سوء استخدام المضادات الحيوية.. قضية صحية تهدد العالم
يُعد سوء استخدام المضادات الحيوية سبب رئيسي لزيادة أعداد البكتيريا المقاومة لها، وتعتبر قضية صحية تهدد العالم.
يجهل معظم الناس ما هي المضادات الحيوية الفعلي فيصبح العالم مهددًا صحيًا ما لم يتم السيطرة على المشكلة.
ما هو سوء استخدام المضادات الحيوية
المضادات الحيوية هي مجموعات دوائية تعالج العدوى “البكتيرية” عن طريق إيقاف نمو البكتيريا وقتلها ومنع انتقالها.
المضادات الحيوية لها دور فعال في إنقاذ الأرواح، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنها لا تستخدم في علاج كافة الفيروسات.
إن الفيروسات غالبًا ما تُشفى من تلقاء نفسها وتستطيع مناعة الجسم الطبيعية التخلص منها نهائيًا مثل، معظم نزلات البرد والأنفلونزا.
إن سوء استخدام المضادات الحيوية في حالة الإصابة بالفيروسات هو الأكثر انتشارًا على الإطلاق مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
نتائج سوء استخدام المضادات
- يتيح الفرصة لبعض البكتيريا أن تقاوم تأثير المضاد وتتكيف معه بتكوين مناعة تجاهه عن طريق تغيير بعض الجينات أو التحور.
- ينتج عن ذلك إنتاج سلالات جديدة من البكتيريا وتتكاثر لتنتشر أنواع مختلفة من العدوى فيكون المضاد الحيوي وقتها غير قادر على العمل.
- ومن الممكن عدم تمكنه من قتل البكتيريا من الأساس، ويظهر ذلك في صورة عدم استجابة المريض للعلاج، ومن الممكن أن تنقل البكتيريا الجينات المقاومة لبعضها البعض.
- لا يقتصر هذا على آخذي المضادات الحيوية فقط بل أيضًا ينعكس بالسلب على أسرهم وعائلاتهم وعلى المجتمع ككل.
- يحول انتشار البكتيريا المقاومة العدوى البسيطة التي كان من الممكن علاجها بكل سهولة إلى عدوى شديدة الخطورة.
- حدوث الكثير من الآثار الجانبية للمريض بسبب أخذ دواء لا حاجة.
- فربما يؤدي ذلك إلى حدوث عدوى ثانوية نتيجة قتل البكتيريا النافعة المحافظة على سلامة الجسم، وبالتالي تتعرض للمضاعفات.
- عدم استطاعة إجراء عمليات القلب والعظام وغيرها مع مرور الوقت لأن ذلك يعرض الأشخاص للإصابات الخطيرة.
- قد تسبب بعض المضادات مثل البنسلين الحساسية، لذا يجب تناولها تحت إشراف الطبيب.
عادات خاطئة مسببة للمقاومة يجب تفاديها
- استخدام المضاد دون استشارة الطبيب، تمثل خطورة في عدم تأكدك أنك بحاجة لها أو كونك غير قادر على تحديد نوع المضاد المناسب.
- إعطاء الدواء الموصوف لك لأحد أفراد عائلتك أو معارفك؛ قد يحتاج إلى نوع آخر مناسب من المضاد أو قد لا يحتاجه من الأساس.
- استخدام المضاد كوقاية من الأمراض والتي في الأغلب ما تكون عدوى فيروسية وحينها لا يساعد المضاد في الشفاء.
- تكرار المضاد الحيوي دون أن يطلب منك الطبيب ذلك، فأخذه لفترات طويلة عن المفروض يعرض حياتك للخطر.
- أخذ المضاد الحيوي المتبقي لديك من فترة سابقة؛ وتناولها عند الشك بإصابتك بعدوى أخرى يضاعف المشكلة.
- وذلك لأن الجرعة المتبقية حتمًا ستكون غير كاملة أو ربما تكون مصابًا بفيروس بسيط أو يكون المضاد غير مناسب للعدوى.
- يفقد المضاد الحيوي الشراب فاعليته عند تخزينة في الثلاجة لفترات، أو تخزين الأقراص في الأماكن الرطبة.
- عدم استكمال جرعة المضاد الحيوي المقررة لآخرها لشعورك بالتحسن أو التعافي بعد أخذ عدة أقراص.
- يؤدي عدم استكمال الجرعة إلى انتكاستك مرة أخرى ويعطي البكتيريا الفرصة الكاملة لمقاومة المضاد.
- أخذ أكثر من مضاد في نفس الوقت أو تفضيل أخذ مضادات عن غيرها للتوهم بأنها أكثر فاعلية.
نصائح للحد من المضادات الحيوية
عند شعورك بالتعب لا تتسرع في أخذ مضاد حيوي، قد تحتاج في البداية فقط أدوية لخفض الحرارة والتخلص من آلام الجسم.
- مراعاة الراحة وشرب الكثير من السوائل.
- مراقبة الأعراض وزيارة الطبيب إذا ساءت حالتك فمن الممكن أن تصاب بعدوى بكتيرية ثانوية.
- أو أن تكون العدوى بكتيرية من الأساس وفي الحالتين تحتاج لمضاد.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين قبل الأكل.
- لا تضغط على الطبيب لإعطائك المضاد الحيوي إذا رأى أنك لا تحتاجه واتركه يحدد لك علاجك المناسب.
- إذا دعت الضرورة اطلب من الطبيب إعطاءك بديل سعره مناسب بدلاً من التصرف بنفسك.
ما المتوقع حدوثه في الفترة القادمة إذا استمر الحال كما هو عليه؟
تفشي البكتيريا المقاومة وعدم وفرة مضادات حيوية قادرة على علاج حتى أبسط الأمراض وبالتالي ارتفاع معدل الوفيات.
كما تبين في الأبحاث الأخيرة أنه في عام 2050 ستسجل حالة وفاة كل 3 ثواني أي 10 مليون حالة وفاة كل سنة.
لذلك وجب التحذير من خطورة سوء استخدام المضادات الحيوية أو الإفراط فيها للحفاظ على سلامتك وسلامة الآخرين.
لأن ثمن انتشار البكتيريا المقاومة ليس بقليل ونتائج سوء استخدام المضادات الحيوية ستكون وخيمة على صحتك.
وأخيرًا يجب التنويه عن أهمية المضاد، فكل ما سبق لا يعني الغنى عنه أو إنكار دوره على أن يستخدم بطريقة صحيحة.
بقلم الدكتورة| غدير إبراهيم