السفراء العرب يشاركون بإرثهم الثقافي في احتفالات اليوم العالمي للغة العربية بالنمسا
يحتفي مكتب الأمم المتحدة، بالتعاون مع بعثة جامعة الدول العربية، بالعاصمة النمساوية فيينا، بـ اليوم العالمي للغة العربية، وبمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA واتحاد الموظفين العرب، وبحضور سعادة السفراء العرب جميعا.
وقدمت الحفل السيدة عهد سبول مديرة دائرة إدارة المؤتمرات، وأيضا ألقت كلمة بالإنابة عن السفيرة غاده والي وكيل الأمين العام UNOV والمدير التنفيذي للمخدرات والجريمة.
وألقى كلمة مجلس السفراء العرب السفير سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى فيينا ومندبها الدائم لدى الأمم المتحدة، سلط فيها الضوء على اللغة العربية كواحدة من أهم لغات العالم، وجاءت كالتالي. شاهد الفيديو من هنــا.
وتشهد احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، صحوة جغرافية حضارية ووعي متزايد لدى شعوب الأرض لأهمية تفاعل الثقافات في مواجهة أوهام التفرق الثقافي ومحاولات فرض قيم أمة على بقية الأمم.
وتعد اللغة والثقافة من أهم الأدوات لمعارضة نظريات تدعي أن الحوار مستحيل بين الشعوب، وأنها ستكون المصدر الرئيسي للصراعات، مثل نظرية صراع الحضارات، وعلى النقيد منها أثبتت أن الحضارة والثقافة أنها متنوعة ومتساوية متهاوية ومتسامحة، وطالما أن روح التسامح هي السائدة لن يكون هناك صدام من تلك الحضارات وسيبقى التيار الرئيسي في العلاقات الدولية هة التعاون وليس التصادم.
أوضح أنها بحكم العلاقات الاقتصادية المعقدة والمتداخلة وأيضا الانفتاح الثقافي والفكري الواسع، واللقاءات الفضائية المفتوحة تقترب من نبذ العنصرية والأيدلوجيا المتزمد التي يريد أن يخضع لها الجميع.
وأكد أن احتفالنا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية لتعميق الحوار والتفاعل الثقافي والتعددية وترسيخ للقوه الإسلامية ونبذ دعوات الإغلاق للعنصرية والقانون الدولي.
وأشار إلى أن لغة كأس العالم لكرة القدم الفيفا ٢٠٢٢ التي أقيمت للمرة الأولى في بلد عربي واختتمت منافستها يوم أمس شاهد على هذا الحوار الذي جرى على أرض دولة قطر وتفاعل أكثر من 2 ميلون مشجع قدموا من مختلف بلدان العالم مع نظافة الثقافة الحضارة الإسلامية.
وشهدت أيضا وللمرة الأولى في تاريخ البطولة استخدام اللغة العربية في الإعلانات والبيانات الرسمية، وفي الاتحاد الدولي لكرة القدم داخل الملاعب وخارجها، وأشاد بنجاح أول منتخب عربي وأفريقي للوصول للمربع الذهبي وذلك ما حصلت عليه المغرب.
وأكمل السفير المنصوري وصفه للغة العربية أنها تعبر عن هوية الأمة العربية، وهي وعاء ثقافتها وتراثها وتاريخها ولغتنا من أقدم اللغات الحية وأكثرها صرامة، بالإضافة إلى تمثل نصف مليار عربي، على ما يقرب ٢ مليار ونصف مواطن يستخدمونها في صلواتهم وعباداتهم، وبذلك جمعت أمتنا شعوب من خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة لتكون أحد الركائز التي تقوم عليها القيم الإنسانية المشتركة.
وتابع واللغة العربية أيضا لها مساهمات غزيرة عبر التاريخ بمعنى الكلمة في إنتاج ونقل المعارض في إثراء التنوع الثقافي لدى الإنسانية، وكما قالت المستشرقه الألمانية زجرت هونجاعن اللغة العربية واقتباس كيف يستطيع الإنسان مقاومة جمل هذه اللغة ومنطقها السليم، وما حصل كجمال العرب كجزء من بلدان التي فتحوها قاموا بها كما قال المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون هي التي أدخلت للغرب طريقة التعبير معينة والعربية من أمتع اللغات، في التعبير والفنيات واليوم العالمي هذا العام هو أفضل مناسبة لبحث سبل تعزيز حضور اللغة العربية في العالم كله وتعزيز حضور اللغة وتهدف أوصل التقارب والتعايش السلمي.
وأضاف أن لولا اللغة العربية لتأخرت الحضارات العالمية المعاصرة عدة قرون، ودورنا نحن المتحدثين بها ينبغي علينا أن نكون متقبلين، متحضرين، متعلمين، مفكرين لأمتنا لا أمة غيرنا بل أصبح ضرورة إصلاح أوضاع المنظومة العربية شكل عام ولايمكن ذلك إلا إذا كان للغة العربية في صميم وصول هذا الإصلاح.
وطالب السفير سلطان بن سالمين المنصوري، بتوسيع استخدام التقنيات الحديثة وإنشاء القنوات الفضائية لنشر لغاتنا وآدابها وزيادة مجالات المعرفة والإستنارة، وأيضا نحن في حاجة إلى مشروع جماعي مشترك تشارك به المؤسسات السياسية والثقافية والاعلامية وتنسيق جهود جامعة الدول العربية في إطلاق مشاريع تعليمية وأدبية وإنشاء المكتبات والمرافق خاصة لخدمة الأمة العربية.
كما طالب السفير بتشجيع الكفاءات والمواهب في مختلف الحقول المعرفية والعلمية المرتبطة باللغة العربية، كما نحتاج إلى لغتنا للافتخار والاعتزاز بها وحبها وحب تعلمها هو السبيل الأوحد لبناء أجيال مثقفة عارفة واعية مستعير لتكون نواه المجتمع علمي عربي وثقافي.
وفي الختام أشار إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ٢٦٨/٧٦ الذي أكد على تعدد اللغات والثقافات هو قيمة أساسية لديها.
وقدمت كل السفارات معرض للوحات فنانين لهم بصمة في بلادهم، وأيضا معرض موازييك ومطرزات ومنسوجات وركن للخط العربي ونقش الحناء، بالإضافة إلى استقبالهم الضيوف بأشهر المأكولات والمشروبات لدى بلادهم، وبصحبة فقرات فنية، وقدم طلاب المدرسة الفرنسية بفيينا Lycée Francais de Vienne عرض عن تعلمهم اللغة العربية وكيف أحبوها جدا مفتخرين بها.
فيينا| دعاء أبو سعدة