العيادة الطبية

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

هل تبحث مثلي عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، إذن تابع المقال.

أخبرتني إحدى صديقاتي ذات ليلة وهي في حالة انهيار تام أنها تفكر جديًا في إنهاء زواج لم يُكتب له من العمر إلا عامًا واحدًا.

تعجبت من موقف صدقيتي، وعلمت منها أنها تشعر بالوحدة وتفتقد الشعور بشريك للحياة يؤنس وحدتها ويشاركها أحلامها وأهدافها.

صارحتني بشعورها أن لكل منهما حياته الافتراضية المستقلة خلف شاشات الأجهزة الإليكترونية. حتى أصبح كل منهما غريبًا عن الآخر.

موضوعات متعلقة

رغم ذلك، خلال فترة الخطوبة قربتهما مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وتساءلت صديقتي من بين دموعها “لا أدري من أين جاءت تلك الحواجز بيننا ومتى بُنيت؟!”

أنهيت مكالمتي معها ولكن لم يعرف النوم لعيني طريقًا تلك الليلة. ظللت أفكر في حقيقة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية. وهل مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب، أم أنها أكذوبة؟

نكشف في هذا المقال الستار عن حقيقة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية. وأثرها على العلاقات الاجتماعية وكيفية العلاج من تأثير تلك المواقع علينا.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

باتت مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وانستجرام، منذ سنوات ليست ببعيدة. جزءًا لا يتجزأ من عالمنا وروتين حياتنا اليومي.

أثبتت التقارير والاحصائيات أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية سلاح ذو حدين.

تُعد تلك المواقع ملجأً وملاذًا لمن يعاني الشعور بالوحدة أو لأصحاب الرهاب الجماعي. يميل هؤلاء الأشخاص إلى تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية. من خلال التواصل مع الآخرين على تلك المواقع من خلف شاشات الأجهزة الإليكترونية.

كما تحسن مواقع التواصل الاجتماعي من الحالة المزاجية للكثير منا، حيث نشارك اللحظات السعيدة مع أصدقائنا.

ولكن ما يلبث هذا الشعور أن يزول ليحل محله الملل ومزيدًا من الوحدة عندما نستيقظ على وهم العالم الافتراضي.

نجد أنفسنا هنا أمام الوجه الآخر للعملة من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية. إذ أثبتت الدراسات أن كثرة الجلوس أمام تلك المواقع مع قلة النشاط البدني وكثرة الإطلاع على أخبار وصور الآخرين. يزيد من هرمون القلق والتوتر (الكورتيزول) لديك، كما يُسبب ما يُعرف بظاهرة إدمان الإنترنت.

يسيطر إدمان الإنترنت بشكل كبير على الدماغ فيعمل على تشتيت ذهنك وتقليل قدرتك على الانتباه.

بالإضافة إلى ظاهرة التنمر الإلكتروني إذ أن مستخدمي تلك المواقع أصبح من السهل عليهم الاستهانة والاستهزاء بأفكار ومشاعر. بل حتى بصور الآخرين مما يقلل الثقة في النفس ويسبب المزيد من العزلة والوحدة.

مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على العلاقات الاجتماعية

تسهل هذه المواقع الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بعيدة المسافات فالمغترب لا يستطيع التواصل مع أهله وأحبابه إلا من خلالها.

تجعل مواقع التواصل الاجتماعي العالم وكأنه قرية صغيرة يتواصل القاصي فيها مع الداني. ورغم ذلك فأصحاب المنزل الواحد يصبحون أغرابًا عن بعضهم البعض.

حيث تقلل مواقع التواصل من اللقاءات والأحاديث الفعلية بين الأشخاص. مسببةً تفكك وتدمير العلاقات الأسرية وغرق كل فرد فيها في محيط عالمه الخاص. ما يجعلنا نتسائل عن العلاقة بين تلك المواقع والاكتئاب!

هل مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب

وجد أن مواقع التواصل الاجتماعي تساعد على علاج بعض الاضطرابات السلوكية، إذ عند استخدامك لها تستطيع تحميل أجمل ذكرياتك لمشاهدتها وقتما تحب.

يساعد ذلك على إفراز هرمون السعادة ويغير من مزاجك السيئ. ولكنها سرعان ما تزيد من شعور العزلة وفقد القيمة الذاتية.

أكد الباحثون أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب في حالة الإفراط في استخدامها لوجود الصورة الوهمية الافتراضية للحياة المثالية لكل منا.

حيث يعتقد البعض أن حياة الآخرين وأوضاع معيشتهم المتداولة على مواقع التواصل الاجتامعي أفضل وأكثر سعادة منهم.

يسبب ذلك الشعور فقد القيمة الذاتية وأحيانًا بالاختلاف والطبقية فيسبب الاكتئاب وفقد الاهتمام والشغف تجاه ما كان يسعدنا. فكيف علينا أن نعالج هذا التعلق والادمان من مواقع التواصل الاجتماعي؟!

علاج تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية

يمكن الحد من تلك الظاهرة بمحاولة وضع بعض القواعد لروتين يومك العادي والالتزام به. كأن تحاول أن تحدد ساعات استخدام تلك المواقع والتقليل منها تدريجيًا.

كما ننصحك أن تركز على هواياتك المحببة إليك وممارسة بعض الأنشطة الرياضية بشكل منتظم. مما يساعدك على الانخراط في الحياة الحقيقية شيئًا شيئًا، فعمرك أغلى من أن تضيعه خلف الشاشات.

بقلم| الدكتورة مروة حلمي

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *