الفيس بوك أخطر من الإدمان
لا تستغرب من ذلك فهذه هي الحقيقة في تلك الأيام لأن الفيس بوك أخطر من الإدمان وأصبح يتحكم في حياتنا وجعلنا شبه مُدمنين عليه فأصبح كل شخص يجلس عليه مدد زمنية كبيرة.
الأخطر من ذلك فقد يتحول الموضوع من إدمان إلى موضوع أكبر من ذلك. من خلال التحكم في العقول وغسيلها وتوجيهها نحو أشياء معينة.
الفيس بوك أخطر من الإدمان
الدليل على ذلك فقد أصبح الفيس بوك جزء من حياتنا وأصبح هو مصدر المعلومات التي نحصل منها. وللأسف معظمها غير موثقة لأنها تعتمد على المشاركة دون التأكد من صحة الخبر. على عكس وسائل الإعلام الرسمية وذات السمعة الطيبة في نشر أخبارها وموضوعاتها.
أصبح الفيس بوك يمثل نظام حياة، بل أصبح مثل المواد المخدرة الذي يجري في الدم فهو مثل الإدمان ولكن إدمان من نوع آخر.
الشخص أصبح الآن فور استيقاظه وقبل أن يتناول طعامه يتناول وجبة الفيس بوك. وبناءاً على المعلومات والموضوعات الذي يقرئها يتم تحديد مزاجه اليومي. إما أن يكون في مزاج عالي ويشعر بسعادة اليوم أو العكس من ذلك.
أعلم جيدًا أنه أصبح لغة العصر وأصبح يجمع كل المعلومات التي يحتاج إليها الشخص في مكان واحد دون التنقل بين المواقع.
لكن على الرغم من ذلك فأن معظمنا لم يستفاد من تلك التكنولوجيا بالشكل الأمثل. والذي يحقق المنفعة الخاصة والمنفعة العامة للفرد والمجتمع.
تريند فيسبوك
ولخطورة وتوغل فيسبوك في حياتنا أصبح يُمثل غسيل مٌخ للعديد من الأشخاص. فأنتشرت بعض الصفحات والجروبات التي من شأنها التأثير على الرأي العام.
بالتالي تستطيع أن تتحكم في القرارات لأن الفيس بوك أصبح مصدر قلق ومتابعة من الحكومات، والأخطر من ذلك فهو المحرك الرئيسي لاتخاذ بعض القرارات.
لذلك يجب علينا ألا نجعله وسيلة وغاية وإدمان حتى لا نعطي الفرصة لأي شخص يتحكم فينا. فقد يكون من يعرض تلك المعلومات ليس لديهم ضمير فبعضهم باع نفسه لمن يدفع أكثر فيجب علينا من اليوم أن نخصص وقت للقراءة والمعرفة والثقافة.
كما يجب علينا ألا نتداول الخبر دون التأكد منه من خلال مصادر موثوق منها. وفي حالة اكتشافنا أن هناك بعض الصفحات والجروبات الغير موثوق فيها. فيجب أن نقاطعها وألا تكون مصدر معلومات لنا وأن ننتقي معلوماتنا من مواقع الأخبار المعتمدة عربيًا وعالميًا.
كم شخص فينا أقتنى كتاب أو قرأ كتابًا كاملا في تلك الأيام، وأكبر دليل على إننا نتجه إلى حافة الهاوية. فأنظروا إلى الموضوعات المثارة حاليًا وحجم المتابعات والمشاركات لموضوعات تافهة وحققت تريندات بلا أي قيمة.
وللأسف ينجرف إليها الكثير ومن خلال تلك المشاركات أصبح أصحابها مؤثرين على الفيس بوك، على الرغم من عدم وجود ثقافة أو معرفة لديهم.
لو لاحظنا بصورة أعمق دون أن نضع رؤوسنا في الرمال فنجد أن الكثير من تلك الصفحات تحتوي على إيحاءات جنسية وكلام بصورة مقززة.
ورغم ذلك يقبل الكثير عليه في بداية الأمر من خلال الضحك وبعد مرور فترة زمنية يتحول الموضوع الى شيئًا مهما في حياته.
السبب في انتشار البرامج والجروبات والصفحات هذه وانتشارها هو عدم وجود البديل المؤثر لدى طبقات الشباب.
حتى البرامج الدينية أصبحت تناقش قضايا فرعية وتنجرف نحو أمور معينة ولو نظرنا إلى القضايا المثارة حاليًا. فهي قضية اللحية والشارب والجلباب القصير والطلاق الشفهي أو الطلاق التحريري والنقاب والحجاب.
طور نفسك
يجب أن يرتقي الشخص الداعي في حواره ولا يعتمد على الحفظ والتلقين لأنه أصبح يخاطب عقول قرأت وتستطيع أن تحصل على المعلومات من كل اتجاه.
يجب أن يطور من نفسه ويتلاءم في لغة الحوار والعرض مع طبيعة تلك العقول حتى يستطيع أن يصل إليها ويحتويها من الضياع.
كما يجب علينا أن نتحدث بأسلوب مهذب دون المساس لأي فئة أخرى، ونعلم أن (الدين لله والوطن للجميع) فليس بعنفك وأسلوب الشدة تستطيع أن تقنع الآخرين بما تريد.
ولأنك حافظ وناقل فقط فتقوم بنقل كلام لست فاهمه ومن خلال هذا الكلام تحدث الفتن. وهذا ما لجأ إليه الإرهاب في تفسير بعض الأحاديث غلط أو تلفيق بالكذب أحاديث غير صحيحة. حتى تكون مصدر لغسيل عقول الشباب والقيام بعمليات إرهابية.
حافظ على الوقت
يجب ألا نضيع وقتنا يوميًا في أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع. الوقت مهم وربما يغير أشياء كثيرة في حياتنا ولنتعاهد على أن يكون لدينا هدف نحققه.
أين غذاء العقول من الثقافة والقراءة والإطلاع فالحياة ليست فيس بوك فقط لكي نتركه يقتل وقتنا ونتلذذ بهذا القتل ونستسلم له.
نحن نملك جيل من الشباب قادر على تحطيم الصعاب ولكن لو فكرنا وعدلنا من نمط حياتنا وعدم الكسل أو الاستسلام للأمر الواقع.
لو خصص الشخص نصف ساعة فقط في اليوم لكي ينجز موضوع معين مثل حفظ عشر كلمات إنجليزي أو قراءة خمس صفحات قرآن.
بالإضافة إلى ذلك ممارسة الرياضة والمشي يوميًا أو قرأ في كتاب. أو أخذ عهد على نفسه بعدم مشاركة خبر دون التأكد منه والجميع فعل ذلك فسوف تتغير حياتنا إلى الأفضل.
يجب عليك من اليوم ألا تعطي لنفسك مبررات أو أسباب أو أشياء تقف أمامك فأنت قرر أن تبدأ وسوف تحقق ما تريد.
فكفانا ضياع وإهدار للوقت كل يوم وعدم وجود هدف في حياتنا نسعى إلى تحقيقه وأن نستفاد من ثورة المعلومات والتكنولوجيا. لكي تساعدنا على النجاح والتقدم في حياتنا بدلًا من أن تقتل عقولنا وأوقاتنا.
كما يجب علينا جميعًا أن نعلم إننا نستطيع أن يكون لنا معنى وهدف أو نعيش بلا معنى أو هدف. الأمر متوقف علينا وعلى طريقة تفكيرنا وقدرتنا على التغيير وأن نتعلم كيف نقضي وقتنا في أشياء مفيدة وليست مهدرة للوقت.
بقلم| الدكتور عماد عبد الحي الأطير
دكتوراة في المحاسبة وإدارة الأعمال من بريطانيا