؤخرًا انتشار الشائعات بصورة مبالغ فيها والذي ساعد على ذلك ما نشهده خلال المرحلة الإنتقالية والتغيرات السياسية والإقتصادية.
الهدف الرئيسي من هذا الكم الهائل من الشائعات هو عمل فجوة بين الشعب والقيادة السياسية في مصر بهدف إسقاط الدولة وبث روح الفتنة يبن أفراد المجتمع فلابد من القضاء على هذه الظاهرة التي لها آثارها المدمرة ضد أمن واستقرار المجتمع.
بقلم| علا حسن