كايرو جيت لايت

القراءة الإلكترونية والورقية بين مؤيد ومعارض وذكريات حائرة

القراءة الإلكترونية مصطلح جديد  ظهر مؤخرًا في ظل التطور الإلكتروني الذي يشهده العالم، وهي قراءة تجرى عن طريق الأجهزة الإلكترونية المتصلة بشبكة الإنترنت، كالهاتف أو الحاسوب أو التابلت، أما القراءة الورقية هي التي تجرى عن طريق الكتب الورقية.

إيجابيات القراءة الإلكترونية

سهولة إستخدام القراءة الإلكترونية. جعلت الجميع يقبل عليها، فاليوم لا يخلو بيت من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وخاصة الفئات التعليمية.

حيث أصبحت الكتب الإلكترونية عاملاً كبيرًا في جذب الطفل إلى القراءة. لما توفره من صور متحركة ومقاطع صوتية وتأثيرات موسيقية، تُسهم في شد انتباه الأطفال إليها.

ساهمت هذه الإيجابيات في تطوير لغة الطفل ورفع مستوى ذكائه، عن طريق الإستماع. بجانب ذلك توفير القواميس التي تساعدهم في إستيعاب الكلمات الغامضة.

لذلك، فإن الكتب الإلكترونية قد تكون ذات النصيب الأوفر لمن يبدأ خطواته الأولى في القراءة مثل الأطفال وخاصة أصحاب الهمم.

إقرأ المزيد| كيفية التعامل مع الطفل حديث الولادة

سلبيات القراءة الإلكترونية

الكتب الإلكترونية رغم إيجابيتها لكنها تحمل جانبًا مظلمًا آخر. حيث أنها لا تناسب جميع الفئات العمرية، فلا يمكن استخدامها للأطفال أقل من عامين.

إن الأطفال أقل من عامين غير مسموح لهم بالتعرض لجميع أنواع الشاشات الإلكترونية. لما لها من تأثير ضار على صحتهم النفسية والجسدية.

كما يحتاج الكتاب الإلكتروني إلى المراقبة الأبوية. حيث تعرض الأطفال لأشياء سيئة تؤذي عقولهم وتفسد فكرهم.

كما تحمل ايضا آثارًا جسدية للأطفال والكبار. مثل، الآلام الرقبة والكتف والصداع، بسبب الوضعيات الخاطئة أمام الحاسوب، بالإضافة إلى ذلك مشاكل النظر.

ومن السلبيات التي تجعل القراءة الإلكترونية ليست الخيار الأول في الدراسة. قد تسبب تشتيتًا للطفل لما تحتويه على الصور والرسوم المتحركة والأصوات، والإعلانات.

لماذا قراءة الكتب الورقية افضل من الالكترونية ؟

على عكس الكتب الورقية، فصورة الورق أكثر إحتفاظًا في الذاكرة، فيكون تذكر المعلومة سهلاً، وهذا آخر ما توصل إليه بحث أمريكي على مجموعتين من الأطفال.

في المجموعة الأولى، تم استخدام  التابلت في الدراسة، أما المجموعة الثانية إعتمدت على الكتاب الورقي فقط، وكانت النتيجة غير متوقعة.

كشفت النتيجه أن الأطفال الذين يعتمدون على الكتاب الورقي استطاعوا تذكر المعلومة وتحديد مكانها وكانوا أكثر احتفاظاً بها لمده أطول، مقارنة بالأطفال الذين يتعمدون على الكتاب الإلكتروني.

قد يهمك| كاريكاتير اليوم: اية الكتب اللى بتعجبك.. الكتب الرخيصة

ذكريات الكتاب الورقي

متى نعود للبداية، كل الأشياء تأخذنا للعودة لأول نقطة، الكتاب الورقي، فعندما نتحدث عنه، يأخذنا الحنين إلى تاريخه الممتد منذ الآلاف السنين.

لا تخلو طفولة أحد من ذكرى له مع كتاب أو قصة ورقية، وهذا أكثر ما يميزها عن القراءة الإلكترونية إن الرابط التي صنعته الكتب الورقية في عقولنا لا يُنسى أبداً.

من لم يتذكر، كيف كانت تروى له أمه قصة قبل النوم، كنت أنتظر لحظه النوم لأجل سماع قصة جديدة، التي كان يشتريها لي أبي في نهاية كل أسبوع.

أتذكر ايضًا، كيف كنا نلتف حول جدي ليقص علينا قصص الحيوان والسلف الصالح، ونجتمع نحن الأطفال حول الكتاب لنشاهد  الصور ونحاول استهجاء بعض الكلمات، كان مسموحاً لنا بالسهر فقط في العطلة لنستمع إلى قصص جدي.

كنت أنتظر تلك اللحظات بفارغ الصبر، كانت لحظات لا تخلو من السعادة، إنها الماضي الجميل، لم تكن تشغلنا الهواتف أو الحواسيب بهذا القدر كما هو الآن، كانت الأمسيات الاجتماعية هي أكثر ما يشغل بالنا.

كتابي صديقي

كنت من أولئك المُولعون بالقراءة في صغرهم لا أقصد القراءة الإلكترونية أخصص لها وقتًا كي أستمتع بها وكأنها مكافئة لنفسي عن الدراسة.

أحافظ على كتبي بشدة، وأكره أن تنثني ورقة أو يُلقى كتابي بعنف على الطاولة، أو يُكتب فيه بالقلم دون داعٍ، أن تُقطع ورقة من الكتاب تعد جريمة نكراء.

إننا يجب أن نعامل الكتب كالأشخاص. نعم، لو أمعنت النظر معي لوجدت أن كل كتاب يحمل فكرة وهدف لكاتبه. هو شخص يتحدث إليك، وصديق يحتضن وحدتك.

ثم أن رائحه الورق التي تعتاد عليها بعد القراءة تسكن قلبك كرائحة مميزة لصديق محب. تلك العلامة التي تضعها عند الكلمات المميزة التي تحمل رابطًا لك تتذكره كلما فتحت الكتاب.

مع ذلك دفء صفحات الكتاب الورقي تأخذك إلى طفولتك الحانية. الحماس الذي يأخذك لتبدأ الصفحة الأولى فتكمل حتى يغلبك النعاس إلى عالم الخيال.

لطالما كان الكتاب صديقًا مخلصًا لكل من اختاره. حينما كنت أسير وحيدًا لا يرافقني إلا كتابًا أحمله بين يدي، أطبق عليه بشدة كي لا أشعر بملل الطريق.

أهمية الكتاب

كلما شعرت بالوحدة استأنفت القراءة، لم يخذلني يومًا. حيث كان صديقي حينما لا يوجد أحد، صديقي في كل الأوقات.

حيث لم أجد صديقًا كأثر وفاء منه لي. وهنا أتذكر قول أمير الشعراء حينما أثنى على الكتاب. قائلًا: (ملت للكتب وودعت الصحابا – لم أجد لي وافياً إلا الكتابا).

كلما أخذت إحدى كتبي القديمة لأقرأها، أشعر بحنين قوي لطفولتي، ومكتبة مدرستي. التي كنت كثيرًا ما أرتادها لإستعارة الكتب.

أتذكر كل ما سلف، وأقف حائرة أمام أجيال القراءة الإلكترونية واتساءل فهل سيحملون ايضا ذكريات طيبة. مع ذلك فنحن جمعتنا الكتب وكانت الذكرى العذبة ما زالت في ذاكرتنا حتى الآن.

كتبه| لميس جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *