العيادة الطبية

انتفاخ الرئة.. أعراضه وأسبابه وعلاقته بكورونا وطرق الوقاية منه

ما هو انتفاخ الرئة وعلاجه

انتفاخ الرئة أو النفاخ الرئوي هو نوع من مرض الإنسداد الرئوي المزمنـ تفقد فيه أنسجة الرئة مرونتها وتتضرر الحويصلات الهوائية في الرئتين.

تتمدد الحويصلات بعد ذلك وتصبح هي والأكياس الهوائية أكبر في الرئتين، نتيجة لتلفها أو زيادة حجمها، مما يسبب سعال مزمن وصعوبة في التنفس.

علاج انتفاخ الرئة أو النفاخ الرئوي
انتفاخ الرئة

مرض النفاخ الرئوي

النفاخ الرئوي أو الانتفاخ الرئوي نوع من مرض الإنسداد الرئوي المزمن يتطور مع الزمن مما يضعف الجدران الداخلية للحويصلات الهوائية ويمزقها.

يسبب التمزق مساحات هوائية أكبر بدلاً من المساحات الصغيرة، ويقلل هذا من مساحة سطح الرئتين وكمية الأكسجين.

بالإضافة، أنه عند الزفير لا تعمل الحويصلات الهوائية التالفة بشكل صحيح ويتم حبس الهواء القديم، ولا يسمح بمرور هواء غني بالأكسجين.

حيث تتكسر جدران الأكياس الهوائية وتتدمر، وهذا يعني أن مساحة الرئتين أصغر لأخذ الأكسجين للدم وإزالة ثاني أكسيد الكربون.

عند حدوث ذلك سيعاني المريض بشكل دائم، ومن الصعب عمل الرئتين مرة أخرى كالسابق، ولكن هناك طرق للعلاج لتقليل حجم الضرر.

الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن نتيجة حتمية لمرضى انتفاخ الرئة فهما حالتان تشكلان الإنسداد الرئوي المزمن، سببهما الرئيسي التدخين.

يعد التدخين السبب الأكثر شيوعًا لانتفاخ الرئة، ولم يتوصل حتى الآن لعلاج، لكن الإقلاع عنه يساعد في التحسن ومنع التدهور.

أعراض انتفاخ الرئة

انتفاخ الرئة من الممكن أن يعاني منه المريض دون ملاحظة الأعراض، قد تبدأ الأعراض بضيق التنفس، وتشمل الأعراض الرئيسية لانتفاخ الرئة:

  • ضيق التنفس.
  • سعال مزمن ينتج مخاط.
  • أزيز وصوت صفير أو صرير عند التنفس.
  • ضيق وألم في الصدر.
  • تحول الشفاه أو الأظافر إلى اللون الأزرق أو الرمادي عند بذل أي مجهود بدني بسبب نقص الأكسجين.
  • شعور بالكسل والخمول وفقدان الطاقة وعدم الشعور أنك يقظ ذهنيًا.
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن.
  • الدخول في حالة اكتئاب.
  • مشاكل واضطرابات في النوم.
  • التهابات الرئة المتكررة.
  • الشعور بالصداع وبالأخص في وقت الصباح.

يجب الإعتبار أن انتفاخ الرئة ومرض الإنسداد الرئوي المزمن يتطور على مدى سنوات، وعادة تبدأ الأعراض بعد تضرر 50% من أنسجة الرئة.

أسباب انتفاخ الرئة

من الشائع أن انتفاخ الرئة والانسداد الرئوي المزمن ينتج عن التدخين، ولكن ليس من الضرورة أن يكون هو السبب الرئيسي.

هناك أسباب أخرى بالإضافة إلى التدخين المسبب الرئيسي ينتج عنها الإصابة بانتفاخ الرئة والإنسداد الرئوي المزمن، مثل:

  • التعرض للتدخين السلبي الذي يزيد من احتمالية الإصابة بـ نفاخ رئوي.
  • العوامل الوراثية يعد التاريخ العائلي سبب للإصابة به، وخاصة إذا كان هذا الشخص مدخنا.
  • نقص بروتين ألفا 1- أنتي تريبسين alpha-1 antitrypsin، وهو بروتين يعمل على منع كرات الدم البيضاء من إلحاق الضرر بأنسجة الجسم المختلفة.
  • السموم المستنشقة، حيث التعرض للمهيجات البيئية مثل التدخين السلبي، تلوث الهواء، وقود الكتلة الحيوية.

مضاعفات الإصابة بانتفاخ الرئة

يعتبر الأفراد الذين يعانون من انتفاخ الرئة أو النفاخ الرئوي أكثر عرضة للإصابة بأمراض أكثر خطورة:

  • رئة مصابة بالانهيار بالرغم أنه أمر غير شائع لكنه يمثل خطورة عند حدوثه، لأنه يمثل تهديدًا للحياة، نظرًا لتضرر وظيفة الرئتين.
  • مشاكل القلب يؤدي انتفاخ الرئة إلى زيادة الضغط في الشرايين التي تربط بين القلب والرئتين الذي يسبب حدوث حالة تعرف بالقلب الرئوي وفيها يتمدد قسم من القلب ويضعف.
  • الثقوب الكبيرة في الرئتين (الفقاعات) تظهر لدى بعض المصابين بانتفاخ الرئة فراغات في الرئتين تعرف بالفقاعات، قد يصل حجمها إلى نصف حجم الرئة مما يعمل على تقليل المساحة المتاحة لتمدد الرئة، قد تؤدي هذه الفقاعات إلى زيادة مخاطر الإصابة بانهيار رئوي.

انتفاخ الرئة وعلاقته بفيروس كورونا

أعلنت مؤسسة Emphysema Foundation الأمريكية عن قلقها بشأن كيفية تأثير فيروس كورونا على مرضى انتفاخ الرئة.

ونصحت أيضا مرضى الإنسداد الرئوي بالتعرف على أعراض فيروس كورونا، والتمييز بينها وبين الإنسداد الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة.

وطالبت المؤسسة أنه في حالة تشابه الأعراض أو ارتفاع حرارة الجسم، الإتصال بالطبيب المتخصص، مقدمة عدة نصائح وتدابير هي:

  • غسل اليدين بشكل متكرر وتشجيع الآخرين على فعل ذلك
  • تجنب الأشخاص المصابين بفيرس كورونا.
  • مسح وتطهير الأسطح دائما.
  • ارتداء الكمامة كغطاء للوجه في الأماكن العامة.
  • تجنب التواجد داخل التجمعات المزدحمة.
  •  الحفاظ على تناول الأدوية ما لا يقل عن 30 يومًا.
  • توفير الاحتياجات الضرورية المنزلية كالغذاء والأساسيات الأخرى.
  • التأكد من وجود خطط موضوعة للحفاظ على امدادات الأكسجين.

مراحل النفاخ الرئوي

حددت المبادرة العالمية لمرض الرئة الإنسدادي COPD، عدة مراحل يمر بها المريض يمكن للطبيب فيها استخدام اختبار التنفس لقياس سعة الرئة.

يتم ذلك بناء على فحص حجم الزفير القسري خلال ثانية واحدة FEV1، تساعد هذه المراحل في وصف الحالة.

وللعلم، لكنها لا تستطيع التنبؤ بالمدة التي من المحتمل أن يبقى فيها الشخص على قيد الحياة.

يمكن للأطباء إجراء اختبارات أخرى لمعرفة مدى خطورة الحالة، وتعتمد هذه المراحل على مجموعة من قيود تدفق الهواء والأعراض والتفاقم، تنقسم إلى:

  • المرحلة 1

وتعرف بِـ (انتفاخ الرئة الطفيف): والتي يكون فيها قيمة الـ FEV1 حوالي 80% من المعدل الطبيعي.

  • المرحلة 2

وتعرف بـ (انتفاخ الرئة المتوسط): والتي يكون فيها قيمة الـ FEV1 حوالي 50 – 80 % من المعدل الطبيعي.

  • المرحلة 3

وتعرف بـ (انتفاخ الرئة الشديد): والتي يكون فيها قيمة الـ FEV1 حوالي 30 – 50 % من المعدل الطبيعي.

  • المرحلة 4

وتعرف بـ (انتفاخ الرئة الشديد جدا): وتكون قيمة الـ FEV1 أقل من المرحلة 3، أومتساوية معها، ولكن مع انخفاض مستوى الأكسجين في الدم.

أنواع وأشكال النفاخ الرئوي

تم تصنيف انتفاخ الرئتين إلى أنواع، وذلك اعتمادا على الجزء المصاب منهم، وتوضح الأشعة المقطعية النوع الموجود، وأشكال انتفاخ الرئة هي:

  • انتفاخ الرئة المركزي (Centrilobular Emphysema)

يؤثر بشكل رئيسي على الفصوص العلوية من الرئتين، ويعد النوع الأكثر شيوعاً عند المدخنين.

  • انتفاخ الرئة الباراسيبتال (Paraseptal Emphysema)

يؤثر انتفاخ الرئة الباراسيبتال على المناطق الطرفية من الرئة كالجنبة (Pleura).

  • انتفاخ الرئة البانلوبلر (Panlobular Emphysema)

يؤثر انتفاخ البانلوبلر على كل من الفصوص العلوية والمناطق الطرفية.

تشخيص المرض

عند التشخيص سيُجري الطبيب فحصًا جسديًا ويسأل عن الأعراض والعادات والأنشطة والتاريخ الطبي، وربما يطلب اجراء اختبارات للتأكد من الإصابة.

إذا لم يدخن الشخص من قبل ولكن يبدو أنه مصاب بانتفاخ الرئة، عندها سيقترح الطبيب اختبار نقص ألفا -1 أنتيتريبسين، واختبارات وظائف الرئة.

يتم قياس قدرة الرئتين على تبادل الغازات التنفسية حتى يستطيع الطبيب تأكيد تشخيص انتفاخ الرئة ومراقبة تطور المرض وتقييم الاستجابة للعلاج.

يعتبر قياس التنفس هو أحد أنواع اختبارات وظائف الرئة الذي يُقيم انسداد تدفق الهواء عن طريق قياس FEV.

في هذا الإختبار ينفخ الشخص بأسرع ما يمكن في أنبوب، والأنبوب متصل بآلة تقيس حجم وسرعة الهواء المنفجر، لتحديد FEV1 مراحل انتفاخ الرئة.

هناك اختبارات أخرى تشمل، الأشعة السينية والمقطعية للرئتين، وتحليل غازات الدم الشرياني لتقييم تبادل الأكسجين ومستويات ثاني أكسيد الكربون.

أدوية علاج انتفاخ الرئة

لا يوجد علاج انتفاخ الرئة (النفاخ الرئوي)، ولكن الإرشادات التالية تقلل الأعراض وتمنع المضاعفات، منها العلاج بالأكسجين، بالاضافة:

العلاجات الدوائية مثل، موسعات الشعب الهوائية المستنشقة، والتي تساعد في تخفيف الأعراض عن طريق فتح مجرى الهواء لتيسير التنفس.

يمكن للخيارات التالية تحسين وظائف الرئة، وتتم بإستخدام جهاز الإستنشاق الذي يوصل موسعات الشعب الهوائية التالية:

ناهضات بيتا

تعمل على إرخاء العضلات الملساء في الشعب الهوائية وتزيل المخاط، ومضادات الكولين أو مضادات المسكارين مثل ألبوتيرول (فينتولين).

وتعمل على إرخاء العضلات الملساء للشعب الهوائية الستيرويدات المستنشقة مثل فلوتيكاسون والتي تساعد في تقليل الالتهاب.

هناك أدوية قصيرة المفعول وأخرى طويلة المفعول، مع إمكانية الجمع بينها، فقد يتغير العلاج أيضًا بمرور الوقت ومع تقدم الحالة.

علاجات نمط الحياة

يوجد طرق أخرى من أشكال العلاج تمكن المرضى من السيطرة على أعراضهم، وتبطء تقدم انتفاخ الرئة مثل:

ضرورة الإقلاع عن التدخين وتجنب ملوثات الهواء بقدر الإمكان، وممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي.

بالإضافة، شرب الماء لتخفيف المخاط والحفاظ على الشعب الهوائية مفتوحة التنفس عن طريق الأنف في الطقس البارد أو استخدام غطاء للوجه لمنع الهواء البارد.

بالإضافة، ممارسة أنواع التنفس مثل تنفس البطن وضغط الشفة والتنفس العميق، وإعادة التأهيل الرئوي وهو برنامج يوفر التعرف على الحالة.

من الممكن أن لا يؤدي إجراء هذه التغييرات لتغيير مسار عام للحالة، ولكن يساعد في إدارة الأعراض وتحسين القدرة على ممارسة الرياضة.

يجب على المرضى التأكد من تلقيهم الرعاية الصحية بانتظام، بالإضافة للتطعيمات الروتينية، ولقاحات الأنفلونزا والإلتهاب الرئوي بالأوكسجين.

الجراحة

قد يلجا المرضى بإنتفاخ الرئة الشديد للخضوع لعملية جراحية لإزالة أنسجة الرئة التالفة وتقليل المساحات الكبيرة التي تتطور في الرئتين.

من الممكن زرع إحدى الرئتين أو كلتيهما لتحسين الحياة إلى حد ما، لكن هناك إحتمالية لمخاطر الإصابة مرة أخرى.

علاج التفاقم

تساعد خيارات العلاج الأخرى أثناء النوبة الجلدية التي تنتج عن انتفاخ الرئة أو النفاخ الرئوي أو إذا ظهرت مضاعفات أخرى وتشمل الخيارات:

  • إمكانية العلاج بالأكسجين لتخفيف الأعراض المتفاقمة.
  • استخدام المضادات الحيوية لعلاج عدوى بكتيرية.
  • تناول أدوية كورتيكوستيرويد لتقليل الالتهاب.
  • تناول أدوية أخرى لتخفيف السعال الحاد والألم.

طرق الوقاية

من وسائل الوقاية تجنب التدخين والإقلاع عنه، وهي أفضل طريقة لمنع تطور انتفاخ الرئة أو تفاقمها، لعل من أبرز طرق الوقاية هي:

  • تناول نظام غذائي صحي الحفاظ على وزن ثانب ومناسب.
  • تجنب التواجد فى الاماكن التى بها تلوث الهواء.
  • اتخاذ الخطوات الاحترازية لمنع العدوى مثل تلقي التطعيمات الروتينية.

العيادة الطبية بوابة القاهرة

إنتفاخ الرئة ضررًا لا يمكن إصلاحه في الرئتين، ويهدد الحياة، أكثر المصابون هم المدخنون، وهذا لا يمنع عدم إصابة غير المدخنين.

دائما وأبدًا الكشف والعلاج المبكر لأي حالة مرضية، يعزز من صحة المريض ويجنبه حدوث المضاعفات، بما يحقق نسبة عالية في الشفاء.

عزيزي دائما الوقاية خير من العلاج، فأحرص على اتباعها، بالإضافة إلى تحسين الحالة النفسية والمزاجية فهي أفضل طرق العلاج.

ولا يسعنا كـ”بوابة القاهرة” إلا أن نكون ناصحين لجميع الأشخاص مدخنون أو غير مدخنون في ضرورة إتخاذ التدابير اللازمة.

كما ننصحك بإتباع طرق الوقاية السليمة حرصًا منًا وخوفًا على سلامتكم، نسأل الله أن يكتب لنا السلامة جميعًا.

كتبه| جهاد رمزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *