ما هي المضادات الحيوية.. ونصائح من أجل استعمال آمن
نستعرض في هذا المقال ما هي المضادات الحيوية والنتائج المترتبة على سوء استخدامها ونصائح هامة من أجل استعمال آمن.
نتردد كثيرًا على الأطباء لعلاج الأمراض المختلفة؛ وتكاد لا تخلو وصفة طبية من نوع من المضادات الحيوية وأحيانا أكثر.
ليس هناك مشكلة من استخدام المضادات الحيوية، طالما تُستخدم بالطريقة السليمة من قِبل الطبيب المختص.
لكن تكمن المشكلة في سوء استخدام المضادات التي تؤدي إلى تحور البكتيريا فتظهر سلالات جديدة أشد فتكا ومقاومة للمضاد الحيوي.
يؤسفني القول بأن العالم الآن على حافة كارثة مرعبة بكل المقاييس بسبب سوء استخدام المضادات الحيوية.
أدى سوء الاستخدام إلى ظهور مقاومة البكتيريا لكل المضادات الحيوية تقريبا؛ الأمر الذي يدعو للهلع، فانتشار ميكروب دون القدرة على مواجهته يؤدي إلى وباء عالمي.
لذا نقدم إليكم مقالا في غاية الأهمية سنتحدث فيه عن المضاد الحيوي والنتائج المترتبة على سوء الاستخدام، وبعض النصائح التي يجب اتباعها لتجنب مشاكل سوء استخدام المضادات.
ما هي المضادات الحيوية
المضادات الحيوية هي أدوية ذات مصدر طبيعي كالبنسيللين، أو صناعي، أو مختلط بين الطبيعي والصناعي.
تُستخدم المضادات لوقف العدوى بالجراثيم عن طريق قتلها أو وقف نموها وتكاثرها؛ سواء كانت فيروسات أو بكتيريا أو فطريات.
لكن شاع استخدام مصطلح المضاد الحيوي على الأدوية التي تقتل البكتيريا بشكل خاص.
قبل اكتشاف المضادات تعددت حالات الوفاة بأبسط عدوى بكتيرية، وكذلك كان إجراء العمليات الجراحية يحمل خطورة كبيرة للإصابة بعدوى أثناء إجراء العملية.
بعد أن أكتشف العالم ما هي المضادات الحيوية أصبح من السهل السيطرة على الكثير من العدوى، وصار إجراء العمليات الجراحية أكثر أمانا.
تعرف على| ما هي الأمراض غير السارية المزمنة
سوء استخدام المضادات الحيوية
يجهل الكثير ما هي المضادات الحيوية لذلك يسئ استخدامها يجب أولا معرفة أن المضادات نوعان إما واسعة المجال تغطي شريحة كبيرة من البكتيريا، أو ضيقة المجال تغطي أنواع بسيطة من البكتيريا.
ربما يشترك المضاد الحيوي الواحد في قتل عدة أنواع من البكتيريا، لكن يظهر الاختلاف في الجرعة ومدة الاستخدام تبعا لنوع البكتيريا المستهدفة.
إذا حدث اختلال في التوازن بين مدة تناول الدواء وجرعته فهنا تظهر مشكلة سوء استخدام المضادات الحيوية.
المضاد الحيوي سلاح فتاك يُستخدم لمحاربة البكتيريا، والحرب خدعة؛ فإذا اطًلع العدو على تفاصيل السلاح استطاع المقاومة وإبطال مفعول السلاح بسهولة.
يحدث ذلك إذا تم تناول المضاد الحيوي بجرعة قليلة عن الموصوف، أو بصورة مفرطة دون الحاجة إليه.
تعد مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي التي انتشرت بصورة مخيفة وحذرت منه منظمة الصحة العالمية أهم نتائج سوء استخدام المضادات الحيوية.
أصبح الأمر مرعبا، فربما يصاب الشخص بنوع بسيط من البكتيريا ويتناول أنواع مختلفة من المضادات الحيوية لكن دون جدوى.
يؤدي ذلك إلى تكاثر البكتيريا ومهاجمتها للجسم بشكل مكثف، فتنجم عنه مضاعفات قد تودي بالحياة.
مظاهر سوء استخدام المضادات الحيوية
نستعرض في التالي مظاهر سوء استخدامها:
- استخدام المضاد الحيوي دون الحاجة إليه
قد يستخدم المضاد الحيوي في حالة لا تستدعي استخدامه إما بسبب تشخيص خاطيء، أو استشارة غير المختصين؛ مما يؤدي إلى العدوى الإضافية (superinfection).
- استخدامها بجرعة أقل
إن استخدام الدواء بجرعة أقل من الجرعة اللازمة يؤدي إلى أمرين؛ أولهما عدم شفاء المريض، والثاني مقاومة البكتيريا لهذا الدواء.
المضاد الحيوي -كما قلنا- سلاح قوي لا يجب إظهاره للعدو وإلا أُبطل مفعوله، وهذا من أهم مظاهر سوء الاستخدام.
- استخدام المضاد بجرعة أعلى
هذا شأنه شأن باقي الأدوية قد يؤدي إلى ظهور أعراض جانبية غير مرغوبة تختلف باختلاف نوع المضاد الحيوي.
- استخدام المضاد بالجرعة المناسبة لكن لفترة أقل
يؤدي استخدام المضاد الحيوي بالجرعة المناسبة لكن لفترة أقل من الفترة المطلوبة للعلاج إلى مقاومة البكتيريا للمضاد فيصبح غير فعال.
- استخدام مضاد حيوي لعلاج عدوى بكتيرية لا يغطيها
فخطأ التشخيص لنوع البكتيريا يؤدي إلى وصف علاج خاطيء، وبالتالي عدم الشفاء من المرض، والتعرض لآثار جانبية.
- الاستخدام في سن غير السن المناسب لاستخدامه
استخدام المضاد الحيوي في سن غير السن المناسب لاستخدامه كاستخدام السيبروفلوكساسين لسن أقل من 18 عاما فيؤثر بالسلب على نمو المفاصل.
أمثلة على سوء الاستخدام
استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية كالبرد، والأنفلونزا؛ والتي عادة ما تنتهي أعراضها بعد عدة أيام من تلقاء نفسها؛ فلا يصح استخدامه في هذه الحالة فقد يؤدي للعدوى الإضافية (superinfection)، ومهاجمة المضاد للبكتيريا النافعة الموجودة بالجسم مما يجعله عرضة لمشاكل أخرى.
- استخدامه عن طريق الفم للأطفال المصابين بعدوى في الأذن؛ فالأفضل استخدامه كنقاط بالأذن إلا إذا وصف الطبيب خلاف ذلك.
- استخدام المضاد الحيوي لعلاج الإكزيما؛ فهو ليس عدوى بكتيرية.
- استخدامه لعلاج التهاب الملتحمة الفيروسي.
نصائح العيادة الطبية
- لا تستخدمها بجرعة أقل من الموصوف، أو دون الحاجة لتجنب مقاومة البكتيريا.
- زيارة الطبيب المختص في حالة الإصابة بعدوى لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.
- استشر الصيدلي إذا تعثرت في فهم كيفية استخدام الدواء أو جرعته والمدة المطلوبة.
- تأكد من الصيدلي أن المضاد الموصوف مناسب لعمرك، وأنك لا تعاني من حساسية تجاهه.
- يجب معرفة الجرعة السليمة للمضاد.
- ارتفاع درجة الحرارة عرَض وليس مرض؛ وعلاجها خافض للحرارة وليس مضادا حيويا إلا في حالة الإصابة البكتيرية.
- الاعتناء بالنظافة الشخصية كغسل اليدين، وعدم استخدام الأدوات الشخصية للآخرين.
- يُنصح بأخذ الأمصال الموسمية المضادة للعدوى البكتيرية والفيروسية بصفة دورية.
- لا تتناول المضاد الحيوي الموصوف لشخص آخر.
بقلم| الدكتور محمود المغربي