افتتاح الدورة 67 للجنة مكافحة المخدرات بالأمم المتحدة في فيينا
شارك السفير محمد الملا، سفير مصر في فيينا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، في جلسة افتتاح الجزء رفيع المستوى للدورة 67 للجنة المخدرات بالأمم المتحدة، التي عقدت صباح اليوم في مبنى الأمم المتحدة في فيينا.
جاء ذلك، بحضور رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير دينيس فرانسيس، والسفيرة غادة والي المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ورئيس اللجنة الدولية للمخدرات، بالإضافة إلى مشاركة رؤوساء وفود الدول الأعضاء.
وخلال مراسم الافتتاح القى السفير محمد الملا، كلمة جمهورية مصر العربية خلال الجلسة ليبين فيها أهم إنجازات الحكومة المصرية في مجال مكافحة المخدرات على الصعيد الوطني والدولي.
وبدأت السفيرة غادة والي كلماتها بالتهنئة للسفير فيلبيرت أباكا جونسون الممثل الدائم لدى دولة غانا لتوليه رئيس لجنة التنمية الوطنية للدورة 67، وأيضا أعضاء المكتب الآخرين على انتخابهم المستحق.
وقالت غادة والي إن المستويات القياسية اليوم لزراعة المخدرات استهلاكها يتجاوز الحدود المثيرة للقلق، وذلك في مناخ جيوسياسي محفوف بالأزمات والصراعات، التي تؤدي إلى تفاقم التحديات القائمة، حتى أنها تغذي الصراعات وتؤدي إلى تفاقمها وتلحق الضرر بشكل غير متناسب بالفئات الأكثر ضعفاً.
وأضاف “والي” واليوم، أفكر مع أولئك الذين فقدوا حياتهم هم بسبب جائحة المخدرات العالمية، وأيضا أفكر في أولئك الذين تتعرض حياتهم حاليا للخطر بسبب آفة تجارة المخدرات، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق التي مزقتها الصراعات، حيث تزدهر التجارة بلا هوادة وسط تزايد الفوضى.
وأشارت غادة والي إلى أن هذه الآفة لا تعرف حدودا، فإن تأثيرها ليس موحدا على نطاق الدول والمجتمعات، لافتة إلى أن الفئات الأكثر فقرا هي التي تتحمل العبء الأكبر، سواء ضحايا لتعاطي المخدرات أو الاتجار بها، في حين يتحمل الجنوب العالمي أقسى العواقب.
وأعربت “والي” عن أن أصبح نطاق هذا التحدي وحجمه هائلين للغاية وتشابك إشكالية إلى حد كبير، حتى أنه لا يمكن لأي دولة أن تواجهه بمفردها، ويتعين علينا بلا كلل أن نتحمل بشكل جماعي المسؤولية وأن نعمل على دمج سياسة المخدرات من خلال تعزيز التعاون الدولي ضمن الإطار الأوسع لأهداف التنمية المستدامة.
وصرحت السفيرة بأن المشاركة مع المجتمع المدني، والشباب، والمجتمعات المتضررة والاعتراف بالروابط بين مشكلة المخدرات ودورات الضرر الأخرى، مثل الفقر، وسوء المعاملة، والحرمان المنهجي في تشكل أهمية بالغة لصياغة استجابات فعالة.
وأكدت “والي” لابد من معالجة الظهور الشرس للمخدرات الاصطناعية وخاصة الشكل الحاسم في استجابة لهذه الأزمة المتزايدة الاتساع.
كما أوضحت أن معالجة مشكلة المخدرات العالمية تتطلب جهودنا المتماسكة والمنسقة للتعامل مع أبعادها المختلفة بشكل كلي، بما في ذلك من خلال تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز التنمية المستدامة، والتركيز على الصحة، فضلاً عن مكافحة الفساد والجريمة المنظمة.
ورحبت غادة والي بالإعلان الوزاري لعام 2019 الذي اعتمدته اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، حيث تقوم الدول الأعضاء بتقييم التقدم المحرز في تنفيذ جميع الالتزامات الدولية المتعلقة بسياسة المخدرات.
وحددت السفير غادة أن هذه الوثيقة طريق واضح للمضي قدما، ويجب علينا المضي في تنفيذه حتى المراجعة النهائية في عام 2029.
أشادت وإلي بمبادرة Pledge 4 Action وشجعت الجميع على دعم المبادرات التي تقودنا نحو تقدم ملموس ومستقبل أكثر إشراقا.
وفي الختام قالت السفيرة، لا أستطيع أن أبالغ في التأكيد على أننا ينبغي لنا أن نغتنم هذه اللحظة لإعادة تصور التعاون المتعدد الأطراف وتأمين مستقبل أفضل لكل من الأجيال الحالية والمستقبلية.
وسلطت المديرة التنفيذية الضوء على الروابط بين التزامات سياسة المخدرات وقمة المستقبل المقبلة أمر بالغ الأهمية، وذكرت إن الوثائق الختامية للقمة، ومن بينها ميثاق المستقبل والإعلان بشأن الأجيال القادمة – إلى جانب العملية نفسها تشكل حجر الزاوية في الدورة الحالية للجمعية العامة.
ودعت “والي” أن هذه العمليات التي تصور الكيفية للتعاون المتعدد الأطراف، وأيضا يعالج ببراعة القضايا الملحة التي تواجه أجيال الحاضر والمستقبل.
وقالت إنني أشجع كم جميعا على المشاركة بنشاط ومتابعة الاستعدادات الجارية للقمة، ومن نيويورك إلى فيينا، لا بد من تضافر وتعزيز الجهود الرامية إلى دمج سياسات المخدرات في إطار أهداف التنمية المستدامة، وما زلت على اقتناع بأننا نستطيع معًا أن نبني مستقبلا منصفا أمورنا ورحيم.
فيينا| دعاء أبو سعدة