أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. تعرف على سيرة الفاروق
اليوم نتحدث عن شخصية إسلامية، من أفضل وأجمل شخصيات التاريخ، خلقًا وعملًا وسبقًا وتجديدًا في الإسلام، هو الخليفة العادل القوي الغيور على دينه، والخطيب الرائع الفاروق عمر بن الخطاب الذي دعا رسول الله أن يعز الإسلام به، وفي هذا المقال سنتعرف على: ( أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق – خلافة عمر بن الخطاب ).
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
هو أحد صحابة رسول الله، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وثاني الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق.
ولد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد ميلاد رسول الله بـ 13 عاما، كبر وتربى في قريش، لأب صعب قاسي، وعمل راعيًا للأبل في صغره، وعلى عبادة الأصنام وشرب الخمر.
تعلم الفاروق عمر بن الخطاب القراءة والكتابة والمصارعة والفروسية وركوب الخيل والشعر، كما كان أغلب شباب العرب يتعلمون.
وتعلم التجارة وكان يحضر الأسواق الجاهلية، كسوق عكاز وزي المجاز، وكان من سادة قريش وأعلاهم شأنا، حتى أنهم كانوا يختارونه ليكون وسيطا بينهم إذا نشأت حروب بين قبيلة وأخرى.
رغم حياة الوثنية التي كان يحياها عمر بن الخطاب، الخالية من الرحمة والمليئة بالمعاصي، إلا أن الله من عليه بالإسلام، لكن كيف أسلم عمر؟
سيرة أبو بكر الصديق.. تعرف عليها
دخول الفاروق عمر بن الخطاب الإسلام
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أشد الناس عداءً للإسلام الذي أعُلن جهرًا وبدأت الدعوة له في شبه الجزيرة العربية.
ومثل كثير من المشركين، كان الفاروق في هذا الوقت، لا يكف الأذي عن المسلمين المجاهدين بإسلامهم، وكان يلحق بهم العذاب دون رحمة، ولم تسلم منه جارية قد علم بإسلامها.
ونظرًا لقوته وشدة بأسه كان يخيف كل من يعلم بإسلامه للرجوع عنه، حتى قرر يوما أن يقتل النبي لينهي أمر الإسلام، بعدما علم بأمر هجرة المسلمين، حتى أنه سيقدم نفسه بعد قتل البني لبني هاشم ليقتلوه، وبذلك يتخلص من الإسلام، ولكن الله قادر على حفظ نبيه.
توجه عمر بن الخطاب لقتل محمد، وفي الطريق قابله نعيم بن عبد الله العدوي القرشي، الذي كان مسلما في الخفاء ولا يدري به بن الخطاب نفسه.
سأل نعيم بن عبد الله العدوي القرشي، ماذا تريد يا عمر؟، فرد عليه: أريد محمدًا هذا الصبي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها وعاب دينها فأقتله.
وعندما عرف نعيم بنية عمر، قال له لكي يثنيه عن ذلك: “والله لقد غرتك نفسك يا عمر أترى عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا؟، أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟، فإن ابن عمك سعيد بن زيد، وأختك فاطمة بنت الخطاب، قد أسلما وأتبع دين محمدًا، فعليك بهما.
فغضب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب غضبا شديدًا، وتوجه إلى بيت أخته، ووجد عندهم الصحابي خباب بن الأرت يجلس يعلمهم القرآن الكريم.
فأنقض عمر ليضرب زيد ضربة قوية ثم لطم أخته فاطمة لطمة شقت وجهها، فوقعت منها صحيفة من القرآن فيها آيات من سورة طه.
فهم عمر بقراءة الصحيفة، فرفضت أخته قبل أن يتوضأ، فتوضأ ثم قرأ القرآن، فاتهز عمر وقال: ما هذا بكلام بشر، وشرح الله صدره للإسلام.
بعدها توجه الفاروق عمر بن الخطاب إلى الرسول في دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعلن إسلامه هناك، وكان عمره في ذلك الوقت يقارب الثلاثين عاما، وكان الصحابي رقم 40 في دخول الإسلام.
لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق
كان إسلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نصرًا وعزة للمسلمين، لأنهم كانوا يخفون إسلامهم خوفا من كفار قريش ولكن بعد إسلام عمر أصبح لهم من يدافع عنهم ضد بطش قريش.
ومن أكثر مواقفه الشجاعة في ذلك، أنه شجع المسلمين على الطوف حول الكعبة والصلاة عندها، بدلًا من الصلاة في أطراف مكة خوفا من أزي الكفار.
وقال للرسول ألسنا على حق وهم على باطل، فلما الخفية، فوافقه الرسول، وخرج المسلمون لأول مرة يكبرون ويهللون في صفين، صف يتقدمه عمر وصف يتقدمه حمزة عم الرسول.
ومنذ ذلك اليوم سماه الرسول الفاروق، لأنه فرق بين الحق والباطل.
بعد ذلك هاجر عمر بن الخطاب إلى المدينة علانية أمام جميع قريش، ولم يقدر أحد على منعه أو التحدث معه بكلمة واحدة.
وقال حينها مقولته المشهورة: “شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذة المعاطس من أراد أن تثقله أمه وييتم ولده أو يرمل زوجته فليقنى وراء هذا الوادي”، ولم يجروء أحد على ذلك.
هاجر عمر بن الخطاب بأهله وقومه وأخواته، وبقي في المدينة حوالي عام، وشارك في كل الغزوات مع رسول الله.
بعد معرفة لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق سنتعرف على بشرة الرسول له بالجنة.
بشره الرسول بالجنة
ظل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مساندًا للمسلمين وناصرا للإسلام حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى تسلم منه أبو بكر الراية وأصبح الخليفة، فكان معينا مستشارا له في كل أمره، وشارك فى حروب الردة.
اقترح على أبي بكر بضرورة جمع القرآن الكريم، لأن قراء وحفظة القرآن يمتون في المعارك، وبالفعل ورغم تخوف أبو بكر إلا أنه استدعى زيد بن ثابت الأنصاري وتم جمع القرآن في مصحف واحد.
تولى الفاروق عمر بن الخطاب القضاء وقت خلافة أبو بكر ولمدة عام كامل حتى طلب اعفاءه منه.
خلافة عمر بن الخطاب
تولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبو بكر الصديق وكان عهده مزدهرًا بالكثير من الأعمال التي دونت في تاريخه ونسبت له.
ومن أهم اعماله، فتح مدينة بعلبك في الشام، وهزيمة الروم في معركة اليرموك وقتل قائدهم، وفتح العديد من بلاد الشام والعراق.
ثم توجه إلى القدس وحاصرها المسلمون مدة طويلة حتى استسلموا وكان شرطهم أن يأتي عمر بنفسه إلى المدينة، فيفتحها.
فأرسل له أبي عبيدة الجراح الذي كان يقود الحصار مع عمرو بن العاص ليطلعه على ما قالوا، فلبي عمر طلبهم بعد استشارة صحابة رسول الله.
وذهب عمر بملابسه وهيئتة البسيطة متناوبا في الركوب مع من يرافقه، حتى كان دوره في المشي عند اقتراب وصولهم للمدينة، ورأه ملك الروم متعجبًا من تواضعه كأنه إنسان عادي وليس كأمرائهم.
دخل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب القدس وفتحها وآمن أهلها ووعدهم بالأمن والأمان، وهزم الفرس في معركة القادسية، ومعركة نهاوند.
تصدى الفاروق للمجاعة التي حدثت في عام الرمادة في المدينة المنورة، حيث كانت أرض جدباء من قلة المطر، ولجأ حينها إلى البصرة وبعث بقافلة لتحمل الطعام.
فتحت مصر في عهده على يد عمرو بن العاص، وفتح أيضًا برقه وطرابلس الغرب، وبذلك اتسعت في عهده حدود الدولة الإسلامية اتساعًا كبيرًا.
شهد عهد عمر بن الخطاب ترميم وتوسيع المسجد الحرام والمسجد النبوي، ورغم عظم الدولة الإسلامية حينها كان يسير ليلا الطرقات لتفقد أحوال الرعية.
أول من أنشا فكرة الدواوين في الدولة الإسلامية، وأول من أنشا فكرة السجن والعقاب للمخطئين، ونظام المراقبة الليلة من أجل معرفة الحقائق.
ظل عطاء بن الخطاب مستمرًا، مكرسًا حياته للمسلمين حتى وفاته في المدينة المنورة بعدما انتهي من أداء فريضة الحج.
توفي الفاروق بطعنة من جنجر أبو لؤلؤة الفارسي، أثناء صلاته الفجر جماعة بالناس، في يوم 26 من ذو الحجة عام 23 هجريا، ودفن بالبقيع.
حكمت فعدلت فأمنت فنمت طيبا يا عمر، من عظماء التاريخ الإسلامي، رحم الله الفاروق ورضي الله عنه.
كتبه| دكتورة لميس جمال