كايرو جيت لايت

سلام لعين الشام.. قصيدة للشاعر العراقي إياد أحمد هاشم

ينشر موقع بوابة القاهرة قصيدة “سلام لعين الشام” للشاعر العراقي إياد أحمد هاشم، وإليكم أبيات القصيدة.

سلام لعين الشام

سَلامٌ لِعَيْنِ الشّام

خَلِيلَيَّ مُرّا بِالشَّآمِ وَبَلِّغا

سَلاماً عَلىٰ قَلْبي أحَرَّ مِنَ الجَمْرِ

موضوعات متعلقة

كَأَنِّي لَأسْتَجْدِي الْبَقا فَوْقَ ثَغْرِها

كَقَطْرٍ تَمَنّى أَنْ يَنامَ عَلىٰ الثَّغْرِ

فَلِي مِنْ لَماها مُسْكِرٌ بَيْدَ أَنَّنِي

أَبَيْتُ شَبِيهاً لَوْ أُشَبِّهُ بِالْخَمْرِ

وَما هَزَّنِي يَوْمٌ قَضِيتُ كَأَنَّنِي

أُساوِيهِ فِي عُمْرٍ وَمٰا ظَلَّ مِنْ عُمْرٍ

وَما خِلْتُنِي أَنْسَى الدُّرُوبَ الَّتِي بَدَتْ

تُحَدِّثُ عَنْ عَصْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَصْرِ

وَتِلْكَ النِّساءُ الشّامِخاتُ حلاوَةً

مُفَعَّمَةٌ كَالْياسَمِينِ مِنَ الزَّهْرِ

وَتِلْكَ الْمَحَلّاتُ الَّتِي زُرْتَ أَهْلَها

وَأَبْوابَهَا الْلاتِي فَتَحْنَ عَلَى الدَّهْرِ

أَيا شامُ ذا قَلْبِي وَذا قائِلٌ بِهِ

وَمَنْ لِسِواكِ ما يُقالُ مِنَ الشِّعْرِ

أَراكِ بِماءِ ( الْلاذِقِيَّةِ ) دُرَّةً

كَمَا اكْتَنَزَتْ ( طَرْطُوسُ ) مِنْ دُرَرِ الْبَحْرِ

وَذِي ( حَلَبُ ) الشَّهْباءُ لَوْ نِلْتُ طَرْفَها

كَأَنِّي سَرَقْتُ الضَّوْءَ مِنْ غُرَّةِ الْبَدْرِ

وَتِلْكَ عَلَى ( الْعاصِي ) النَّواعِيرُ قَدْ غَفَتْ

وَلَيْلُ ( حَما ) مازالَ فِي سِحْرِها يَسْرِي

وَ( حِمْصُ ) الَّتِي يَشْفِي بِها الماءُ كُلَّما نَهَلْتُ ، وَلا أَدْرِي بِسِرٍّ وَلا جَهْرِ

وَتِلْكَ ( السُّوَيْداءُ ) الَّتِي ظلَّ مَعْبَدٌ

لِـ( زِييُوسَ ) يَحْكِي الدَّهْرُ عَنْ عِشْقِهِ الْعُذْرِي

تُصَلِّي ( شُيُوخُ الْعَقْلِ ) فِي عَرَصاتِها

وَتَصْدَحُ فِيها ( أَسْمَهانُ ) إَلَى الْفَجْرِ

عَشِقْتُ بِها بِنْتاً تَفَرَّدَ حِسْنُها

( أَرامِيَّةَ ) الأَنْسابِ ( رُومِيَّةَ ) الصَّدْرِ

وَ( دُرْزِيَّةَ ) الشّٰاماتِ قَدْ جَلَّ وَصْفُها

( فِينِيقِيَّةَ ) الْعَيْنَيْنِ ( شامِيَّةَ ) الْخَصْرِ

مَشَيْتُ مَعَ الأَسْرارِ صَمْتًا كَأَنَّنِي

نَبِيٌّ كَلِيمٌ ظَلَّ يَمْشِي مَعَ ( الْخِضْرِ )

وَما خِلْتُني أَنِّي ذَكَرْتُ مَلامِحاً

ثَوَتْ فِي سُوَيْدَا الْقَلْبِ كَالأَعْيُنِ النُّضْرِ

يُعاتِبُنِي ( قاسْيُونُ ) أَنِّي نَسِيتُهُ

وَهَلْ عاشَ قَلْبٌ لَوْ يُجازِيكَ بِالْهَجْرِ

وَكَيْفَ لِأَبْوابٍ طَرَقْتُ مُطالِباً

بِكَأْسٍ مِنَ الْماءِ الْمُعَتَّقِ بِالطُّهْرِ

فَأَقْصِدُ ( بِگْداشَ الدِّمَشْقِيَ ) زائِراً

( حَمِيدِيَّةَ السُّوقِ ) الْمُضَمَّخِ بِالْعِطْرِ

وَلَسْتُ بِنَسّاءٍ ( دِمَشْقَ ) وَجامِعاً بِهِ

صَدَحَ الآذانُ فِي رَوْعَةِ الذِّكْرِ

أَيٰا شامُ صَبْراً ما سَلَوْتُ

وَإِنَّما غَفَوْتُ قَلِيلاً عِنْدَ اغْماضَةِ الْفَجْرِ

وَيٰا ( غُوطَةُ ) التِّينِ الْمُعَسَّلِ بِالنَّدىٰ

أَفِيضِي عَلَيْنا مِنْكِ بِالأَنْهُرِ الْكُثْرِ

فَمٰا أَبْعَدَتْنِي عَنْ هَواكِ حَواكِمٌ

وَلا قَرَّبَتْنِي لَذَّةٌ دُونَما أَدْرِي

وَما نَبَذَتْنِي عَنْ سَماكِ رَزِيَّةٌ

وَلَسْتُ بِسالٍ لَوْ أَرىٰ أَنْجُمَ الظُّهْرِ

أَيٰا شامُ هَلْ يَقْوىٰ عَلَى الْهَجْرِ عاشِقٌ

وَهَلْ عَرَفَ السَّرّاءَ مَنْ عاشَ فِي الضُّرِّ

تُسائِلُنِي الْغَيْماتُ هَلْ جَفَّ حَقْلُها

فَقُلْتُ نَعَمْ مُرِّي عَلى حَقْلِها مُرِّي

لِأَنِّي أُحِبُّ الشّٰامَ ، أَذْوِي بِدُونِها وَأَمْرَضُ لَوْلاها

وَأُقْسِمُ بِالْعَصْرِ أَرَى الشّٰامَ فِي أُمِّي

وَأَجْمَلَ رُبَّما وَآهٍ عَلىٰ أُمِّي سَتَغْضَبُ لَوْ تَدْرِي

بقلم: إياد أحمد هاشم / عراقي مقيم في النمسا


موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *