خطوة بخطوة.. العناد والتمرد بين الأطفال
العناد هو ظاهرة شائعة بين الأطفال وفيه لا ينفذ الطفل مايؤمر به من الكبار، ويصر على تصرف ما، وربما هو يعلم أنّ هذا التصرف خاطئًا وغير مرغوب فيه، وربما أيضًا يأخذ الطفل هذا السلوك للتعبير عن رفضه لرأي الآخرين أو لتحقيق هدف معين.
يتميز الطفل العنيد بالإصرار على ما يريد وعدم التنازل على ما يريد، ولكن هناك أيضًا بعض الأطفال يكون عنادهم مؤقتًا سرعان ما يزول.
وللعناد فترات للظهور، فنجد في المراحل العمرية المختلفة بعض الاختلافات في السلوك الذي يتميز بيه العناد، فمثلا لا يظهر العناد قبل سن الثانية أو الثالثة من العمر، ومع تطور الطفل العقلي والجسدي والنفسي والانفعال تظهر مراحل العناد الأولى وفيها يبدأ الطفل بالإحساس بالاستقلالية نتيجة لنمو تصوراته الذاتيه ورؤيته إنه الأفضل في أخذ القرارات والنظر إلى ما يفعل أنّه صحيح ولا يسبب أي ضرر لنفسه بعكس رؤيه الأم أنّه قد يؤزي نفسه إذا أصر على ما يريد، مما يجعله يعاود في المحاولة في تحقيق رغباته في صورة عناد وتحدي.
وفي سن الروضة 3 إلى 6، يظهر العناد كرد فعل طبيعي لنمو الطفل لأنّه في هذا السن لديه رغبه في تأكيد ذاته ورفضه لسيطرة الآخرين عليه، ومن هنا لا يهتم بما يقول أو يفعله الآخرين لأنه يكون لديه إحساس بقيمته الذاتيه، ويحاول إظهار قدراته الخاصه أمام الكبار.
أما في سن الثامنه، تبدأ مرحلة العناد الشديد والتحدي لأوامر ولتعليمات الكبار وهنا يتسم الأطفال في هذا السن بأنهم مجادلون للكبار ويغضبون ويتضاقيون من الآخرين بسهولة، وايضًا في هذه المرحلة يقوم بتحدي قواعد الكبار و اوامرهم ويتعمدون استفزاز الآخرين.
ولكن يمكن القول بأنه رغم أنّ اضطراب التمرد العنادي قد لا يبدأ مبكرًا في سن ثلاث سنوات إلا أنّه يبدأ عادةً من الثماني سنوات ولا يتأخر عن سن المراهقة لأن في هذه المرحلة يكون في أشد الحاجه إلى إثبات الذات والرغبه في اعتراف الآخرين بوجودة وأنت شخص له كيان وليس طفل.
ومن هنا يمكن أنّ نقول أنّه في المرحله الأولى تبدأ مؤاشرات الاستقلالية والرغبه في إظهار نفسه كشخص له رأي.
أما في المرحله الثانية وهي مرحلة المراهقة يأتي العناد كتعبير الانفصال عن الوالدين وتحمل المسؤولية في بعض الأحيان،
ونجد أيضًا أنّ يحدث مشدات بين الأطفال والآباء ويكون هناك نوع من التحدي والتمرد وهنا تمر الأسرة بفترة صعبة بسبب هذا النوع من العناد والتمرد على الآخرين ورفض الرأي الآخر أو رفض الأوامر وتنفيذ ما يرد اقتناعه أنّه الأفضل وأنّ كل ما يفعله صحيح.
بقلم| آيات عبد الحكيم