مقالات وآراء

خطوة بخطوة.. نستكمل مشكلة التلعثم عند الأطفال وطرق علاجها

إنّ البحث في تطور مشكلة التلعثم، يتضمن البحث عن كيفية تحول التلعثم من مشكلة مؤقتة إلى مشكلة دائمة وهنا يجب البحث عن التغيرات التي تحدث في طبيعة الأعراض الظاهرة والخفيه للتلعثم، بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث في الطريقة التي يفسر بها الطفل أو الأشخاص المحيطون به كلامه، ويجب أيضًا النظر إلى العوامل المرتبطة بالطفل والبيئة المحيطة به والتي قد تحدد أنّ يظل التلعثم مجرد فترة انتقالية في النمو أو أنّ يصاب الطفل بالتلعثم مدى الحياة.

 

ومن هنا السؤال يطرح نفسه، كيف يتحول التلعثم في الصغر إلى تلعثم دائم مدى الحياه؟.. يحدث التلعثم عند بعض الأطفال في سن مبكرة ويكون أحيانًا تلعثم طبيعي وغير مرضي وقد يحدث لبعض الأطفال ويتلاشي مع الوقت، ولكن في هذة الفترة يحدث بعض المعوقات التي قد تؤدي إلى إستمرار المشكلة لأنّ في هذة الفترة يشعر الطفل بالخوف والإحباط لعدم قدرته على نطق الكلمه في الوقت الذي يريده، وهذه هي الاستجابات الداخلية.

 

موضوعات متعلقة

أما الاستجابات الخارجية تتمثل في ردود أفعال الآخرين حيال طريقة الكلام الذي يتحدث به الطفل والتي غالبًا تكون غير ملحوظة بشكل مباشر ولكن توحي للطفل بأنّ هناك شيئًا غير صحيح أو غير مقبول في الطريقة التي يتكلم بها وعادة ما يظهر هذا في ملامح وتعبيرات وجه المستمع أو التعليق علية بأنّه يبطئ من كلامه او عدم النظر إليه وهو يتكلم حتي يشعر بالراحة كل هذا يؤثر على الطفل.

 

ونلاحظ أيضًا كلما زاد وعي وإدراك الطفل بأنّ طريقة نطقه غير صحيحة في الوقت الراهن قد يؤدي ذلك إلى تغير طريقة الكلام عن طريق بذل المزيد من الجهد في نطق الكلمات، وهنا قد يزيد رغبة الطفل في تحسين أسلوب النطق وهذا الأمر الذي قد يؤدي إلى تغير نوع التلعثم الذي يعاني منه الطفل ومدى تكراره.

 

بالإضافة إلى حدته ليزيد بذلك من مشكلة التلعثم لدى الأطفال، وفي بعض الحالات لا يحاول الطفل تغير طريقة كلامة لانّه في هذه المرحلة قد يكون لديه مشكلة واضحة في الكلام مما يجعله ينظر إلى نفسه إنّه غير قادر علي الكلام ويفقد الثقة في نفسه وهنا ينظر إلى المشكلة بنظرة ضيقة ومحدودة.

 

وأحيانا يقوم بتصنيف قدرته على الكلام أو عدم قدرته أو تصنيف الآخرين من حيث سهوله أو صعوبة التحدث معهم وهنا قد يؤدي ذلك إلى احتمالية وجود مشكلة قد لا يستطيع الطفل فهمها.

 

ويري بعض المتخصصين، أنّ التلعثم يمكن أنّ يكون عند بعض الأطفال بمثابة حل جيد لمشكلات أخرى يواجهها.. مثال على ذلك، (قد يكون التلعثم وسيلة يستطيع أنّ يحصل بها الطفل على انتباه المستمع لأنّه لا يشعر بالثقة في نفسه أو يكون وسيلة للهروب من المهام الدراسية الصعبة أو الهروب من العقاب لخوف الأم على نفسية الطفل أو الهروب من المدرسأ عند السؤال او الهروب من طلبات ومهام المدرسة)، وتكون هذه طريقة يعتمد عليها المتلعثم في حل مشاكله على أساس مبدأ واحد وهو أنه يعاني من التلعثم.

 

ومن هنا يجب أن نعرف تأثير البيئة على الطفل المتلعثم: يرتبط تطور مشكلة التلعثم بالبيئة المحيطة بالطفل التي يتواصل فيها مع الآخرين حيث تعتمد التغيرات التي تحدث في كلام الطفل على عوامل بيئة معينه.

 

علي سبيلا المثال، إذا بدأ ردود فعل سلبيه تجاه الطريقة التي يتحدث بها الطفل قد يؤدي ذلك إلى بذل الطفل مزيدًا من الجهد أثناء الكلام وتزيد من مقاومة الطفل وتجنبه للتلعثمـ وفي بعض الأحيان يزاد السلوك المقاوم لدي الطفل، يبدأ في التعثر أثناء الحديث وعندما يحاول نطق الصوت الخاص بايه كلمه فأنه قد لا يتمكن من ذلك في بعض الأحيان وهنا قد يلجأ الطفل إلى الاستعانة ببعض الحركات مثل ضرب الأرض بالقدمين أو تحريك الرأس أو ضرب بطنه لمعتقده أنّ الكلام يخرج بسلوب أفضل.

 

وهنا قد يواجه الطفل بعض النظرات السلبية من المستمع أو من الوالدين، وقد يوبخ الطفل على هذه الحركات وهنا نجد أن كل هذا يوثر تأثير مباشر على نفسية الطفل، وقد تتطور المشكلة وتنتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى بمعنى أنّ كل مرحلة تتبع الأخرى.

 

فيما قد يكون التلعثم في البداية مرحلة مؤقتة ولكن مع الوقت وتوجيهات الأباء الخاطئة في التعامل مع الطفل المتلعثم قد يؤدي إلى إستمرار المشكلة، ومن هنا يمكن أنّ نستعرض مراحل التلعثم ونلقي نظرة سريعة على الطريقة التي صنف بها اثنين من الباحثين يتضمن هذه المراحل ما يلي:

 

  • عدم الطلاقة الطبيعيه ( من عام واحد إلى خمسة أو سته أعوام ).
  • لتهتهة الحدية (من عام واحد إلى خمسة او سته أعوام ).
  • بدايه التلعثم (من عامين إلى ثمانية أعوام ).
  • التلعثم متوسط الحدة ( من ستة أعوام إلى ثلاثة عشر عامًا).
  • التلعثم شديد الحدة ( من أربعة عشر عامًا فصاعدًا).

 

وللعلم، إن من عامين يكون التلعثم طبيعي ويختفي مع التعامل الصحيح مع الطفل من قبل الوالدين، وللحديث باقيه.

 

آيات عبد الحكيم
اخصائي تخاطب وصعوبات التعلم

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *