مقالات وآراء

الطائرة الورقية.. الرجل المصري عندما يتعدى الحدود ويسافر بلا قيود

عندما تتطلع إلى سماوات مصر ستجدها وقد امتلأت بكرنفال من الطائرات الورقية، جميع الأشكال والألوان موصولة بخيط رفيع يربط بينها وبين فرد يطير من السعادة عند كل رفرفة في جناحات هذه الطائرة الورقية، فما الذي أدى إلى انتشار هذه الظاهرة وذلك تزامنا مع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.

عندما يتقيد الإنسان وتوضع له الحدود والقيود فإنه يأخذ أشكال عدة للتفاعل مع هذا الحدث، فمنهم من يرفضه ومنهم من يقبله مستسلما ومنهم من يتخذ إجراءات احتيالية للتغلب على هذا القيد.

وفي حالة العزل المنزلي المواكبة لإجراءات الحماية من فيرس كورونا فأن القيود والحدود التي وضعت للرجل المصري جعلته يجعل من طائرته الورقية التي تسبح في سماء مصر حرة من غير قيد أو حد، هي إسقاط لرغبته في التجول دون أي قيود أو حدود، فهي تعكس ما يجول بداخله.. فطائرتي حرة.. فأنا حر.. بلا قيد ولا حد.. نتجول كما نريد ودون أي شروط .. انا اساوي طائرتي.

فرحتي هي فرحة طائر يجول كما يحلو له وقت ما يشاء وحيثما شاء، وهذا الخيط الرفيع هو ما يربط بيني وبينها، وتظل الطائرات تطير متربعة في سماوات مصر ويظل الرجل المصري يمارس حلمه في الحرية بلا قيد ولا شرط غير محدد بزمان أو مكان.

بقلم| غادة الرميلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *