الحب والاتجاه الإجباري (2)
الحب والاتجاه الإجباري 2
صراع العقل والقلب، يحدث عندما تقع (بين “لا وليت وهيهات”، بين التمني بأسلوبين، والبعد عما يتمنى المرء بأسلوبين أيضاً، كما يعبر مصطفى الرافعي).
عندما تطلق لقلبك قيادة زمام المبادرة في قيادة مشاعر الحب، وتعطل عقلك، فإنه إما أن يصل بك إلى العجز المطلق، أو يصل بك إلى الشوارع والأزقة باحثا عن سراب، تتوهم كل شبحٍ أمامك أنه ملاكك.
إن سيطرة القلب بتلك الصورة تضعفك بعد قوة، وتجعلك لاترى إلا من زاوية واحدة، وهذا لعمري ضعف لاينبغي، أن يصل بك إلى ذلك الانهيار الذي تتعطل فيه كل مداركك، وحواسك، هذه السيطرة يمكن قبولها إذا كان واقعاً مُتبادلا، لاتعيقه عوامل داخلية أوخارجية، أو كان قصصاً في رواية، أو خيالاً باذخاً.
فإن كان فعلا مُتبادلا، فلا عليك أن تكون ضمن تعبير الإمام الحلاج عندما كتب عن صرعى الحب.
إقرأ المزيد| ما هو الحب الحقيقي في الماضي والحاضر
واللهِ لَوْ حَلَفَ العُشَاقُ أَنَّهُمُ
مَوتَى من الحُبِّ أَو قَتلى لما حَنَثوا
قَوْمٌ إِذا هُجِروا مِن بَعْدِ ما وُصِلوا
ماتوا، وإنْ عادَ وَصْلٌ بَعْدَهُ بٌعِثوا
ترى المحبّينَ صرعى في ديارهُمُ
كَفِتْيَةِ الكَهْفِ، لا يَدرونَ كمْ لَبِثوا
ولعلى الجلوس والتأمل، أو كتابا تقرأه، أو شاطئا تزوره، أو صديقاً ترافقه، أو نشاطا عاماً تقوم به، كفيل بأن يعيد لك التوازن ويعيدك إلى الحقيقة، ويعيد للعقل سلطته على قلبك، كن حذراً، كن قوياً.
الحب والاتجاه الإجباري (2)
بقلم| مقبول الرفاعي