الصحابية هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان.. صحابيات في الإسلام
صحابية اليوم كانت في الجاهلية من أخطر النساء، وفي الإسلام أكرمهن، أنها بنت الزعيم وزوجة الزعيم، الصحابية هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان بن حرب.
الصحابية هند بنت عتبة
كانت انت ذات شخصية قوية لكن هذه القوة ،لها سلاح ذو حدين، أساءت إليها في الجاهلية لتعصبها ضد الإسلام. لكن تحت لواء الإسلام زينتها هيبة وعزة، لما قدمته للإسلام.
هند بنت عتبة كانت إمراة جبارة وكان لديها كلمة مسموعة، وسيدة قرارها، فكانت سيرتها لا تقل عن سير الرجال من حيث الاهتمام والتأثير.
هند بنت عتبه أول من تزوجت كان رجل يسمي الفاكه بن المغيرة، وكان رجل غني جدًا ومعروف بالكرم. لدرجة أنه كان يملك بيتا خاصًا للضيافة.
فكان بدون إذن أي شخص يدخل إلى هذا البيت، يأكل ويمشي، وفي يوم باتت هند مع زوجها في هذا البيت.
ثم خرج وتركها نائمة، فدخل بيت الضيافة رجل اعتاد دائما الذهاب هناك، فلما وجد هند نائمة تحرج وخرج؛ فقابله زوجها فدبت الغيرة وأيقظها.
ثم سألها زوجها: من هذا الرجل؟ فقالت والله ما إنتبهت فشك فيها، وفي مثل هذه المواقف في الجاهلية، خاصة في القبائل المعروفة، يقوم الزوج بإرسال الزوجة إلى بيت أبيها ليتصرف معها.
فسألها أبوها عن هذا الأمر؛ زوجك صادق أم كاذب، فقالت والله يا ابت أنه لكاذب، فخرج لزوجها وقال له: سنتحاكم إلى كهان اليمن.
قصة هند أم معاوية مع الكاهن
وفي ذلك الوقت؛ كهنة اليمن مثل العرافين. ووافق زوجها أن يذهب معهم إلى المحاكمة، ثم سافرا معا كلا مع أهله.
ثم جاء “عتبة” أمام الكاهن ووضع هند أمامه، ومعها بعض النساء، بدون أن يتحدث في شيء وقال له أنظر في أمرهن. هؤلاء النسوة فكان يمسح على رأس كل امرأة، ثم يقول أذهبي لشأنك.
وعندما وصل إلى الصحابية هند بنت عتبة وهو لا يعرف عنها شيء. قال قومي لا كاذبة ولا زانية وسترزقين بملك أسمه معاوية، فتهلل قومها فرحين.
فعندما طلب زوجها أن تسامحه، رفضت هند وقالت: والله لن يكون هذا الولد منك، وأصرت على الطلاق من الفاكه بن المغيرة.
ففي هذا الموقف كانت السيدة هند قوية؛ فقد تعرضت لأصعب موقف تواجهه امرأة، فواجهته في ثبات وثقة في برائتها. ثم إصرار عزة وكبرياء بإصرارها على الطلاق، دون أن تخشى أحد.
زوجة أبو سفيان
تزوجت هند بنت عتبة للمرة الثانية من أبو سفيان بن حرب، باختيارها له، وكانت هي وزوجها من أشد اعداء الإسلام.
وزاد كرهها عندما قُتل أبيها وعمها وأخوها في غزوة بدر، وتردد أن من قتلهم هو أسد الله حمزة بن عبد المطلب. فأخذت ترثيهم رثاءً من أروع ماكتبت، لأنها كانت بارعة الشعر.
وفي غزو أحد، كان لها دور هام مع المشركين، الذين كان يتزعمهم زوجها أبو سفيان بن حرب. فكانت تضرب الدفوف مع النساء؛ تشجيعًا للمشركين.
كما أنها قد حددت هدفًا في هذه الغزوة وهي الإنتقام من حمزة بن عبد المطلب. لذلك فقد حرضت العبد وحشي الحبشي؛ حتى يقتله برمح سام.
وفي هذة الغزوة، حققت ما تتمنى، وقيل أنها قد مثلت بجثة سيدنا حمزة. وبعد قتله وقفت على صخرة. تقول بصوت عال تشمت في هزيمة المسلمين، وقد حزن النبي حزنًا شديدًا بعدما رأي جثة سيدنا حمزة، وتوعد لها.
إسلام هند بنت عتبة
ثم جاء يوم الفتح الأكبر فتح مكة، ورأى أبو سفيان وزوجته هند، جمع المسلمين فأسلم أبو سفيان، فغضبت هند منه. وقالت له بئس ما فعلت.
وعندما حل المساء أهابها مشهد ركوع وسجود المسلمين في الصلاة، يصلون ويركعون ويسجدون فأهابها الموقف. فطلبت من زوجها أن يذهب معها إلى سيدنا محمد لتعلن إسلامها.
حينها رفض زوجها قائلا: أنسيتي ما فعلتيه بحمزة!، فأخذت عثمان بن عفان فهو من قومها ودخلت على النبي وأعلنت إسلامها متنكرة.
ومن أقوالها عندما بايعها النبي، وهو لا يعرفها من نقابها. طلب منها أن تردد أن تشهد ألا تشرك بالله، ولا تسرق ولا تزني.
وقالت للنبي: “أو تزني الحرة يا رسول! فعرفها النبي، فقالت له: يارسول الله فاعف عما سلف.
فأكمل النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم البيعة، وقدر النبي موقف هند ومدي صعوبة الإسلام عليها. لكنها الآن تدخل الإسلام عن اقتناع تام.
وفي هذه المرحلة، نجد انتقال هذه المرأة القوية، من شراسة الجاهلية، إلى العنفوان في الدفاع عن الإسلام. كأنما تريد بذلك التكفير عما فعلته من قبل.
ومن أشهر مواقفها اشتراكها في معركة اليرموك مع زوجها، وتشجعيها للمسلمين بأقوى العبارات. وصدها لهجوم الروم بأعمدة الخيام، ثم أنها أصبحت أم الخليفة فيما بعد، معاوية بن أبي سفيان.
قصة هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان أظهرت كثيرًا من شخصية المرأة العربية وقوتها. هند القوية ذات الحسب والنسب علمت أن الإعتراف بالحق فضيلة.
بجانب ذلك، كفرت بنضالها في الإسلام عما فعلته طيلة حياتها، وأصبحت من الخالدات في الإسلام، بعد أن كانت كافرة متأمرة عليه.
تعلمنا من قصة هذه الصحابية، أن طريق الضلال له رجعة، لآن الله غفور رحيم، يقبل التوبة مهما كانت من عباده.
كتبه| شيماء كمال