سيرة عثمان بن عفان ذو النورين من عظماء التاريخ الإسلامي
هذه المرة نتحدث عن الصحابي الجليل من صحابة رسول الله، الذي كانت تستحي منه الملائكة لشدة حيائه، ويستحي منه الرسول عليه الصلاة والسلام، فتعالوا نتعرف على: (سيرة عثمان بن عفان – لماذا لقب عثمان بن عفان بذي النورين – خلافة عثمان بن عفان – وفاة عثمان بن عفان )
سيرة عثمان بن عفان
هو ثالث الخلفاء الراشدين بعد عمر بن الخطاب، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وله صهرا مع رسول الله، وكان من المناصرين للإسلام حتى وفاته.
ومن سيرة عثمان بن عفان قبل الإسلام، فهو ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنوات، وينتهي نسبه لعبد مناف وهم من سادات وأشراف مكة.
كان عثمان من أغنياء مكه وأعلاها قدرًا في الحكمة والتجارة التي ورثها عن والده، وكان كثير الترحال، لأجل التجارة، لذا كان خبيرًا بالأنساب والأعراف.
لم يسجد عثمان بن عفان لصنم قط ولم يشرب الخمر، وكان كريم الخلق والطبع، محبوبًا في قريش ذو مكانة عالية وشديد الحياء بينهم.
وورد عن سيرة عثمان بن عفان في إسلامه، أنه أسلم على يد صديقه أبو بكر الصديق، وكانت تربطهم صداقه قوية، فقال له ذات يوم: ويحك يا عثمان، والله أنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذة الأوثان التي يعبدها قومك
أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى والله أنها كذلك.
ثم أخبرة أبو بكر الصديق، بمكان النبي ليذهب إليه، فقال له الرسول: “يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه، وكان عمره في ذلك الحين 34 عاما.
ومن سيرة عثمان بن عفان ايضا أنه كان من السابقين في الدخول للاسلام، وبعد تلقى تعذيبا شديدا من عمه الحكم بن أبي العاص، ولكنه تركه بعدما رأى إصراره على دينه.
ولما دعاهم النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الهجرة للحبشة لتفادى أزي المشركين، هاجر معهم عثمان واستقر فيها حتى عودته مرة أخرى لمكة.
تعرف على سيرة.. أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
لماذا لقب عثمان بن عفان بذي النورين
وبعد معرفة جزء من سيرة عثمان بن عفان سوف ننتقل إلى لقبه بذي النورين، لأن عثمان قد تزوج من رقية بعد طلاقها من عتبة بن أبي جهل بسبب دعوتهم للإسلام.
فتقدم عثمان لخبطتها فتزوجت منه، وبعد وفاتها تزوج أختها أم كلثوم، ولهذا لقب عثمان بن عفان بذو النورين.
وعند مرض زوجته رقية، كان ذلك في أثناء غزوة بدر، وقتها تلقى أمرا بتمريضها وبقى بجوارها إلى أن توفيت.
إتسم ذو النورين بجهاده الشجاع، فقد أرسله رسول الله برسالة إلى قريش لدخول مكة لحج البيت، وبذل ماله من أجل الاسلام ولتجهيز الجيوش في الغزوات.
ففي غزوة تبوك جهز ثلث الجيش ومدهم بـ 940 بعيرا و60 فرس، وجاء بألف دينار في كمه، حين جهز جيش العسرة، فنثرها في حجر النبي.
اشترى عثمان بن عفان ذو النورين بئر رومة من اليهودي بـ 20 ألف درهم، ووهبه صدقة للمسلمين فى المدينة المنورة.
وكان لعثمان بن عفان الفضل في توسيع المسجد النبوي بالمدينة، حيث أشترى أرضا مجاورة للمسجد لتوسعته بـ 25 ألف درهم، وبذلك وسع المسجد على المسلمين.
ظل عثمان رضى الله عنه مساندا للرسول الكريم حتى وفاته، وتولى أبو بكر ومن بعده عمر بن الخطاب الخلافة، فكان لهم مستشارا لكثير من الأمور ورأيه مؤثرا لديهم.
ومن أروع مواقفة في عهد أبي بكر عندما اشتد الجوع وندر المطر في البلاد وضاق الحال، وكان عثمان عائدا من الشام براحلة بر طعام، فجائه الناس يسألون عن الطعام، وسألوه عن القحط والجوع الذي أصابهم.
فقال لهم عثمان: أدخلوا فاشتروا، فدخل التجار، فقال عثمان: “يا معشر التجار كم تربحوني على هذا الطعام.
قالوا: للعشر اثنا عشر، قال عثمان: قد زادني، فقالوا: للعشرة خمسة عشر، قال عثمان: قد زادني، قالوا: يا أبا عمرو ما بقي بالمدينة تجار غيرنا فمن زادك، قال زادني الله بكل درهم عشرة أمثاله.
ثم فقال عثمان: أفعندكم زيادة؟، قالوا :لا، قال عثمان رضى الله عنه: فأني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين”.
خلافة عثمان بن عفان
ومن سيرة عثمان بن عفان نتطرق إلى خلافته التي بيع لها بعد عمر بن الخطاب، وكانت عهد الخير والبركة والرخاء على المسلمين.
في خلافة عثمان ب عفان سن ذو النورين بعض القوانين والتي منها، اعطاء المسلمين حقهم من بيت المال، وأخذ حق بيت المال من المسلمين وأهل الذمة.
قرر عثمان بعد تغيير الولاة الذين كانوا في عهد عمر، كما ضم البحرين إلى البصرة، وكان دائم الارشاد للولاه بالحكم العادل والرحمة واتقان العمل، ورعاية حقوق أهل الذمة.
أنشاء عثمان دارا للقضاء، وجمع القرآن الكريم كله على قراءة واحدة، بعدما تشتت بين البلاد وتفرق الصحابة، وهي لغة قريش أهل العرب.
فتح في عهده ارمينيا وخراسان وكرمان وقبرص، وهو أول من أنشأ أسطول بحري إسلامي لصد هجمات البيزنطيين، وفتح الكوفة وأزربيجان وطبرستان.
كما فتح عثمان بن عفان الإسكندرية بعدما ظهر فيها التمرد مجددا وخلص المصريين من تسلط الروم، وفتح بلاد النوبة، وبلاد أفريقيا.
ومن أشهر المعارك في عهده، معركة ذات الصوارى، ضد الروم وانتهت بانتصار المسلمين، وظهرت في عهده فتنة كبيرة بسبب التحول الكبير في الدولة الإسلامية وظهور المنافقين الذين هددوا عثمان بقتله.
ثم اجتمع الصحابه ليدافعوا عن عثمان ويردوهم، ولكن الخليفة العادل رفض ذلك حتى لا يراق دم أحد فدائه وهم يقصدونه.
وفاة عثمان بن عفان
ظل عطاءه وانجازاته مده حكمة اثني عشرا عاما، وحينما بلغ من العمر 82 عاما توفي على أيد المنافقين والمتمردين الذين هاجموا بيته وقتلوا أربعة غيره.
وكانت وفاة عثمان بن عفان حينما هجم المنافقين والمتمردين على عثمان وهو يقرأ القرآن فقتلوه فسال دماءه على قوله تعالى (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)، ودفن في البقيع مع النبي والصحابه.
كتبه| دكتورة لميس جمال