المشرف العام على المتحف المصري لـ”بوابة القاهرة”: الجايكا لا تتدخل في شؤون المتحف
من المتعارف عليه أن المتحف المصري الكبير سيكون من أهم نوافذ مصر على العالم خاصةً في ظل اهتمام العالم بالآثار المصرية، والذي لن يكون مجرد متحف لعرض قطع أثرية فقط، بل هو صرح علمي بحثي يمد الجميع إقليميًا وعالميًا بشتئ أنواع العلم المختص بالتراث والآثار، ولهذا كان لـ”بوابة القاهرة”، لقاء مع الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري.
هل “الجايكا” تتدخل في شؤون المتحف المصري الكبير؟
إن اليابان من خلال “الجايكا”، قدمت لمشروع المتحف 2 قرض، الأول كان بقيمة 300 مليون دولار، والثاني 450 مليون دولار.
بالإضافة إلى مجموعة من المنح لتدريب العاملين في الترميم والتغليف في اليابان، ومن هنا يوجد خبراء من الجايكا للمعاونة في تدريب المرممين، والمتخصصين في التغليف.
وهذا هو دور الجانب الياباني في المشروع، ورغم ذلك لا يوجد للجايكا أي تتدخل ولو حتى بكلمة في شؤون المتحف والعاملين به، والتدريب والمنح المقدمة منهم يتم من خلال التعاون ما بين إدارة المتحف وممثلي الجايكا في المشروع.
لماذا لم يتم الإستعانة بالمدارس الأوروبية في المتاحف.
اليابان بادرت بتقديم منح مجانية، وهذه المنح لن تكلف الدولة إي أعباء مالية للإستعانة بخبراء، وحتى هذه اللحظه لم يقدم لنا أي عرض أو منح مجانية من دول أخرى غير اليابان.
ماذا عن اختيار القطع الآثرية للمتحف؟
كان هناك قبل نهاية عام 2014، بعض التداخل في اختيار القطع، وفي نهاية هذا العام، تم تحديد هاوية كل من المتاحف الثلاث، المتحف الكبير ومتحف الحضارة والمتحف المصري بالتحرير، وعلى أساس هاوية كل متحف تم تقسيم القطع.
ومنذ ذلك التوقيف لم يعد هناك أي تتداخل أو تنافس بيننا، وأصبح هناك فكر تكاملي للمتاحف، على أساس أن متحف الحضارة منوط بعرض المنجزات الحضارية على مدار التاريخ المصري كله.
وتعد درة هذا المتحف الممياوات الملكية على أساس أن التحنيط من الإسهامات الحضارية الكبيرة لمصر، أما متحف التحرير هو المتحف الذي يعرض روائع وتطور الفن المصري القديم وبعض المجموعات الصغيرة المتكاملة للقطع الأثرية.
ويعرض المتحف الكبير ثلاث موضوعات رئيسة وهي العلاقه بين الشعب والملك على مدار خمسة آلاف عام، والبحث عن الابدايه وهو الفكر الديني للمصري القديم.
حيث أن 80% من الآثار يدور في فكرة الديانة والبعث والأحياء عند المصري القديم، كل ذلك تم شرحه من خلال 50 ألف قطعه في المتحف المصري الكبير، وحاليًا كل متحف من المتاحف حاصل على القطع التي تخدم الهاوية الخاصة.
أما متحف الحضارة له القطع الأثرية التي تخدم هاويته وبهذا يكون المتحف الكبير منفرد ومتميز لمجموعة الملك توت عنخ آمون التي سوف تعرض لأول مرة كاملة، ولهذا كل متحف من المتاحف الثلاث له عناصر الجاذبية الخاصه به.
وعن العرض الداخلي؛ قال: ليس هناك أي معوقات، والتجهيز الداخلي تم الإستعانة به بالخبرات الأجنبية في تصميم العرض المتحفي، والفكر كان فكر مصري، أما تصميم العرض تم الإستعانة بشركة عالمية.
أما فاترين العرض الخاص بالملك توت عنخ آمون، نظرًا لأنها مواد حساسة، ومعظمها مواد عضوية تم اتخاذ قرار أنّ تكون الفاترين مستوردة من الخارج من أجل المحافظة على هذه الكنوز للأجيال القادمة.
وبالتالي يوجد اهتمام كبير بهذا المتحف ليخرج بشكل لائق عالميًا، لأنه سيكون أحد نوافذ مصر على العالم، أما المعوقات الفنية يتم التعامل معها والنظر فيها بدقة لإيجاد الحلول واتخاذ الإجراء المناسب في أي إشكالية، وخاصةً ما يتعلق بتأمين الآثار لأنّه العنصر الأساسي، ولهذا نستغرق كل هذا الوقت.
وسوف توجد إمكانيات مرتبطة بالتطبيقات الإلكترونية، ولكن بحيث لا تغطي تقنية هذه الوسائل على الأثر بل ستكون ساندة له، لأنه يوجد في بعض المتاحف العالمية وخاصة بعض دول آسيا كثرة استخدام التكنولوجيا الحديثة.
وأصبح ذلك يغطي على الأثر، وبالتالي تم مراعاة أن يوجد توزان بين هذه الوسائل والأثر، وعن الإستعانة بالكوادر البشرية قال: نظرًا لكبر المتحف المصري الكبير لأبد أن يظل هناك استخدام للمرشد السياحي الذي يأخذ الزائر إلى نقاط الجذب الأساسية طبقًا للوقت المتاح له.
وعن تولي رئيس الجمهورية هذا المنصب، قال: هذا تشريف من الرئيس لهذا المشروع، بأن يكون هو على رأس مجلس الأمناء بالمتحف، وهى رسالة للعالم بمدى اهتمام مصر بتراثها وآثارها.
وأن القيادة السياسية للدولة تولى الآثار والتراث الإهتمام والأولوية، بالإضافه إلى إنها رسالة قوية للعالم وذلك بأن الآثار جزء هام من التراث الإنساني.
ومصر تعي تمامًا هذا التراث، لهذا هي رسالة أمان وطمأنينة إلى العالم ومدى اهتمام مصر بالموروث الحضاري الكبير الموجود على أرضها.
كتبه| سلمى حسن