الصحابية أم معبد الخزاعية ووصفها للرسول.. صحابيات في الإسلام
تصطحبكم بوابة القاهرة إلى صحابية كريمة، المضيافة البدوية، التي شهدت خيمتها أعظم رحلة في الإسلام، وهي الهجرة من مكة إلى المدينة، تلك الرحلة التي نقلت الإسلام من الظلمات إلى النور، إنها صاحبة أشهر خيمة في الإسلام، الصحابية أم معبد الخزاعية عاتكة بنت خالد وأخت الصحابي الجليل حبيش بن خالد، ونتطرق إلى أم معبد تصف الرسول عليه الصلاة والسلام.
الصحابية أم معبد الخزاعية
من صحابيات في الإسلام التي نسردها اليوم، أم معبد التي عرفت بين النساء عندما آتى الرسول عندها وهو في هجرته العظمى من مكه للمدينة.
بالإضافة إلى كرمها وجودها كان معروف عنها فصاحة اللسان، ولقد وهبها الله حسن بديع الكلام، خاصة عندما وصفت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وصفًا رائعاً، يعتبر الوصف الأقرب للنبي.
نجد عندما هم النبي بالهجرة ومعه أبو بكر الصديق، فقد كانا قد استأجر رجلاً عالما بالطريق من مكة إلى المدينة يسمى عبدالله أبن أريقط.
وكان عامر مولي الصديق معهم لخدمتهم؛ فصار الركب الكريم رحلته داخل الصحراء، وعندما نفذ الماء والزاد من النبي، وأبي بكر الصديق، والدليل. فإذا بهم يصادفون خيمة أم معبد، وكانت تجلس أمام خيمتها.
كانت إمرأة كبيرة في السن لكنها قوية، تسقي وتطعم المارين في الصحراء، فنزلوا عندها ليشتروا منها ما يأكلونه ويسد طريقهم.
لكن قومها وهم قوم خزاعة كانوا في هذا العام يمرون بسنة جدب، فلم يجدوا عندها شيئا، وحينها رأى رسول الله في جانب الخيمة شاة كبيرة في السن.
فسأل ام معبد عنها إن كان بها لبن، فأجابته بأن هذه الشاة مجهدة ولا تدر حليب. ثم استأذنها النبي، أن يقوم هو بنفسه بحلب هذه الشاة.
بالفعل توجه النبي بالدعاء لله، ثم مسح عليها، وذكر اسم الله تعالى، وإذا بها تدر لبناً كثيراً. وكان اللبن كافيا ليروي كل من معه حد الارتواء، وملأ الإناء ثانية من لبنها وتركه لأم معبد.
ثمَ غادر النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم، ليكمل طريقه نحو المدينة. وعند عودة زوج أم معبد إلى بيته، ذهل عند رؤيته اللبن في بيته. التي روت له أنه قد طاف عليهم رجل مبارك، ففعل ما فعل ورزقهم الله بذلك الخير كله.
أم معبد تصف الرسول
وهنا وصفت أم معبد النبي صلى الله عليه وسلم وصفًا عظيما، بأنه أبلج الوجه، حسن الخلق. وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي صوته صهل، وفي لحيته كثاثة.
إن صمت فعليه الوقار، وإنتكلم وعلاه البهاء. أجمل الناس إن قال لرفقائه، سمعوا لقوله، لا عابس ولا مفند.
فلما سمع زوجها منها عرف أنه الرجل التي تبحث عنه قريش، وأنه النبي الحق المنتظر، وعرف أنه على حق. ثم أسلم هو وأم معبد ولحقوا برسول الله، فيما بعد.
وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب خرجن نساء النبي للحج. وكان يتقدم الركب عثمان بن عفان وكان يبعد الناس عن نساء النبي.
ولما نزلن أستر عليهن بالشجر، فقالت أم معبد بكيت. وذكرت لهن إن رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، مر بهذا الموضع أثناء الهجرة.
فبكين وعرفني ورحبن بي، واعطتني كل واحدة منهن خمسين دينارا، من عطاء أمير المؤمنين، وكن سبعة.
من هذه السيرة العطرة نتأمل حينما يصادف النبي صلى الله عليه وسلم هذه المرأة، التي وصفته وصفا بليغا حفر به كتب التاريخ.
لعل الله يُكرمنا برؤية نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في المنام، ولعلها تكون مقدمةً لرؤيتنا له حينما نتقدم على حوضه الشريف. فتنال هذه البركة والسعادة والشربة الهنيئة التي لن نظمأ بعدها أبدا إن شاء الله.
كتبه| شيماء كمال