سارة الشربيني تكتب: ليتنا لم نكبر يومًا
“ليتنا لم نكبر يومًا”، جملة جميلة ناعمة جارحة موجعة دائمًا ما تُطلَق في التجمعات العائلية وبين الأصدقاء، وأحيانًا كثيرة بيننا وبين أنفسنا.
ليتنا لم نكبر يومًا، سلاح ذو حدين فأحيانًا نتذكر ذكرياتنا الجميلة مع من تركونا وسبقونا عند الله من الأحباب فنطلق الضحكات ولكن يبقى في القلب الوجع حتى مع مرور السنين والأيام، فبمجرد الذكرى يتجدد الحزن على الفراق.
يزداد الحنين للعودة للطفولة كلما تحملنا المسؤوليات والمشكلات التي تواجهنا في حياتنا وكلما ضاقت علينا الدنيا تدور في قلوبنا قبل عقولنا جملة “ليتنا لم نكبر يوماً”.
ليتنا لم نكبر يوما لنعيش بكل حرية، دون قيود، دون مسؤوليات، دون صراعات، ليتنا لم نكبر يوما لنعيش دون تزييف وكذب وخداع.
ليتنا لم نكبر يوما لتبقى أحلامنا البريئة هي أكبر طموحنا، ولتبقى فرحة العيد والعيدية هي أكير انجازاتنا، ولنغفو في سلام وراحة بال دون التفكير في مواجهة الغد.
ليتنا لم نكبر لننتظر أول يوم مدرسة وتجمع الأصدقاء في الفسحة وأكل الساندوتشات اللذيذة والصراع على دخول الكانتين وكأنها معركة لابد أن تخرج منها منتصر.
ليتنا لم نكبر يوما لنستعد للصيف بالعوامة والكرة وألعاب البحر مُشتاقين للفرسكة والترمس على البحر مع عائلتنا كاملة دون فقدان عزيز.
“ليتنا لم نكبر” لننتظر الشتاء مع أجدادنا لنحارب برد الشتاء بدفء حبهم واهتمامهم، رحمة الله عليهم، وليتنا لم نكبر يومًا..!!
بقلم| سارة الشربيني
كاتبة صحفية