الجواز وسنينه «2».. هو وهي
حدثني أحد الأصدقاء ذات يوم، أنه اتخذ قرارًا منذ تخطيطه للزواج بأن تكون زوجته أقل منه في المستوى التعليمي، وحينما استفسرت منه عن السبب قال لي وبكل عنجهية: لابد أن يكون هناك فرقا بيني وبينها.
الآن وبعد مرور سنوات وسنوات ومع تقدم أعمار ابنائه وتطور مستوياتهم الدراسية بدأ يشكو لي أن زوجته (ذات المستوى التعليمي الأقل) غير مواكبة لهذا التطور في مستوى الأبناء، وأنه كما قال (يكع دم قلبه) في الدروس الخصوصية بسبب عدم متابعة زوجته لابنائها، وذلك نتيجة للفارق التعليمي بينه وبينها.
ايضا اشتكى لي صديقي من عدم توافق الأفكار في بعض المواقف والمواضيع الحياتية، وعدم وجود مساحة نقاش مشتركة وتبادل آراء وأفكار، وذلك نتيجة للفارق التعليمي بينه وبينها.
هنا سنتوقف قليلا، عزيزي الرجل، عزيزتي المرأة، لماذا يحاول البعض منا بل والكثير منا للركض وراء تلك المحاولة البائسة في تفاصيلها الغبية في نتائجها لترك مسافات وفوارق بين شريك الحياة؟
ولماذا نتوهم ونتخيل أن الاستحواذ على النسبة الأكبر من الخبرة والعلم بل والمال، هو السبيل الأمثل للسيطرة على مقاليد الأمور؟
هناك نماذج أسرية ناجحة كثيرة، قامت على أساس المشاركة والمواكبة، سواء كانت الأمور جيدة أم غير ذلك، المهم أن الطرفين يدا بيد وقدما بقدم، في مواجهة ومجابهة الحياة وأمورها.
الكثير من الدراسات النفسية والاجتماعية تؤكد أن الأبناء الذين تحيطهم ظروف أسرية قائمة على المشاركة والتفاهم والتقدير، يكونون أسوياء، وما أكثر احتياجنا في تلك الأيام إلى أبناء أسوياء نفسيا.
إذا كنا نبحث في طرق وأساليب التربية الصحيحة والايجابية، فعلي كل منا أن يفكر جيدًا في تكملة ما ينقص الطرف الآخر، بهكذا تستقيم الحياة، وبذلك تمتد التربية الايجابية إلى أحفاد الأحفاد.
الفوارق التي نحاول أن نصنعها، تمثل عراقيل في مسيرة الحياة الزوجية، فالزوج الحريص على توعية زوجته ومساعدتها في استكمال ما ينقصها، هو رجل قائد يستخدم أسلوب التفويض والتدريب مع من يقودهم، وبالتالي فأن غاب فلا قلق على من خلفه.
وأما عن الزوجة التي تعين الزوج على استكمال ما ينقصه، فهي بمثابة الأم التي ترعى نبتة طيبة تنشأ في أرض طيبة، فيكون ظلها في السماء.
وأؤكد لكم اعزائي القراء، أن تلك الأمور تترك انطباعات ايجابية على مدار العمر سواء في نفسية الزوجين، أو حتى في نفسية الأبناء، لأنها تبث فيهم المعنى العميق للتعاون.
الجواز وسنينه «2».. هو وهي
بقلم| سامح هلالي