مقالات وآراء

أحمد سلامة يكتب: إدارة إجهاد فيروس كورونا

إذا وجدت صعوبة في التزام الهدوء خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، فأنت لست وحدك، فالأخبار المستمرة حول أحدث حالات الإصابة والوفاة وتعليق حركة الطيران والحجر المنزلي، وغيرها من حزمة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لمكافحة وباء كورونا، ستجد من الصعبوبة عدم الشعور بالهدوء، لذلك سوف أرشدك إلى كيفية إدارة إجهاد فيروس كورونا المستجد.

وإذا كنت من أصحاب الأعمال، فمن الممكن تشغيل عملك عن بُعد دون تأثير كبير على أرباحك النهائية. ولكن إذا كنت تعمل في مجال الضيافة، أو المطعم، أو السفر. وغيرها من الأعمال التي تتطلب الذهاب لمقر عملك، فأنت بالتأكيد تشعر بالتأثير، بجانب الإلتزام في المنزل.

بغض النظر عن طبيعة عملك، فإن الشعور بالتوتر والخوف هو استجابة طبيعية لجائحة كورونا. الوباء الذي فاجأ الجميع.

لكن حتى لو كنت ملتزم بالإجراءات الاحترازية الوقائية وبعيد كل البعد عن خطر الإصابة. فإن الإجهاد المزمن الذي قد ينجم عن الخوف والقلق حول هذا المرض، والعزلة الاجتماعية الناتجة عن الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي. يمكن أن تسبب أعراض جسدية من تلقاء نفسها.

تشمل الأعراض الشائعة للإجهاد المزمن: الصداع والأرق وتوتر العضلات واضطراب المعدة مثل حرقة المعدة والارتجاع الحمضي وآلام المفاصل.

وقد تعاني أيضًا من أعراض سلوكية، مثل زيادة التدخين أو الأكل أو الشرب، واعراض نفسية، مثل القلق أو الاكتئاب.

علاوة على ذلك، تفرض عليك متطلبات الابتعاد الاجتماعي أو العزل المنزلي تغيير إستراتيجياتك المعتادة لإدارة الإجهاد. مثل الذهاب إلى النادي أو ممارسة الرياضية أو الخروج مع أصدقائك، لم تعد متاحة لك.

لذلك إليك بعض النصائح للتحكم في إجهاد فيروس كورونا لتوجيهك خلال الأسابيع القليلة القادمة حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.

إدارة إجهاد فيروس كورونا

كي تتمكن من إدارة إجهاد فيروس كورونا والتعامل مع هذه الأزمة عليك إتباع التالي:

  • ممارسة تمارين التنفس

يُعد التنفس بعمق طريقة رائعة لتهدئة جسمك وعقلك بالكامل. ولكي تقوم بذلك، أغمض عينيك وخذ نفسًا عميقًا من خلال أنفك بعدد خمسة مرات، وامسك بالعد عند رقم ثلاثة، ثم قم بالتنفس من فمك بعد العد بخمسة.

للاطلاع على مقالات أخرى، يمكنك قراءة مقالاتنا عن:

كرر هذه الخطوة خمسة مرات، افعل ذلك في أي وقت تشعر فيه بالتوتر، لبدء يومك بحالة مزاجية صحيحة، وللهدوء في نهاية يومك. حتى تتمكن من الحصول على نوم هادئ في الليل.

  • تمارين التأمل

يُعد التركيز على التنفس بداية بسيطة، يمكنك أيضًا التأمل، بقضاء بعض الوقت في الجلوس بهدوء وتكرار التأكيدات التي تجعلك تفكر بإيجابية.

على سبيل المثال، خلال هذه الأوقات التي يجب أن نكون فيها منعزلين اجتماعيًا، يمكنك تكرار عدة مرات، “هذا سيمر”، أو “سأتخطى ذلك”، وأنت تجلس بهدوء وعينيك مغلقتين.

إذا لم تجرّب اليوغا قبل ذلك، يمكنك العثور على الكثير من دروس اليوغا المجانية على YouTube للبدء.

  • الخروج من المنزل

إذا كنت من أحد الملايين من الأشخاص الذين يعملون الآن من المنزل. فأبحث عن مكان في حديقة منزلك أو على سطح المنزل أو في البلكونة وأخذ معك الكمبيوتر المحمول والتليفون، سيساعد ذلك على إبعاد الجنون.

  • اتباع نظام غذائي لوسائل الإعلام

نعم، أنت تريد متابعة كل الأخبار حول فيروس كورونا أو متابعة عملك عبر الإنترنت أو التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الاستماع إلى الأخبار طوال اليوم كل يوم سيزيد من أي شعور بالقلق أو التوتر أو الحزن.

عليك أن تتبع نظام غذائي لمتابعة الأخبار في أوقات محددة من اليوم، وليكن 15 دقيقة في كل مرة، بواقع ثلاثة مرات يوميًا.

للاطلاع على مقالات أخرى، يمكنك قراءة مقالاتنا عن:

وعندما تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، إقضي بعض الوقت في الأشياء التي تجعلك تبتسم أو تضحك أو الأشياء التي تلمس قلبك بطريقة ما.

  • ممارسة الرياضة

أنت بحاجة إلى ممارسة الرياضة الآن أكثر من أي وقت مضى، وقد وفرت وزارة الشباب والرياضة المصرية عبر موقعها الإلكتروني برامج لتمارين يومية يجب عليك متابعتها.

أو إذا كان لديك حديقة في المنزل عليك برياضة المشي أو ممارسة اليوجا في البلكونة. لأن الحركة تعمل على إطلاق هرمون الدوبامين الذي يعزز من شعور السعادة. كما أن الهواء النقي وأشعة الشمس رائعة في تعزيز مزاجك.

  • عائلتي هم سعادتي

إذا كنت تعيش مع أسرتك، فهذا هو الوقت المناسب لقضاء بعض الوقت الجيد معًا، مارس معاهم ألعاب الألغاز والشطرنج وغيرها من الألعاب المنزلية المتوفرة.

أحرص على صلة الرحم وتواصل معاهم هاتفيًا وتحدث معم، فهذه فرصة رائعة لبناء صلة الرحم والمودة التي قضت عليها زحام الحياة. ومارس معهم تمارين اليقظة الذهنية، كل ما عليك أن تضع جدولًا زمنيًا للإتصال بوالديك أو أقاربك أو أخواتك أو أصدقائك.

  • تجنب الإسراف والتبذير

قم بالاطلاع على حسابتك المصرفية وبطاقات الائتمان الخاصة بك وقم بإلغاء الاشتراكات غير المرغوب فيها. اقتصد في مصاريف منزلك فهناك الكثير بحاجة إلى المساعدة، ممن تأثرت اعمالهم بسبب كورونا.

عليك أن تضع ميزانية لإدارة مصاريفك، وإذا كنت قد فقدت وظيفتك، أو تأثر دخلك بالتأثيرات الاقتصادية لـ COVID-19. فقد حان الوقت لوضع خطة مالية لاستكمال الأيام القادمة.

  • ممارسة هواية مفضلة

الآن أصبحت متفرغًا وكل الوقت بين يديك، ابدأ فورًا في تعلم عمل فني أو حرفي أو مشروع المنزل، الذي لم يكن لديك الوقت للقيام به في السابق.

إن الانشغال في إبداعك هو وسيلة إلهاء ممتازة وطريقة رائعة للتخلص من التوتر، قم بتعلم الخياطة أو الرسم أو إنشاء دفتر صور لهذه الأحداث، أو تغيير ألوان منزلك، المهم أن تبدع وتخرج كل مواهبك.

  • اكتب

إذا لم تكن تعمل صحافيًا أو كاتبًا أو مدونًا، فهذا هو الوقت المناسب لوضع مشاعرك وأفكارك على الورق، هذا وقت تاريخي.

هذا لن يساعدك على معالجة مشاعرك في الوقت الحاضر فحسب، بل سيساعدك على وضع هذا الوقت في سياق لاحق، يمكنك أيضًا التعبير عن إبداعك من خلال الشعر، المهم أن تكتب.

  • التعليم عن بعد

حان الوقت لتتعلم لغة أو بناء مهارات احترافية أو تعلم هواية جديدة، إذا كنت لا تمتلك لغات أخرى غير لغتك الأساسية عليك الآن تعلم لغات أخرى.

للاطلاع على مقالات أخرى، يمكنك قراءة مقالاتنا عن:

إذا كانت لديك هواية بالفعل، يمكنك تعلم الأدوات لبناء المهارات التي لديك، ربما ألهمك فقدان وظيفتك بتغيير مهنتك. ولديك الآن وقت لتعلم مهارة جديدة، هناك الكثير من الكورسات المجانية على الإنترنت.

  • سمع الله لمن حمده

الامتنان هو حمد الله والشكر له على النعم الكثيرة التي أنعم بها علينا، وهو سر من أسرار تجلي الأهداف وسبب من أسباب الوفرة والبركة في الحياة.

القلب الممتن هو مغناطيس للمعجزات، وهو النظارة التي تجعلك ترى وتلاحظ وتدرك النعم الموجودة حولك، فقد يكون من السهل التركيز على كل السلبيات التي تنتج عن التعامل مع فيروس كورونا.

لذا فإن التفكير في الشعور بالامتنان هو طريقة رائعة لمواجهة السلبيات، فقد أظهرت العديد من الأبحاث أن الامتنان يقلل من التوتر ويزيد من مشاعر التفاؤل.

حافظ على صلاوتك وأذكارك اليومية، وانصح أصدقائك عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمداومة على الاستغفار والتقرب إلى الله.

وأخيرًا، من المهم أن نتذكر أن فترة الأزمة هذه مؤقتة، وإذا اتخذنا جميعًا خطوات الصحة العامة المناسبة لتقليل احتمالية الإصابة بالعدوى، فسيتباطأ الوباء وستعود الحياة إلى طبيعتها عاجلاً وليس آجلاً.

لذا عليك بالوقاية واحرص على غسل يديك بشكل متكرر، وارتد قناعًا إذا كنت مريضًا، وابق بعيدًا على مسافة 6 أقدام، وحافظ على الهدوء واستمر في ذلك.

بقلم| أحمد سلامة

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *